يبدو أن إسرائيل عازمة على تكريس مشروعها الاستيطاني وفرض سيادتها الاحتلالية مهما خالفت المواثيق الدولية، وظهر ذلك من خلال تطبيق الاتفاقيات التجارية مع الولاياتالمتحدة وخاصة على منتجات المستوطنات في هضبة الجولان. تأتي الخطة المطروحة كجزء من جهود مكثفة يبذلها أعضاء الكونجرس الأمريكي، وفي مقدمتهم السيناتور تيد كروز، لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان بدعم أمريكي. صحيفة "يسرائيل هيوم"، ذكرت أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي يبذلون جهودًا لتكريس سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وتطبيق الاتفاقات التجارية بين واشنطن وتل أبيب في الجولان. أما وزير المخابرات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، فقد كشف عن ضغط تل أبيب على إدارة الرئيس الأمريكي للاعتراف بسيادة الدولة العبرية على هضبة الجولان المحتل، حسب "نبأ برس". اقرأ أيضًا: روسيا تقتل أحلام إسرائيل في الجولان.. وسوريا تحكم قبضتها ويتوقع "كاتس" موافقة الولاياتالمتحدة على ذلك خلال شهور، خاصة أن القرار يتصدر جدول الأعمال حاليا في المحادثات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، مضيفا "هذا الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة، وسيكون الرد الأشد إيلاما الذي يمكن توجيهه للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ببيان أمريكي وإعلان رئاسي، منصوص عليه في القانون". وتقضي الخطة بالاعتراف بالتغييرات التي فرضتها إسرائيل على أرض الواقع، لتثبيت سيادتها على الجولان، حيث يسعى القائمون على الخطة إلى تحرك مماثل لاعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون عام 2004، حول الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربيةالمحتلة. كانت إدارة بوش آنذاك أكدت عدم العودة إلى حدود عام 1967، نظرًا لوجود هذه الكتل الاستيطانية، وأن هذا الواقع يجب أن يتجسّد في أي حدود يتم التفاوض حولها. ومنذ حرب يونيو 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كيلومتر مربع من الجولان وأعلنت في 1981 ضمها إليها، بينما ما تزال حوالى 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية. اقرأ أيضًا: إسرائيل: قائد فيلق القدسالإيراني هو من قاد الهجوم على قواعدنا في الجولان ووفقا للقانون الدولي، فتعتبر الهضبة أرضًا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، في ذلك العام. المثير هنا أن الخطة الإسرائيلية الأمريكية، تتضمن صياغة وثائق من الكونجرس تقول فيها إن هضبة الجولان لن تعود إلى سوريا، ويزعم سيادة إسرائيل عليها، حسب صحيفة الشرق الأوسط. وتنص مسودة إحدى هذه الوثائق على أنه في ظل التغييرات التي طرأت على الأرض، بما في ذلك توسع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، فليس من الواقعي توقع انسحاب إسرائيل من الجولان. مدير مكتب شؤون الجولان برئاسة مجلس الوزراء مدحت صالح، أكد أن التحركات الأمريكية في الكونجرس لتكريس سيادة إسرائيل، حدثت بضغط من اللوبي الصهيوني في أمريكا. اقرأ أيضًا: إيران: الجيش السوري هو من قام بالضربة الصاروخية على الجولان فالجولان أرض عربية سورية محتلة ولا يحق لأمريكا ولا لغيرها أن تعترف به لأي دولة في العالم، وهي أرض سورية وفق القوانين والتشريعات الدولية بما فيها قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل المنظمات القانونية والحقوقية بالعالم، بحسب مدير شؤون الجولان. من جانبه، علق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، القيادى بحركة فتح، بالقول: إن "انحياز الإدارة الأمريكية الكامل تجاه إسرائيل واضح، وهذه الإجراءات ربما تكون من محتويات صفقة القرن"، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة وضعت خطة كاملة لتنفيذها بشكل متدرج، وسيتم الإعلان عنها الأيام القادمة. وهنا يجب الإشارة إلى أن تحركات أمريكا في الشرق الأوسط، ما هي إلا بداية لخلق ربيع عربي جديد، يمكن أن ينفجر في وجه إسرائيل الراعي الرسمي للولايات المتحدة، خاصة أن تلك الخطة جاءت بعد أكثر من أسبوعين على نقل واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدسالمحتلة.