كثيرا ما نجد نماذج من الآباء ينسحبون من حياة أبنائهم، إما للسفر وإما للانفصال، ولا يعترف بعضهم بأهمية دورهم في حياة أبنائهم أو يكتفون بوجود الأم، وهنا تظهر العديد من المشكلات خاصة في مرحلة المراهقة، نتيجة لعدم قيام الأب بدوره، فما الدور الحقيقي للأب تجاه ابنه، خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة؟ ولكن قبل ذلك علينا معرفة أهمية وجود الأب في حياة ابنه المراهق.. 1- عند وجودك مع ابنك المراهق وتعاملك معه وتشجيعك له والاهتمام به، يشعر بأنه قريب منك ومقبول منك، فيزيد ذلك من ثقته بنفسه وبإمكانياته وقدرته على تحقيق ما يريد دون خوف، ويساعده ذلك على تتنمية صفات إيجابية تميزه عن غيره. 2- شعور المراهق بحبك وحب والدته له وتقبلكما له في جميع الظروف، حتى وإن كان يخطئ، يساعده على الشعور بالأمان والراحة ويحميه من كثير من المشكلات التي تنتج من عدم إحساسه بالأمان وبحثه عنه خارج الأسرة. 3- العلاقة الجيدة والصحيحة بين المراهق ووالده تلعب دورا كبيرا في أن يشعر المراهق بالأمن والحب والثقة بنفسه وتكوين صورة جيدة عن نفسه، وهو ما يساعده على تخطي الكثير من المشكلات. 4- يساعد وجود الأب على معرفة المراهق عادات المجتمع وتقاليده ويساعده أيضا على تكوين قيم ومبادئ جيدة من خلال تقليده والده وتعلمه منه في المواقف المختلفة. 5- يتعلم المراهق من والده العديد من القيم والأخلاقيات التي يجب أن يتعامل بها في جميع المواقف التي يمر بها، ويساعده كذلك على تعلم القيم الدينية، ويمكنك من هنا معرفة 3 أخطاء يقع فيها الآباء عند تربية أطفالهم. عزيزي الأب، ابنك، خاصة المراهق، له عليك الكثير من الحقوق، ومنها: 1- يجب أن يشعر ابنك من معاملتك له بالقبول والحب والاحترام مما يجعله واثقا بنفسهم ومرتبطا بأسرته ويستشيرك في كل ما يواجهه من مشكلات. 2- عليك أن توفر له جوا هادئا في المنزل من خلال التفاهم مع الأم وإبعاده عن المشكلات وعدم إدخاله كطرف فيها ومناقشة مشكلاته بهدوء وحكمة. 3- من حقوق ابنك عليك أن تشجعه وتساعده على الثقة بنفسه، والتعامل معه بطريقة جيدة، وعدم التمييز بينه وبين إخوته. 4- يتعلم الأبناء الكثير من تصرفاتهم مما يفعله الآباء، ويأخذون كثيرا من صفاتهم، فكثيرًا ما نسمع: "ده نسخة من أبوه" أو "بيقلد أبوه في كل تصرفاته"، ولذلك عليك أن تقدم لأبنائك القدوة والنموذج الذي ترغب في أن يكونوا عليه من خلال ما تفعله أنت. عزيزي الأب قد لا تعلم مدى تأثر حياة أبنائك بغيابك، سواء كان الغياب نتيجة للانفصال أو السفر أو غيرهما، فغيابك قد يؤدي إلى: 1- شعور الأبناء بالقلق وعدم الراحة والتوتر وعدم الشعور بالأمان، يسبب مشكلات كبيرة للمراهق منها أن يكون عنيفا في تعامله مع الآخرين وعصبيا ويلجأ إلى طرق خاطئة ليحصل على الراحة والهدوء منها التدخين والإدمان. 2- عند غياب الأب تغيب معه عدة أشياء مهمة للمراهق، منها شعوره بالأمن وتقدير الأب له ومساندته وافتقاده النموذج الذي يتعلم منه كل ذلك، ما يضعف من قوته في أثناء مروره بالصعوبات. 3- ليحصل المراهق على الأمان الذي يحتاجه يلجأ إلى أصدقائه والذين قد يتعلم منهم طرقا خاطئة كثيرة كالعنف والتصرفات غير الأخلاقية التي يتناقلها الأصدقاء بينهم دون وجود رقابة عليهم. عزيزي الأب من الواجب علينا في النهاية أن نؤكد عددا من النقاط التي تساعدك في التقرب من أبنائك والتعامل معهم بشكل أفضل، ومنها: 1- كوّن علاقة صداقة مع أبنائك تقوم على الثقة والتفهم والاحترام، لا أن تقوم على أساس السلطة والأوامر والعقاب مما يساعدهم على احترامك واللجوء إليك بثقة والتحدث معك بحرية عن كل ما يجدونه من مشكلات. 2- ساعد أبناءك وشجعهم على ما يقومون به من إنجازات، من خلال التشجيع اللفظي والعبارات الإيجابية المشجعة والمكافآت عندما يقوم بإنجاز في دراسته أو هواية أو عمل إبداعي يقوم به، مما يعطيه الثقة والأمان. 3- تجنب النقد الدائم لكل سلوك يقوم به ابنك، ولكن قدم له النقد في صورة إيجابية تشجعه وتقبل أيضًا اختلافه معك وطريقة تفكيره ومعارضته أحيانا لما تقوم به وناقشه ولا تعاقبه على هذا الاختلاف، ويمكنك من هنا معرفة الدليل الكامل للتعامل مع ابنك في مرحلة المراهقة. عزيزي الأب أبناؤك ثروة كبيرة لك، وأنت أيضا ثروة غالية لهم، فلا تحرم نفسك من الاستمتاع بصداقتهم والمواقف التي تمرون بها معا وتتعلمون منها الكثير، فأنت أمانهم اليوم وهم أمانك غدا.