مخطئ من يظن أن الخلافات بين مجلس إدارة النادي الأهلي، وتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، والرئيس الشرفي السابق للقلعة الحمراء، انتهت بعدما أعلن الأخير مبادرة للصلح بينه وبين مسئولي النادي، وتنازله عن الدعاوى القضائية التي رفعها ضدهم، وربما يكون أكبر دليل على ذلك هو تهرب مجلس إدارة الأهلي من المشاركة في مباراة السوبر السعودي المصري أمام فريق الهلال على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. وبصرف النظر عن التضارب الذي حدث في مواعيد إقامة اللقاء في بداية الأمر، وإعلان إلغاء اللقاء من جانب تركي آل شيخ بسبب الخلافات بين الطرفين، فإن النية كانت مبيتة لدى مسئولي الأهلي في عدم المشاركة في اللقاء ما ظهر جليا في أكثر من موقف. حجج واهية
مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب، كان يعلم جيدا صعوبة سفره إلى السعودية في هذه المرحلة لحضور هذه المباراة، خوفا من ردود الأفعال السلبية التي قد يتعرض لها من جانب جماهير الأهلي، خاصة أن هناك اعتبارات كبيرة يضعها المجلس لآراء جماهيره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذا لم يكن غريباً أن تبدأ الحجج بمطالبة الأهلي بتغيير موعد المباراة المبدئي نتيجة تعارضه مع موعد مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا رغم أن الفريق لم يتأهل بعد للمواجهة النهائية، بخلاف أن الموعد تم تحديده بشكل مبدئي. بعدها تقدم الأهلي بمقترح غريب لاتحاد الكرة المصري يتمثل في طلبه إقامة اللقاء في القاهرة، رغم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن أن المباراة على كأس الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم كان هناك طلب أغرب يتمثل في اللعب مع اتحاد جدة وليس الهلال، بحجة أن المباراة على لقب كأس السوبر، ومن المفترض أن يكون أحد طرفيها بطل الدوري والثاني بطل الكأس.
الخوف من المواجهة الحجج الواهية السابقة التي صدرها مجلس إدارة الأهلي بقيادة محمود الخطيب، كان الهدف منها الهروب من المواجهة المحتملة بين رئيس الأهلي ورئيس هيئة الرياضة السعودية، لأن وقتها كيف كان سيتعامل بيبو مع تركي آل الشيخ من جديد، وماذا لو اعتذر الخطيب عن مرافقة البعثة، هل كان سيرسل العامري فاروق نائب الرئيس، الذي كشف من قبل رئيس هيئة الرياضة السعودية أنه على علاقة طيبة معه، بينما يرى أعضاء المجلس أن العامري هو المسئول عن تفاقم الأزمة بين رئيس النادي والرئيس الشرفي السابق للأهلي.
وربما تكون تصريحات عامر حسين رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة المصري أكبر دليل على تهرب الأهلي من اللقاء، بعدما أكد في تصريحات صحفية أن سبب إلغاء مباراة الأهلي والهلال على كأس خادم الحرمين الشريفين، هو أن النادي الأهلي لم يرسل أي تأكيد بالمشاركة في المباراة بشكل رسمي ومن ثم قرر اتحاد الكرة السعودي إلغاء اللقاء. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل سيستمر مجلس الأهلي في الهروب من السفر إلى السعودية أو اللعب مع أنديتها، خوفا من جماهير النادي على السوشيال ميديا، أم سيتم الصلح وتنتهي هذه الورطة ويخرج مجلس إدارة الأهلي من هذه الدوامة؟