إنها لحقيقة محزنة أن يعيش بعض الأشخاص حياتهم بدون أن يلاحظهم التاريخ، على الرغم أن هناك أسماء أخرى لأصحاب البصمات ستعيش لفترة طويلة على الرغم من ظهورهم حديثا قبل هؤلاء المغمورين الذين تركوا إنجازات كبيرة غيرت العالم ومسار التاريخ، سواء كان ذلك عن طريق التصميم، أو عن طريق الصدفة، أو بفكر مختلف، فهناك بعض الأشخاص الذين لم يتم التعرف على مساهماتهم في تاريخ العالم إلى حد كبير إلى الآن، وذلك حسبما ذكر موقع List verse، وإذا أصابك الفضول حول هؤلاء الأشخاص، ستتعرف عليهم خلال السطور القادمة: 1- نيلس بوهلين كان نيلس بوهلين يعمل لصالح شركة فولفو في عام 1958 عندما توصل إلى تصميم ثوري أنقذ ملايين الأرواح - حزام المقعد، فكانت أحزمة الأمان البسيطة موجودة منذ فترة طويلة، لكن حزام الأمان ثلاثي النقاط كان تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا مع تصميم بسيط، ومن ثم حصل بوهلين على براءة اختراع للتصميم بعد عام من اختراعه، وتدريجيا أصبح حزام الأمان ثلاثي النقاط ميزة قياسية في السيارات الجديدة حول العالم، لا توجد طريقة لمعرفة عدد الأرواح التي قام بحفظها حزام الأمان، ولكن العدد يقدر بالملايين. 2- فيلو فارنزوورث في عام 1927 تمكن فيلو فارنزوورث من إرسال صورة لخط مستقيم عبر الهواء، وبحلول عام 1929، قام بتحسين تصميمه وتمكن من نقل صورة لزوجته، وكان هذا بداية اختراع التليفزيون، وعلى الرغم أن الفضل يعود لفارنزوورث لكن جون لوجي بيرد أخذ الصيت بالكامل، حيث أظهر أول تليفزيون ملون في عام 1928، ومن ناحية أخرى، رفض فايلو عروض شراء براءته، كما لم يستطع التنافس مع الشركات الكبيرة التي دخلت في العمل، وأصبحت شركته في طي النسيان. 3- هنري دونان حصل هنري دونان على أول جائزة نوبل للسلام في عام 1901، بعد أن عبر سولفرينو الإيطالية، في أثناء حرب الاستقلال الإيطالية الثانية، وبعد أن رأى المعاناة الموجودة بالحرب، والجهود المبذولة لرعاية الجرحى في مكان الحادث، قدم اقتراحا يفيد بأنه على دول العالم تشكيل مجتمعات الإغاثة الخاصة بها لرعاية الجرحى وتدريب المتطوعين على أفضل السبل لعلاجهم، وسافر الأطفال في جميع أنحاء أوروبا للترويج لخطته، وفي 22 أغسطس 1864، وقعت 12 دولة على اتفاقية جنيف الأولى الموافقة على «ضمان الحيادية للعاملين الصحيين، وتسريع الإمدادات لاستخدامها» وبهذا كان هنري دونان مؤسس الصليب الأحمر. 4- رجل الدبابة في عام 1989، احتلت حركة ديمقراطية، معظمها من الطلاب، ساحة تيانانمن في بكين للتظاهر من أجل التغيير السياسي، لكن في 4 يونيو، دخل الجيش، وأمرت الحكومة الصينية بمذبحة الطلاب، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10000 من المتظاهرين قتلوا في ذلك اليوم وسط العنف التي شهدت حشود الجنود، وإطلاق النار، والقيادة على الطلاب الصغار في ناقلات الأفراد المدرعة، وبهذا انتهت الحملة من أجل الديمقراطية، ومع ذلك، فإن الروح البشرية لا تقهر، لكن في 5 يونيو عندما كان هناك خط للدبابات يتدحرج في ساحة تيانينمن مرة أخرى، سار أحد المتظاهرين الوحيدين، حاملاً حقيبة تسوق، حيث وقف أمام مجموعة مصفوفة من دبابات نوع 59 الصينية، مما منعهم من التقدم. 5- موريس هيلمان أعطى الدكتور موريس هيلمان مثالا على أن ليست كل الإنجازات تتطلب الشجاعة والتضحية بالنفس، حيث وجد طرقًا أخرى لتغيير العالم، ابتكر عددًا من اللقاحات، كما طور لقاح مرض النكاف بعد أن أصيبت ابنته بالمرض في عام 1963، كما طور موريس هيلمان بمفرده أكثر من 40 لقاحًا مختلفًا، بما في ذلك 8 لقاحات تعطى عادة للأطفال لمنع الحصبة والنكاف والتهاب الكبد A وB، وجديري الماء، والتهاب السحايا، والالتهاب الرئوي، وبهذا يعتبر عمله أنقذ ملايين الأرواح ومنع حدوث مضاعفات خطيرة نتيجة للأمراض. 6- لويس لاتيمر الرسام الذي ساعد ألكسندر جراهام بيل في تسجيل براءة اختراعه للهاتف، هذا مثير للإعجاب، لكن هذا ليس كل شيء، كما قام لاتيمر بتسجيل براءة اختراع لخيوط الكربون للمصباح المتوهج في عام 1881، وعلى الرغم من أن توماس إديسون كان يُنسب إليه عمومًا كمخترع المصباح الكهربائي، فإنه تمكن حتى ذلك الوقت فقط من جعل المصابيح تضيء لبضع دقائق، أما اختراع لاتيمر لخيوط الكربون فسمح للمصابيح الكهربائية الحرق لساعات. 7- جيمس هاريسون أنقذ جيمس هاريسون أرواح أكثر من مليوني شخص، حيث إنه معروف بلقب «الرجل ذو الذراع الذهبية»، حيث كان له دور في اختراع أجسام مضادة نادرة تعالج مرض ريسوس المميت في الأطفال غير المولودين، حيث تبرع جيمس بدمه 1137 مرة، وهو رقم قياسي عالمي في موسوعة جينيس، وتشير التقديرات إلى أن تبرعات جيمس أنقذت أرواح ما يقرب من 2.4 مليون طفل، كما تم استخدام دمه أيضًا في تطوير دواء، يُعرف باسم المضاد D. 8- ألفريد والاس كان ألفريد والاس عالم أنثروبولوجيا بريطانيا ومستكشفا، وكتب سلسلة من المقالات عن الانتقاء الطبيعي ونظرية التطور قبل أن يصطدم بها تشارلز داروين، والمثير للدهشة أن والاس لم يكن مهتمًا بالعلوم الطبيعية فحسب، ولكنه اهتم بموضوع الاشتراكية والروحانية واليقين بالحياة، وبفضل نظريته بعد نوبة مرضية أبقته في فراشه، كتب أفكاره إلى الأسفل وأرسلها إلى داروين الذي كان يعمل في نفس المجال، وكان يأمل والاس أن يساعده في نشر الأفكار، وبناء على ذلك قرأ داروين العمل. أصحاب البصمات موجودون حول العالم، منهم من قام بإنجازاته ومات في سلام دون علم أحد به، وآخرون اشتهروا في المجالات المختلفة وكانت لهم مكانة كبيرة في العالم.