تمارس الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران العديد من عمليات القرصنة البحرية من خلال استهداف ناقلات النفط واحتجاز السفن المحمّلة بالمساعدات الإنسانية حتى زواق الصيد المدنية لم تسلم من عمليات السطو التي تمارسها تلك الميليشيات في محاولات منها للتأثير على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، منذ سيطرتها على الحديدة ومينائها عام 2014. وعاودت ميليشيا الحوثي استهدافها للسفن في الممر الملاحي الدولي قبالة السواحل الغربية لليمن في مؤشر على توجهها لرفض المقترحات الأممية المتعلقة بمدينة وميناء الحديدة، ففي تهديد حوثي إيراني جديد للملاحة الدولية، تعرضت ناقلة نفط سعودية أمس إلى هجوم بالمياه الدولية قبالة ميناء الحديدة، لكن تدخّل السفن التابعة للتحالف العربي في اليمن، أحبط الاعتداء الذي أسفر عن تعرض الناقلة لإصابة طفيفة. ورقة باب المندب بعد هذا الاستهداف، أعلنت المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة عبره آمنة. اقرأ أيضا : معركة الحديدة تقترب من نهايتها.. وميليشيات الحوثي تهاجم واشنطن ورغم أن الهجوم الأخير أسفر عن إصابة طفيفة في الناقلة، فإنه يؤكد مرة أخرى أهمية محاسبة إيران، وعدم التهاون مع ميليشيات الحوثي التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الملاحة الدولية انطلاقا من ميناء الحديدة. وتسعى إيران من خلال إبقاء ميليشيات الحوثي في الحديدة، إلى الإمساك بورقة باب المندب الهامة للضغط على المجتمع الدولي وتنفيذ تهديداتها الإرهابية، لما يمثله هذا المضيق من أهمية على صعيد الملاحة الدولية، حسب "المشهد العربي". وهنا تبرز أهمية تحرير مدينة الحديدة وميناءها من ميليشيات الحوثي، التي تنفذ أجندة إيران الخبيثة في المنطقة وتعمل على شن هجمات إرهابية في البحر الأحمر، خدمة لمصالح نظام الملالي الذي كان قد هدد قبل أيام بمنع صادرات النفط في المنطقة. ويربط باب المندب البحر الأحمر من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب، ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به، والتي تقدر بحدود 3.5 مليون برميل يوميا، وكونه يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط ب60 في المئة، فإن إغلاقه سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول إفريقيا، وسيرفع تكاليف نقل النفط بشكل كبير، ويعد النفط هدفا للإرهابيين. ويبلغ عرض المضيق حوالى 30 كيلومترا تقريبا تتوسطه جزيرة بريم، وتتم الملاحة في الجزء الغربي من المضيق، لأنه الأوسع، حيث يبلغ عرضه 25 كيلومترا ويصل عمقه إلى 310 أمتار، ويطلق عليه اسم "دقة المايون"، أما الجزء الشرقي ويسمى "قناة اسكندر" فهو لا يصلح للملاحة الدولية بسبب ضيقه وسطحية المياه فيه، حيث يبلغ عرضه ثلاثة كيلومترات وعمقه في أعمق منطقة 30 مترا. اقرأ أيضا : بعد الأطفال والسجناء.. خسائر الحوثيين تدفع ب«الموظفين» إلى ميدان القتال تهديد للملاحة لقي الانتهاك الحوثي للملاحة البحرية استنكارا واسعا، فقد أدانت البحرين، استهداف ناقلة نفط تابعة للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثي، مؤكدة أنه "تهديد خطير للملاحة الدولية". ووصفت المملكة الاعتداء ب"الجبان، وخرق صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية وتهديد خطير للملاحة الدولية، ويحمل ضررًا بالغًا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر"، وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية. وأكدت "ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية وكل من يدعمها ويمولها، لضمان توفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية". من جانبه، اعتبر وزير الإعلام اليمني أن استهداف الميليشيا الحوثية لناقلات النفط السعودية يكشف بوضوح عن الأطراف الإقليمية التي تقف خلف دعم عصابة الحوثي الإجرامية، والأصابع الخفية لإدارة الأزمة وتأجيج الصراع في المنطقة، كما أنه يمثل تهديدا صريحا لأمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر. اقرأ أيضا: بعد اقترابهم من النهاية.. الحوثيون نادمون على قتل عبد الله صالح كما أكد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، أن استهداف ميليشيات الحوثي ناقلة نفط سعودية بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة عملاً إرهابيا "يكرس مساعي الحوثيين وبدعم من إيران لتعطيل حركة الملاحة البحرية ورفض السلام والمبادرات المقدمة بخصوص تسليم الحديدة"، حسب "العربية". رسالة للتحالف وبعد استهداف أمس، هدد رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا للحوثيين، محمد علي الحوثي، دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية ومصر والسودان بقدرة قواته البحرية على استهدافهم. وقال الحوثي في سلسلة تغريدات على حسابه ب"تويتر"، إن :"القدرات البحرية مداها بعيد يستطيع أن يصل حتى إلى موانئ بعض الدول المعتدية والمشاركة في العدوان على اليمن (يقصد دول التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن)". وأكد الحوثي أن مدايات القدرات البحرية تستطيع أن تصل إلى مساحات كبيرة في وسط البحر بل إلى الحافة الأخرى من البحر الأحمر، والتعمق إلى موانئ النظام السعودي، حسب "أخبار اليمن". مسلسل من الهجوم سبق الهجوم الحوثي على الناقلة السعودية أمس، عدة حوادث في البحر الأحمر الذي يعتبر ممرا استراتيجيا حيويا للملاحة العالمية، ففي أكتوبر 2016 استهدف الحوثيون بصاروخين المدمرة الأميريكية "يو إس إس ماسون"، وقبلها السفينة الإماراتية "سويفت"، دون وقوع إصابات. اقرأ أيضا : اليمن ينفض «الحوثي» من الحديدة.. وخطة أممية لإقامة سلام شامل وفي يناير 2017، تعرضت فرقاطة سعودية لهجوم شنه مسلحون حوثيون، واقتربت ثلاثة "زوارق انتحارية" من الفرقاطة التي كانت تقوم بدورية قرب ميناء الحديدة غرب اليمن، واصطدم أحد الزوارق بمؤخرة السفينة الحربية السعودية، مما أدى إلى انفجار، تلاه اندلاع للنيران. وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من طاقم الفرقاطة، وإصابة ثلاثة آخرين. وفي أواخر يناير الماضي، حذرت هيئات في مجال الملاحة البحرية من الأخطار التي تشكلها ميليشيات الحوثي على أمن الممرات البحرية جنوبالبحر الأحمر وباب المندب. وجاء التحذير عقب التهديدات التي أطلقتها ميليشيات الحوثي باستهداف الملاحة البحرية في اليمن، وشدد بيان صدر عن الجهات المذكورة وقتها، على أهمية استخدام الممر الملاحي الآمن وضرورة تسجيل السفن لدى مركز الأمن البحري في منطقة القرن الإفريقي، ووجوب إبلاغ مركز عمليات التجارة البحرية في بريطانيا. وقد شهد يناير الماضي أيضا حادثين في سواحل محافظة الحديدة، استهدف أحدهما سفينتين تجاريتين بواسطة زورقين يحملان مسلحين. وفي أبريل أعلن السفير السعودي لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة محمد آل جابر، أن ميليشيات الحوثيين تحتجز 19 سفينة محمّلة مشتقات نفطية في البحر الأحمر، وتمنعها من دخول ميناء الحديدة، رغم عدم وجود أي سفن في الميناء. كما أعلنت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي في مايو الماضي، أنها دمرت زورقين "كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر فيما تمكن زورقان آخران من الفرار". وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن التحالف العربي إحباط محاولة هجوم لميليشيات الحوثيين بزوارق صيد مدنية في البحر الأحمر، وأمكن "الاستيلاء على الزوارق المعادية وحمولتها من قاذفات آر. بي. جي وصواريخ محمولة"، حسب "الشرق الأوسط". اقرأ أيضا: «النصر الذهبي».. عملية عسكرية تفكك كيانات الحوثي وتقود اليمن للتحرر ويرى العديد من الخبراء أن التصعيد الحوثي في هذه المرحلة على علاقة وثيقة بالخيارات والأجندة الإيرانية، أكثر من ارتباطه بالملف اليمني. كما أكد محللون سياسيون يمنيون وجود علاقة طردية بين تصاعد الجهود الأممية في اليمن والتصعيد الحوثي، حسب "العرب". تكرار استهداف الميليشيات وبدعم من إيران لخطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية في ظل جهود أممية يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، هو عرقلة لكل جهود السلام وتأكيد على استخدام ميليشيات الحوثي لميناء الحديدة كمنطلق للكثير من العمليات والهجمات الإرهابية.