أزمات عديدة مرت بها شركة العدل جروب بسبب أعمالها في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، بدأ الأمر بأزمة الكاتب إبراهيم عيسى الذي اعترضت عليه السعودية كبطل ضمن أبطال مسلسل أرض النفاق مع محمد هنيدي باعتباره شخصا له آراء مُعادية للسعودية، وكاد الأمر يُنهي التعاقد بين العدل جروب وقناة sbc التي اتفقت على عرض المسلسل، إلا أن جمال العدل أنقذ الأمر واستبدل برئيس جريدة «المقال» الفنان سامي مغاوري، ثُم واجه بعد ذلك أزمة «فضل شاكر» الذي اختارته الشركة المنتجة لغناء تتر مسلسلهم «لدينا أقوال أخرى» الذي تلعب بطولته الفنانة يسرا، وأثار هذا الاختيار قلقا في الأوساط الفنية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره متورطا في قضايا إرهاب بلبنان، ليأخذ بعد ذلك جمال العدل الصدمة الكُبرى بعد أستبعاد قناة ON مسلسلاته من خريطة العرض الخاصة بها في شهر رمضان. هناك أزمة جديدة اليوم الخميس، تواجه شركة العدل جروب بعدما اتهمت الروائية «ريم أبو عيد»، كلا من السيناريست أيمن مدحت والمُنتج جمال العدل وشركته بسرقة روايتها «متروبول» والسيناريو الخاص بها الذي كتبته بعد نشر الرواية، وتنفيذه إلى مسلسل تليفزيوني وهو مُسلسل «إختفاء» الذي يُعرض ضمن السباق الرمضاني الحالي، وذلك خلال محضر رسمي حررته في قسم العجوزة بتاريخ 23 مايو ورقم المحضر 4535، مُطالبة بوقف عرض المُسلسل وتعويض مادي. بدأ الأمر بعدما شاهدت ريم أبو عيد الحلقات الأولى من المُسلسل فكُل حلقة تشعر كأنها قامت بكتابة هذا العمل بنفسها من قبل، وعِند الحلقة السادسة قررت أن تذهب إلى القسم لتحرير محضر لإثبات حقوقها المادية، وكان الأمر في البداية في مُخيلتها لا يعدو أن يكون عبارة عن السطو على حقوق الملكية الفكرية نظرًا لأن السيناريست أيمن مدحت أخذ قصة المسلسل الأصلية من الرواية «متروبول» التي تم نشرها في أوائل عام 2017 والتي شاركت بها «ريم» في معارض مصرية وعربية، لكن ما لم يكن في مُخيلتيها أن الأمر ليس بانتهاك الحقوق الفكرية فقط وأن الأمر عبارة عن «سرقة». تقول ريم في تصريحاتها ل«التحرير» إنها لم تكتف بنشر الرواية فقط لكنها أرادت تحويلها إلى عمل فني فقامت بكتابة سيناريو وحوار لعشر حلقات، لكن غيرت رأيها فيما بعد بالاتفاق مع إحدى شركات الإنتاج التي تحمست لإنتاج العمل وتم تحويله لسيناريو فيلم، لذلك قامت بإضافة بعض الشخصيات والأحداث الجديدة، المُتطابقة بالتفصيل مع أحداث مسلسل "اختفاء" والاختلاف الوحيد هو تغيير الأسماء فقط، لذلك قالت إن الأمر لم يتم صدفة وإنه تم سرقة السيناريو. سيناريو الفيلم والذي يحمل نفس اسم الرواية «متروبول»، قامت ريم بتسجيله في حقوق الملكية الفكرية للمؤلف بشارع المساحة برقم إيداع 787 بتاريخ 9/10/2017 ولديها شهادة الإيداع الأصلية الواردة من حقوق الملكية الفكرية، وتقول ريم إنها قامت بتسليم السيناريو إلى الرقابة العامة على المُصنفات الفنية لأخذ الموافقة بتحويل العمل إلى فيلم سينمائي وذلك في أواخر عام 2017؛ إلا أنها لم تتسلم الموافقة على السيناريو حتى يومنا هذا لأسباب كثيرة غير مُقنعة، إلا أن السبب الأخير الذي قاله لها رئيس الرقابة خالد عبد الجليل هو أن السيناريو لدى الجهات الأمنية، هذا السبب غير المُقنع بالنسبة لها؛ نظرًا لأن العمل لا يحتوي على ما يستدعي الاستعلام الأمني طيلة هذه الفترة التي تخطت العام -على حد قولها-. أوجه التشابه بين الرواية والمسلسل كشفت لنا ريم عن أوجه التشابه من وجهه نظرها بين المسلسل وروايتها "متروبول"، فأظهرت لنا تشابهات كثيرة استخلصنا لكم من بينها 8 تطابقات في الخط الدرامي والقصة الأصلية، وهى كالآتي: 1- تدور أحداث رواية "متروبول" في زمنين، هما العصر الحالي فترة الأربعينيات، وهو نفس الأمر الذي يحدث فيه مسلسل "اختفاء" لكن المسلسل اختلف في الحقبة حيث تدور في الستينيات وليست الأربعينيات، بالإضافة إلى أن بطلة العمل في الرواية وفي المسلسل تظهر في الزمنين. 2- بطل الرواية والمسلسل في الزمن الحالي هو شخص روائي وكاتب، وهي الشخصية التي يقدمها في المسلسل الفنان هشام سليم، ويظهر باسم شريف عفيفي لكن في الرواية اسمه عمر سراج. 3- بطلة العمل في رواية متروبول هي فتاة من أسرة أرستقراطية يهودية، لكن في المُسلسل تظهر نيللي كريم فتاة من أسرة أرستقراطية أجنبية. 4- جريمة القتل التي حدثت لزوج البطلة في مسلسل «اختفاء» والتي بسببها يتم الربط بين العصرين قديمًا وحديثًا، هي نفسها الجريمة التي حدثت في الرواية لكنها تحدث لبطلة الرواية وليس زوجها. 5- يظهر محمد ممدوح في المسلسل ويجسد شخصية جاسوس لصالح جهة غير معلومة، ويوجد في الرواية نفس الشخصية لكن يعمل جاسوسا لصالح الألمان في فترة الأربعينيات. 6- البورتريه المرسوم للشخصية والمعروض في جاليري وتراه البطلة وتفاجأ بالشبه الكبير بينها وبين من في العصر القديم يوجد في الرواية، واللقاء الأول بين الأبطال فى العملين بالإسكندرية. 7- بطلة العمل في المسلسل تتعرف على الكاتب والروائي خلال مقطع فيديو على اليوتيوب وفي الرواية تتعرف عليه خلال لقاء مُذاع له على التليفزيون. 8- اللقاء بين الأبطال في المسلسل يتم في فندق سيسيل بالإسكندرية، وفي الرواية اللقاء يتم بينهما في فندق متروبول بالإسكندرية أيضًا. ريم قالت إنها لم تكتف بالمحضر، لكنها ذهبت إلى وزارة الثقافة وأخذت وعدا من الوزيرة إيناس عبد الدايم بفتح تحقيق في هذه القضية باعتبار أن المُسلسل تم تسريبه من حقوق المؤلف التابعة لوزارة الثقافة، بالإضافة للتحقيق في الأسباب غير المُبررة وراء تأجيل السيناريو في الرقابة على المُصنفات الفنية، وبالفعل أخذت وزيرة الثقافة الإجراءات اللازمة وفتحت التحقيق في الأمر -حسبت تصريحات ريم-. أيمن مدحت يرد على هذه الاتهامات وفي رد من السيناريست أيمن مدحت على هذه الاتهامات في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، قال: «تعود الدكتورة فريدة المنشاوي من روسيا للبحث عن زوجها الكاتب شريف عفيفي الذي اختفى في ظروف غامضة لتكتشف أن اختفاءه له علاقة بروايته الأخيرة (اختفاء) التي تتهم رجل الأعمال العجوز سليمان عبد الدايم بارتكابه جريمة قتل قبل خمسين عاما». وأضاف «باختصار هذه هي فكرة مسلسل (اختفاء) الذي أتشرف أن أكون مؤلفه والذي أرجو أن تستمتعوا بمشاهدته في الشهر الكريم، ومنذ عدة أيام وهناك بيان يلف جنبات نوادي التواصل الاجتماعي يتهمني بألفاظ قاسية جدا أنا وشركة العدل جروب بسرقة أحداث المسلسل من رواية دون أن يجيب البيان عن أبسط تساؤل "ما أوجه التشابه بين العملين؟!" مما اضطرني للبحث والتقصي لأكتشف أن الرواية المزعومة تتحدث عن تناسخ الأرواح وهو بعيد تمام البعد عن أحداث مسلسل "اختفاء"، كنت قد عقدت النية في الشهر الكريم علي الصمت والابتعاد عن اللغو واللغط ولكني قررت أن ألاحق كل من سعى للتشهير بي قضائيا». فكرة تناسخ الأرواح تم تقديمها كثيرًا في الأدب العالمي، ورُبما لم يتم تقديمها في الأدب المصري أو العربي كثيرًا، وهي الفكرة الأساسية التي تدور حولها رواية «متروبول» وكذلك هي الجزء الأكبر من أحداث مسلسل «اختفاء»، واستناد لما قالته الروائية ريم أبو عيد من أن السيناريو الخاص بها مُتطابق بشكل كبير مع سيناريو المسلسل فإن هذا الأمر هو ما سوف تُثبته تحقيقات النيابة ووزارة الثقافة.