"البعض ترك منزله وقرر الفرار نحو الحدود، خوفا من آتون الحرب، والبعض الآخر قرر البقاء، لأنه اعتبر أن النزوح مؤلم".. هذا ما عاناه سكان درعا السورية على مدار سنوات، تزامنا مع ارتفاع وتيرة الحرب بين الميليشيات المسلحة والجيش النظامي، حتى أصبحت المدينة على شفا الانهيار. لكن اليوم، وبعد أن نجح الجيش الوطني السوري في القضاء على رؤوس الميليشيات الإرهابية، أصبحت المدينة تحت سيطرة النظام السوري. وتعد درعا واحدة من أقدم المدن السورية في محافظة درعا، بصرى الشام، التي تعد لؤلؤة الشرق الأوسط، ويعود تاريخها لآلاف السنين. ويعود الفضل أيضا في استعادة المدينة إلى جهود المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتحاربة، وافق المسلحون وعائلاتهم على تسليم أسلحتهم ووقف إطلاق النار. اقرأ أيضًا: مع اقتراب تحرير درعا.. هل تهاجم إسرائيل الجنوب السوري؟ يشار إلى أن بعض المسلحين قرروا الانضمام إلى صفوف الجيش السوري، بينما قرر بعضهم الآخر الخروج من المدينة، حيث تم تسليم مئات الأسلحة، بالإضافة إلى العديد من الدبابات والمدافع الرشاشة. ووفقًا لمحافظ المدينة، محمد خالد الهنوس، فإن 13 ألف عائلة غادرت المحافظة بسبب الحرب القائمة، وأن 4 آلاف منهم كانوا على الحدود مع الأردن، والآن عاد معظمهم إلى ديارهم. كان الجيش السوري بدأ حملة عسكرية واسعة النطاق، في 15 يونيو الماضي، لاستعادة المنطقة الجنوبية من سوريا بالتزامن مع عملية مصالحة وطنية. بدورهم، أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش شن قصفا صاروخيا وغارات جوية على مناطق في مدينة نوى ومحيطها ومنطقة تل الجابية وتل الجموع في ريف درعا الشمالي الغربي، وهي من آخر معاقل المسلحين في المحافظة. اقرأ أيضًا: بدعم روسي في الجنوب.. الجيش السوري يقترب من حدود الأردن وأضاف الناشطون أن قصفًا للطيران المروحي طال مناطق في بلدة جلين وأماكن أخرى يسيطر عليها "جيش خالد بن الوليد" المبايع ل"داعش" في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي لمدينة درعا. وحسب الإعلام السوري فإن قرى القطاع الجنوبي من محافظة القنيطرة شهدت مظاهرات ضد المجموعات الإرهابية، حيث خرج أهالي بلدات وقرى أم غارة والقصيبة وعين التينة والسويسة وغيرها في مظاهرات، مرددين هتافات تطالب بخروج المسلحين ودخول الجيش السوري. وفي ريف درعا الشرقي في مدينة بصرى الشام رُفع العلم السوري في الساحة الرئيسية إيذانا بإعلانها خالية من الإرهاب، بعد إنجاز اتفاق التسوية القاضي بإعادة مؤسسات الدولة إلى البلدة واستكمال تسليم الجماعات المسلحة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة ودخول وحدات الجيش السوري إليها. وتتدفق المساعدات الحكومية على المناطق المحررة، حيث أرسلت أمس قافلة مواد إغاثية إلى مدينة انخل بالريف الشمالي الغربي، في حين اتجهت قافلة مساعدات، سيّرتها لجنة الإغاثة، نحو بلدات الصورة وعلما والحراك وناحتة والغارية الغربية والغارية الشرقية في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة. اقرأ أيضًا: جنوبسوريا ينفجر.. الأسد يقصف مواقع الإرهاب وأمريكا تحذر روسيا كما تستمر عودة النازحين إلى المناطق التي استعادها الجيش مؤخرا، حيث وصل نحو 7 آلاف شخص إلى منازلهم وأراضيهم في بلدة النعيمة الواقعة على بعد 4 كيلومترات شرقي مدينة درعا، حسب "سانا". ياسر التركماني وهو من ضباط الجيش السوري الحر، أوضح أن السيطرة على تل الحارة لها أهمية كبيرة كونها من أعلى التلال في المنطقة وتسمح للطرف التي هي خاضعة له بالسيطرة أيضا على المنطقة المحيطة بها، حسب النشرة اللبنانية. وأضاف أنه بدخوله إلى الحارة والسيطرة على التلة وعلى قرى سملين وزمرين وخربة المليحة، أصبح النظام السوري يسيطر على معظم أنحاء منطقة درعا، باستثناء منطقة صغيرة خاضعة لتنظيم خالد بن الوليد التابع لتنظيم "داعش". مراقبون يرون أن هناك حالة من الشتات بين المعارضة تعد بمثابة واحدة من نقاط ضعفها الحاسمة منذ بداية الصراع، الذي أسقط أكثر من نصف مليون قتيل، وهو الأمر الذي أسفر عن فقدانها مناطق عديدة بالشمال السوري.