لا تزال منطقة القطب الشمالي تمثل أهمية كبيرة للعديد من البلدان، فالمناطق غير المأهولة بالبشر، ظلت على مدار عقود طويلة جاذبة لأنظار عدد من القوى العظمى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا، بالإضافة إلى كندا والدنمارك وغيرها من البلدان، وهو الأمر الذي جعل القطب الشمالي من مجالات الصراع في الحرب الباردة بين واشنطنوموسكو. وأثناء الحرب الباردة كان الاتحاد السوفييتي يعكف على بناء أسطول من المركبات ذات الأجنحة تحمل صواريخ مسلحة من طراز Lun، وهي طائرات عرفت بشكل رئيسي باسم إكرانوبلينز، وهي كانت من المعدات الرئيسية التي استخدمتها موسكو للكشف والتنقيب عن كنوز تلك المنطقة، وذلك حسب ما ورد في مجلة ذا درايف الأمريكية المعنية بشؤون التكنولوجيا العسكرية. وخلال الوقت الحالي تسعى روسيا إلى إحياء هذا المفهوم من خلال تصميم يُعرف مؤقتًا باسم "أورلان"، والذي يمكن أن يوفر للبلاد إمكانية وصول جديدة وسلاحًا مضادًا للدخول في منطقة القطب الشمالي المتنازع عليها بشكل متزايد، وكذلك في ممرات مائية أكثر تقييدًا مثل البحر الأسود وبحر قزوين. وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف خلال يونيو الماضي، أن هذه المركبة البحرية العريقة والقادرة على القتال ستكون جزءًا من برنامج التسلح الحكومي لعام 2018-2027، وهو ما يأتي مؤكدًا للعديد من التقارير الإعلامية منذ عام 2015، والتي أفادت بأن الكرملين كان يفكر في إعادة تصاميم الجناح (WIG)، ولكن للاستخدام في المقام الأول بالمجالات المدنية مثل النقل والبحث والإنقاذ. اقرأ أيضًا: موسكو تطمئن إسرائيل: أولويتنا ضمان أمن تل أبيب وأضاف بوريسوف: "سيتم إنشاء النموذج الأولي من أورلان كجزء من برنامج التسلح الذي سبق ذكره وسيكون مزود بقدرات تسليحية تصل إلى الصواريخ"، مشيرًا إلى أن المركبة سوف تكون قادرة على المساعدة في مراقبة المناطق الساحلية الشاسعة في روسيا، وخاصة حدودها البحرية على طول القطب الشمالي، ومن ثم توفير قدرات غير مسبوقة لموسكو في تلك المنطقة. تصاميم WIG هي في الأساس كانت لطائرة مائية تحلق على مسافات قصيرة بالقرب من سطح الماء، وهو ما يعني -من حيث المبدأ- السماح بحركة مياه فعالة وعالية السرعة لا تعاني من سحب الإبحار الفعلي على السطح، كما أن وجود جناح يمكن أن يساعد في مزيد من الرفع. للمزيد: روسيا تستدعي سفير اليونان احتجاجًا على التصريحات المعادية تجربة أورلان لم تكن وليدة اللحظة، حيث نظر السوفييت وغيرهم ممن أجروا تجارب على هذه الأنواع من المركبات إلى أشكال يمكن أن تجمع بين فوائد إكرانوبلينز والقدرة على الطيران على ارتفاعات أعلى، وهو ما ستعيد روسيا توظيفه في الوقت الحالي بما يخدم مصالحها في منطقة القطب الشمالي. ولم يقدم بوريسوف أي تفاصيل محددة أخرى عن أورلان الجديد، ولم يتضح ما إذا كان هذا التصميم سيكون على أي حال مرتبطًا بمشروع السوفييت 904 أو "أورليونوك"، والذي يعني "النسر" باللغة الروسية، فيما أطلق حلف شمال الأطلسي على هذه المركبة، والي يبلغ وزنها الأقصى حوالي 125 طنًا، اسم "طبقة أورلان". ومن بين النماذج الخمسة المعروفة لهذه المركبة، والتي عُرف بها الاتحاد السوفيتي، اثنين منها تم إخراجها من الخدمة، فيما تحول الثلاثة الآخرين إلى آثار غير وظيفية. ومن حيث الشكل والأداء، قد يوفر تصميم مركبة أورلان الراسخ مكانًا جيدًا لبدء عمل صواريخ جديدة من طراز إكرانوبلينز، وهي تمتلك سعة حمولة مقبولة، خاصة وأن دورها الرئيسي كان النقل، كما يُقال إنها تُبحر بسرعة تقارب 250 ميلاً في الساعة على مدى يزيد عن 900 ميل. وعلى مستوى تسليح المركبة، يمكن للمهندسين الروس أن يجدوا مساحة إلى تصميم أكبر من طراز Lun وقاذفات صواريخ جبلية على الجزء العلوي من جسم الطائرة، خاصة وأنها قادرة على حمل ستة صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز P-80 Zubr. للمزيد:صحيفة روسية: أكثر من مليون سوري يعودون إلى منازلهم ويتميز تصميم المشروع الحالي 904 بمحرك توربيني كبير Kuznetsov NK-12MK، وهو نفس النوع الذي تم العثور عليه في قاذفات الدببة Tu-95 في روسيا. ولا تزال روسيا تحتفظ بقدرات واسعة من إنتاجها في فترة الحرب الباردة خلال تسعينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي أدى تأسيس قدرات ضخمة على المستوى التقني، لتصبح موسكو واحدة من أكثر البلدان التي تعتمد اقتصاديًا على تصدير الأسلحة حول العالم.