مَر أقل من سنة على تفعيل التعاقد المبرم بين وزارة الكهرباء، وشركة شعاع، ليوكل بموجبه للأخيرة، قراءة العدادات، والوزارة لم تعلن عبر بيانات رسمية نتائج التجربة المذكورة سلفًا، وتناست أنها أجزمت بعمل تقييمات للتجربة كل 3 أشهر للوقوف على الإيجابيات وما يوازيها من سلبيات لمعالجتها، ولكنها شرعت في الدخول في مرحلة ثانية مباشرة دون تقييم المرحلة الأولى. وشَملت تفاصيل الاتفاق بين كلا الطرفين – الكهرباء وشعاع – ديسمبر الماضي، بدء العمل بالمرحلة الأولى من التعاقد، كمرحلة تجريبية بقطاع كامل بكل شركة من شركات التوزيع التسع على مستوى الجمهورية، لإسناد عملية الكشف لشركة شعاع للقيام بتسجيل "القراءات الحقيقية للمشتركين كل شهر" بهدف الحد من الفواتير الخاطئة. 1,55 قرشا وكان المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، أعلن أن التعاقد لمدة ثلاث سنوات، على أن تتحمل الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركاتها التابعة مقابل عمولة عن كل مقروء تتمثل فى 1,55 قرشا عن كل فاتورة، تمهيدا لتعميمها تدريجيا على باقى القطاعات بكل شركة. وشملت مناطق المرحلة الأولى من التعاقد، عددًا من المناطق التجارية بشركات التوزيع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تخصيص شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء منطقة شبرا، وخصصت شركة جنوبالقاهرة منطقة جنوبالقاهرة، وشركة الإسكندرية منطقة الساحل، وشركة القناة منطقة شمال الشرقية. وحسب إحصائيات وزارة الكهرباء، يوجد عجز شديد في عمالة القراءة والتحصيل، ويقدر عددهم ب3981 قارىء كشاف، و7272 محصلا فقط، في حين أن الوزارة تحتاج إلى مضاعفة هذا الرقم للحد من العجز في القراءة والتحصيل. وحسب وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، فالدافع وراء التعاقد مع إحدى الشركات لقراءة العدادات، وعدم تعيين عدد من الشباب بدلَا من اللجوء لإحدى الشركات، كون الوزارة تتبنى خطة تغيير 32 مليون عداد، وهو عدد كافة المشتركين حاليًا، بأخرى مسبوقة الدفع خلال 5 سنوات. مناطق جديدة مصدر رسمي بوزارة الكهرباء، أفاد ل"التحرير"، بأن الوزارة بصدد تحديد حزمة مناطق جديدة بإدارات الكهرباء التابعة لشركات التوزيع التسع على مستوى الجمهورية، لقراءة العدادات من قبل شركة شعاع، مطلع الشهر المقبل. حديث المصدر، جاء مطابقا لما أدلت به المهندسة، ابتهال الشافعي، رئيس شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، مؤكدة بداية موظفي شركة شعاع، قراءة قطاع جديد أو منطقة جديدة بنطاق الشركة، والتي تخدم محافظات "الدقهلية - دمياط - كفر الشيخ"، على أن تكون المرحلة الثانية بجنوبالدقهلية، والتي تشمل "المنصورة وطلخا ونبروه والسنبلاوين وضواحيها وميت غمر وأجا". لم تخل من الأخطاء ستبدأ العمل الشهر المقبل، حسب ما أضافته الشافعي ل"التحرير"، فيما يخص عمل موظفي شعاع بالمرحلة الثانية، وعن أدائهم بالمرحلة الأولى، بقراءات منطقة كفر الشيخ، أوضحت أنها كانت ناجحة، ولكنها في الوقت نفسه لم تخل من الأخطاء والعقبات. والأخطاء تمثلت وفقًا لرئيس شركة شمال الدلتا، في تضارب البيانات، فضلًا عن خطأ في القراءات، وعن كيفية التصدي للأخيرة، والتي هي في الأساس سبب التعاقد مع شعاع لحل الأزمة لا تفاقمها، نوهت بأنه يتم عمل عزل للقراءات الشاذة -تزيد في الاستهلاك 30% على نفس الفترة من العام السابق- أو الخاطئة عن طريق مركز إصدار الفواتير التابع للشركة. لجنة مشتركة للقراءات "الشاذة" وتُشكل لجنة مشتركة من موظفي الكهرباء وشعاع، لرصد قراءة العداد "الشاذة"، وعند التأكد من الخطأ، يتم معاقبة المخطئ من قبل شركة شعاع على خطأه، ومشكلة أخرى واجهها موظفو شعاع، في عدم تقبل الأهالي لهم، كونهم اعتادوا على موظف لقراءة العداد لفترة تتخطى ال10 سنوات. وعلى صعيد الموظفين، قارئو عدادات الكهرباء سابقًا، والذين تحولوا لمحصلين لصالح عمل موظفي شعاع بدلًا منهم، قال موظف بإدارة شبرا، والتي حل موظفو شعاع محل موظفيها في قراءة العداد، لمعرفة مدى نجاح موظفي شعاع والبالغ عددهم 280 موظفًا في الكشف عن عدادات الكهرباء، إن عمل موظفي شعاع لم يخلُ من الأخطاء كما توقعت الوزارة. وأشار الموظف في حديثه ل"التحرير" إلى أن تدريبهم لم يكن بالقدر الكافي، لافتًا إلى أن التعاقد مع شركة شعاع لن يضيف أى جديد لوزارة الكهرباء، منوهًا بأن العقبة في الأساس ترجع إلى ارتفاع قيمة الفواتير، عقب الزيادة الأخيرة للأسعار في يوليو الماضي. ليست "فجة" وتابع الموظف أن موظف شعاع يحصل 1.55 قرشًا لكل قراءة، في حين ما يتحصل عليه موظف الكهرباء أقل 6 مرات عن سعر كل قراءة عداد لموظف شعاع، ويحصل على 25 قرشًا فقط. مدير الشؤون التجارية بإدارة شبرا، مدحت عبدالحميد، قال إن تقييم التجربة لموظفي شعاع في شبرا "جيدة"، وكل تجربة في البداية تحتاج إلى تدقيق ومتابعة، وهو ما يحدث مع موظفي شعاع حاليًا، ويتم تدارك الأخطاء، ومع الوقت والخبرة ستتلاشى الأخطاء. لكننا لن نجزم بعدم حدوث أخطاء، يؤكد عبد الحميد ل"التحرير"، ولكنها ليست "فجة"، ويمكن إصلاحها، في ضوء عمل موظفين لأول مرة، وفي ختام تصريحاته، أعرب عن أن التجربة في المجمل تعتبر ناجحة، وساعدت القطاع كثيرًا في التحصيل.