نوال الزغبي.. النجمة الذهبية، صاحبة الأمجاد السابقة الممتدة منذ مطلع التسعينيات وحتى منتصف الألفية الجديدة، تمتلك أرشيفًا ومكانة مهمة في موسيقى الشرق الأوسط وصلت بها لأن تكون إحدى أكثر المغنيات اللبنانيات نجاحًا في تاريخ اللون الشرقي المعاصر، تلك النجاحات رافقتها صعوبات شخصية وفنية كثيرة، ومؤخرًا كثرت الدعوات الموجهة لها للاعتزال بدعوى أنها أفلست فنيًا، لكنها مازالت تحتفظ بمكانة بارزة في قلوب الجمهور العربي. النشأة هي نوال جورج الزغبي، ولدت في 29 يونيو 1971، في منطقة جل الديب شرق بيروت، وهي الابنة الكبرى لأسرة تتكون من خمسة أبناء، اكتشفت حبها للغناء والفن منذ طفولتها وهي دون الثامنة، كانت تقف أمام المرآة في غرفتها لتغنّي أشهر أغاني الفنانة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية، وكانت تغني لعائلتها ولكنهم لم يضعوا في الحسبان أنها ستكون قريبًا إحدى نجمات الوطن العربي. حينما بلغت السابعة عشرة من عمرها في عام 1988 شاركت في برنامج "ستديو الفن" وهي لا زالت طالبة، وقدّمت بعض أغاني ملهمتها وفي مقدمتها "طب وأنا مالي"، وبعد ذلك صقلت موهبتها بالدراسة الموسيقية المكثفة، وبالفعل بدأت في احتراف الغناء فعليًا عام 1991 بعدما تزوجت في العام السابق له المنظم إيلي ديب الذي وقف إلى جانبها وتسلّم إدارة أعمالها وقدّم لها دعمًا كبيرًا، ورُزقت منه بثلاثة أطفال هم "تيا"، وتوأمها "جوي وجورجيو". المشوار الفني أول ألبوم لنوال طرحته عام 1992 بعنوان "وحياتي عندك" من إنتاج "ميديا سيتي"، ثم توجهت إلى القاهرة وبدأت فيها بالغناء في الفنادق، حتى التقت بالموسيقي صلاح الشرنوبي الذي كانت تحلم بلقائه وأن تتعاون معه، وقدّمت ألبوم "عايزة الرد" عام 1994، وألبوم "بلاقيه في زماني" عام 1995، وفي نفس العام قدّمت "الديو" الأشهر في العالم العربي، مع النجم وائل كفوري، وهو أغنية "مين حبيبي أنا" والتي حققت نجاحًا كبيرًا وشهرة كبيرة لمطربيها، وطُرحت ضمن مجموعة أغنيات لكفوري في ألبوم "ميت فيكي"، وكتب الأغنية ميشيل جحا ولحنها جوزيف جحا وفكرة صانع النجوم اللبناني سيمون أسمر. في عام 1996 قدّمت ألبوم "قلنالك حبيناك" من إنتاج شركة ألبوميها السابقين "ميوزيك بوكس"، وفي العام التالي ألبوم "حبيت يا ليل"، وفي عام 1998 ألبوم "ماندم عليك"، والألبومان من إنتاج "ريلاكس إن"، قبل أن تتعاون بدايةً من ألبوم "مالوم " 1999 مع شركة "روتانا"، وقدّمت معها ألبومي "الليالي" 2000، و"طول عمري" 2001، ثم تعاونت مع شركة "عالم الفن" وقدّمت معها 3 ألبومات أيضًا، وهم "اللي اتمنيته" 2002، و"عينيك كدابين" 2004، و"ياما قالوا" 2006، وفي 2008 عادت ل"روتانا" بألبوم "خلاص سامحت"، وغابت عن سوق الكسيت لثلاثة أعوام وعادت مع "ميلودي" بألبوم "معرفش ليه" عام 2011. بلغت نوال في الألفية الجديدة قمة توهجها، ووقعت معها الشركة العالمية للمشروبات الغازية "بيبسي" عام 2000 عقدا إعلانيا لمدة 5 سنوات كأول فنانة عربية والأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط، وظهرت في إعلانات تليفزيونية على أنغام وموسيقى أغانيها الشهيرة، ومن خلال الشركة غنّت لمونديال كوريا واليابان 2002، وبذلك كانت أول مطربة عربية تسجل أغنية لكأس العالم، ثم تعاونت مع شركة الاتصالات الإلكترونية Motorola ضمن فيديو كليب "ياما قالوا"، ومؤسسة أورام السرطان كوجه إنساني داعم عام 2006، وشركة الإلكترونيات "LG" ضمن فيديو كليب "أغلى الحبايب" 2007، وشركة العدسات اللاصقة CLASSY عام 2008، وغيرها. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، وفي بدايتها حصلت على "جائزة الليونز" كأفضل مطربة في لبنان والأردن في عام 1997، جائزة أفضل مطربة عربية عام 1998 من دولة الإمارات العربية، وجائزة المطربة العربية الأولى عام 1999، وجائزة الموسيقى العربية كأفضل مطربة عربية عن مجمل أغانيها عام 2004، فضلاً عن نيلها أكثر من مرة جائزة الموركس دور، وغيرها من التكريمات وآخرها من مهرجانات جرش وبياف عام 2017، ورفضت خوض تجربة التمثيل أمام النمر الأسود أحمد زكي، والنجم عمرو دياب، لعدم ثقتها بنفسها كممثلة، ولأنها تحزن كثيرًا إذا ما أقدّمت على تجربة وفشلت. أزمات تحول دون الاستمرار الوفاق لم يدم بين نوال الزغبي وبين إيلي فحدث الانفصال عام 2008، وتم إقصاء إيلي عن إدارة أعمالها وكان آخر تعاون بينهما بألبوم "خلاص سامحت"، وكذلك أحالت شقيقها مارسيل الزغبي من منصبه كمدير حفلاتها الشخصية، ليتسلم إدارة أعمالها باسكال مغامس، لكنها انفصلت عنه في أكتوبر 2016 دون خلافات، وأعادت شقيقها مارسيل ليتولى إدارة أعمالها بعد المصالحة بينهما. مشاكل نوال الشخصية انعكست سلبًا على فنها، ومنها أنها لم حتى الآن لم تحصل على الطلاق بشكل رسمي من إيلي ديب، وفي فبراير 2016، كشفت لأول مرة عبر شاشة MTV، عن أسباب انفصالها عن زوجها، وأكدت أنها عاشت الخيانة على كل المستويات المادية والمعنوية، كما أن ابنتها "تيا" تركت منزلها وذهبت لتعيش مع والدها ولم يعد هناك تواصل بينها وبين الأم، وفي مارس 2017، صرحت خلال برنامج "شيري ستوديو"، أن نجليها "جوي وجورجيو" يرفضان تمامًا أغانيها، وأن أحدهما يخجل من مشاهدة كليباتها؛ وبعدما كانت النجمة الذهبية في مقدمة صفوف أهم نجمات الوطن العربي تراجعت. محاولات البقاء انعكس ما مرت به نوال الزغبي على آخر ألبوماتها والتي عادت به عام 2015 بعد غياب سنوات، وحمل اسم يُعبر عن حالتها "مش مسامحة"، من إنتاج "عالم الفن"، وفي عام 2017، انضمت نوال الزغبي إلى لائحة المطربين الذين يؤدّون أغاني تترات مسلسلات الدراما في موسم رمضان، بأغنيتين دفعةً واحدة، الأولى للمسلسل اللبناني "كاراميل" بطولة ماغي بو غصن وظافر العابدين، والثانية هي أغنية "الناس العزّاز" لمسلسل "لأعلى سعر" للنجمة نيللي كريم، وهي من كلمات مدحت العدل، وألحان عمرو مصطفى وتوزيع أحمد الموجي وأمين نبيل، وحققت بها نجاحًا كبيرًا. ورغم أنها بدأت مشوارها الفني في سن صغيرة من خلال برنامج مواهب، لكنها ترفض أن تكون عضو لجنة تحكيم بأحد برامج المسابقات، ونوال كانت دائمًا عنوان الأناقة والموضة، ولها كذبة شهيرة طالما تعتذر عنها حينما صرحت للإعلامي طوني خليفة، أنها لم تخضع لعمليات تجميل، معتبرةً أنها كانت كذبة بيضاء، وبطلب من المحيطين بها حينها، حيث كانت مسلوبة الإرادة، وانطلاقًا من ماضيها المُضيء ورغبتها في البقاء، تُعافر نوال الزغبي حاليًا للبقاء على الساحة.