كان فيلم «الكنز»، الذي عُرض فى موسم عيد الأضحى من العام الماضي، هو الظهور الأخير للفنان محمد سعد، الذي أعاد إحياءه فيه من جديد المخرج شريف عرفة، بدور «بشر الكتاتني» رئيس البوليس السياسي خلال حكم الملك فاروق، الذي ابتعد خلاله تماما عن اللون الكوميدي المعتاد؛ مقدمًا شخصية صارمة منضبطة، إلا أنه أجادها ودخلت قلوب الجمهور سريعًا، هذا الدور جاء بمثابة شهادة ميلاد جديدة له، بعد تخلصه من شخصية «اللمبي»، التي ظهرت للمرة الأولى قبل 17 عاما، لينصرف العفريت على يد صانعه المخرج شريف عرفة. «الكنز» وضع الفنان محمد سعد على أول طريق العودة، بعد أن أعاد له جماهيريته وشعبيته، وأبرز موهبته الحقيقية، وأنه يجد تقديم أدوار أخرى، بخلاف شخصية «اللمبي» ومستحدثاتها، وطلب منه النقاد والجمهور أن يُحسن الاختيار في الأدوار القادمة، وفى فبراير الماضى، تعاقد محمد سعد مع المنتج أحمد السبكي على مشروع سينمائي جديد للمنافسة به في موسم عيد الأضحى المقبل، لكن تعرض الفيلم لأزمات كثيرة أدت إلى تأجيله. يأتي هذا التعاقد بعد نجاح الفنان محمد سعد وعودة شعبيته إليه، ليمحو «الكنز» اتهامه بالإفلاس الفني، وفشل فيلمه «تحت الترابيزة»، الذي لم يكسر حاجز 3 ملايين أمام شباك التذاكر، ويتشجع المنتج أحمد السبكي على التعاقد معه، بعد توقف التعاون معه في فيلم «اللمبي 8 جيجا»، الذى عرض فى 2010، ليكون فيلم «محمد حسين» الجاري التحضير له، هو التعاون الرابع بينهما بعد «بوشكاش» و«عوكل». «محمد حسين» تدور أحداثه فى إطار كوميدي حول سائق يتعرض لكثير من المواقف الكوميدية، التي تؤثر في شخصيته وفي حياته بشكل عام، وتنشأ علاقة حب بينه وبين إحدى المترددات على الجراج، لكنها علاقة حب من طرف واحد، الفيلم من تأليف شريف عادل، في ثاني تجربة تأليفية له، أما المخرج فحتى الآن اعتذر 5 مخرجين عن العمل، ويبحث «السبكي» حاليًا عن مخرج من أجل بدء التصوير المؤجل. كان أول مخرج تم ترشيحه للفيلم هو كريم السبكي، ابن المنتج، الذي اعتذر بسبب انشغاله بفيلم «الديزل» بطولة محمد رمضان، الذى يخوض به سباق عيد الأضحى، وبعد ذلك تمت الاستعانة بالمخرج وليد الحلفاوي، الذى أخرج مؤخرًا فيلم «على بابا» بطولة كريم فهمي وآيتن عامر، وحقق به إيرادات تخطت 10 ملايين جنيه، والذى وافق فى البداية، لكنه عاد، واعتذر دون إبداء أسباب، ليأتي المخرج أكرم فريد، الذى اعتذر هو الآخر بعد اختلاف فى وجهات النظر بينه وبين بطل الفيلم محمد سعد. ومن بين أعمال «فريد» الإخراجية فى السينما فيلم «حماتي بتحبني»، «نظرية عمتي»، و«توم وجيمي»، لكنه اتجه مؤخرًا إلى الدراما التليفزيونية مقدمًا «اللهم إني صايم» بطولة مصطفى شعبان، و«ساحرة الجنوب» بجزأيه بطولة حورية فرغلي. كان المخرج الرابع، الذى اعتذر بعد جلستي عمل مع الفنان محمد سعد، هو المخرج الشاب أحمد خالد أمين، الذى لم يصل إلى اتفاق مع بطل العمل، سبق وعمل "أحمد" كمساعد مخرج فى فيلمي «الثلاثة يشتغلونها» و«الدادة دودي»، وقدم في الدراما التليفزيونية «أفراح إبليس 2» و«الطبال». كما كان المخرج إسماعيل فاروق هو طوق النجاة الذى لجأ إليه صناع الفيلم، من أجل إنقاذ الموقف واللحاق بموسم أفلام عيد الأضحى، إلا أنه بعد عدة جلسات اعتذر هو الآخر بسبب خلاف على وجهات النظر. أزمة الفيلم لم تقتصر على خلافات محمد سعد مع المخرجين، الذين ابتعدوا عن تقديم الفيلم، فقد اعتذرت الفنانة الشابة هنا الزاهد، عن تقديم دور البطولة النسائية أمام «اللمبي» بجوار الفنانة هنا شيحة، وبررت ذلك بانشغالها بتصوير الفيلم الذى يشاركه بطولته الفنان أحمد حاتم، للمخرج عثمان أبو لبن، والذى لم تبدأ تحضيراته بعده، تلى ذلك اعتذر الفنانة ريم مصطفى، التي شاركت مؤخرًا فى مسلسل «الوصية»، بطولة أكرم حسني وأحمد أمين، و«أمر واقع» بطولة كريم فهمي، اللذان عرضا فى موسم رمضان الماضى. يبدو أن اللعنة تطارد «محمد حسين»، الذى تأجل لحين وجود مخرج، وحاليًا تضم القائمة الأساسية لأبطال الفيلم محمد سعد، محمود البزاوي، هنا شيحة والخليل كوميدي، وهناك مؤشرات بأن البطلة النسائية ستكون الفنانة العائدة من الاعتزال حلا شيحة، التي تعاونت معه من قبل فى «اللمبي» قبل 16 عاما.