بعيدًا عن الأكشن والكوميديا والغموض، اختارت الفنانة إنجي المقدم أن تطل على جمهورها ومتابعيها خلال موسم رمضان 2018، بمسلسل مختلف أقرب إلى الأعمال الكلاسيكية، تقع أحداثه في حقبة الأربعينيات القرن الماضي، وتحديدًا داخل محافظة بورسعيد، وكلمة السر فيه هي «ليالي أوجيني»، هذا التياترو الذى يجمع أبطال العمل. الظهور الأول لإنجي المقدم كان فى الحلقة الثالثة من المسلسل، وذلك بإطلالة مختلفة عليها، لكنها لفتت انتباه المشاهدين كونها تقدم شخصية «صوفيا» التي تملك مطعما إيطاليا، والمفاجأة كانت أنها تتحدث اللغة الإيطالية بطلاقة شديدة.. «التحرير» التقت الفنانة؛ لتتحدث عن تفاصيل مشاركتها فى المسلسل، وعن السر الذي تخفيه عن الجميع. - كيف جاء انضمامك لمسلسل «ليالي أوجيني»؟ كلَّمنى أستاذ أحمد شرقاوي، المشرف على الكتابة بمسلسل «ليالي أوجيني»، وأخبرني بدور «صوفيا»، وأنه يراني فيه، وأن مخرج العمل هو هانى خليفة، الذي قابلته بصحبة الكاتبتين إنجى القاسم وسما عبد الخالق، وتحدثنا عن القصة، وتحمست جدًا للشخصية، والعمل مع أحد أهم المخرجين في مصر. - هل هانى خليفة وحده من جعلك تقبلين المسلسل؟ فى الحقيقة كان أحد أحلامي أني أشتغل مع خليفة من زمان، وتحقق في «ليالي أوجيني»، إضافة إلى أن الشخصية مختلفة عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل، وأنا أُغرمت بشخصية «صوفيا»، وكان تحديًا بالنسبة إلي لعب هذا الدور، إضافة إلى أني أحب النوستالجيا جدًا، والفترة الزمنية للمسلسل هي حقبة الأربعينيات، وأخيرًا الكاتبات اللاتي قدمن من قبل مسلسل «حلاوة الدنيا»، وكان عملًا رائعًا جدًا.. كل العناصر كانت متوفرة فى المسلسل علشان كده وافقت. - «ليالي أوجيني» عمل رومانسي؟ المسلسل رومانسي من الدرجة الأولى، يوجد به حالة من "الشحتفة" رهيبة جدًا، وعندما قرأت المسلسل فى أول مرة شعرت وكأني أمام رواية رومانسية اجتماعية بها إثارة وتشويق وغموض. - كلمينا عن «صوفيا»؟ «صوفيا» هي إيطالية تعيش فى بورسعيد، وتعتبر مصر بلدها، ست مبهجة ومقبلة على الحياة، عندها سر في حياتها لا يعلمه أحد فى المسلسل؛ تختفى كل أسبوع ويكثر الكلام حولها، ويتم اتهامها بسبب اختفائها الدائم، ومع تصاعد الأحداث يكشف هذا السر، ونجد أن وراءه قصة، كما أنها على علاقة صداقة ب«فريد» (الفنان ظافر العابدين).. هى ست جدعة جدًا دايمًا واقفة مع أصدقائها، ولديها فى حياتها قصة حب قديمة تظهر مرة أخرى، وتقف حائرة هل تعود لحبيبها أم لا؟ «صوفيا» حالة منفردة لديها جوانب كثيرة فى شخصياتها. - إنجي المقدم تحب دور «الست الجدعة». هي الشخصية مختلفة عن «ديجا» فى مسلسل «حكايات بنات»، بس ممكن فعلًا «الجدعنة» هي العامل المشترك بينهما، وأتمنى أكون فى الحقيقة ست جدعة. - تلعبين دور إيطالية.. هل تجيدِين اللغة الإيطالية؟ فى الحقيقة لا، فى أول جلسة جمعتني بالكاتبتين إنجى القاسم وسما عبد الخالق، فاجآني بهذه المعلومة، ف«صوفيا» تتحدث الإيطالية بطلاقة، وهي أزمة كبيرة بالنسبة لي، فأنا ممكن أمثل مشهدًا بالإيطالية، لكن أن تكون لغتي الأم وأتحدثها بطلاقة شديدة، باستثناء عدد قليل من المشاهد باللغة العربية أمر مخلتف.. كنت خايفة ومرعوبة فى البداية جدًا، وشايلة هم الموضوع، لكن ثقتهم فيه وضع علي نوعا من التحدي والإصرار لتعلم الإيطالي، ووفروا «كوتش» خاص هو شخص "طالياني"، ادربت معاه على مدار شهرين كاملين، ولحد آخر وقت كنت خايفة وماعرفش هل باتكلم إيطالي بشكل جيد أم لا؟ - قولتِ إن حقبة الأربعينيات أحد الأسباب التي جعلتك تقديمين «صوفيا».. لماذا؟ نعم، لأن مسلسل «ليالي أوجيني» جعلني أعيش في عالم آخر، الأزياء الأربعينية وطريقة الكلام والشكل الخاص بي فى المسلسل، والذي يعود الفضل فيه إلى "الإستايلست" ياسمين القاضي.. وأنا أصلًا باحب كل حاجة قديمة، ودايمًا أحب أشوف صور جدتي زمان، اللي كانت تعيش فى بورسعيد برده. - هل كان لديكِ ملاحظات على السيناريو؟ الكاتبتان قدمتا مجهودا ضخما، وعلى وعى كامل بكل المصطلحات القديمة والحقبة الزمنية التي يقع فيها أحداث المسلسل، لذلك لم يكن هناك أى مساحة للتغيير فى السيناريو، لأن أي كلمة فى غير موضعها ستغير فى السيناريو ككل، وفى النهاية كل هذا جاء فى صالح العمل والممثل، لأنه خرج بهذه الصورة. - كيف وجدتِ تعاونك الأول مع هاني خليفة؟ سعيدة جدًا بهذا التعاون، لأن هاني خليفة مخرج حساس، ويهتم بكل التفاصيل، لديه وعى شديدة بكل تفصيله، كما أنه يستطيع أن يقرأ الممثل، الذي يقف أمامه بشكل مرعب، هذا يضع مسئولية كبيرة على من يعمل معه؛ لكى يخرج أفضل ما لديه دائمًا، وهذا يستهلك الطاقة، ويحتاج الممثل إلى أن يكون مركز طول الوقت، لكن فى النهاية النتيجة يخرج راضيًا جدًا، وأنا لم أشعر أنى قصرت فى عملي. - هل اطلعت على الفورمات الإسباني الخاصة بالمسلسل.. وما رأيك فى استيراد أفكار من الخارج؟ فى الحقيقة لم أرها، وكنت متعمدة لأني أريد أن أقدم شخصية دون تقليد لممثل آخر، لكن ما علمته من الكاتبتين أن النسخة المصرية مختلفة تمامًا، وهناك شخصيات جديدة تمت إضافتها، ولا أجد أن المسلسل المأخوذ عن فورمات والتقليد بصفة عامة شيء سيئ، فى حالة كانت النتيجة جيدة، وتصل إلى نجاح العمل فى النهاية. - ماذا عن كواليس العمل.. وهل انتهيتِ من التصوير؟ كواليس العمل كانت لطيفة جدًا، ظافر العابدين وأمينة خليل شخصيات هادئة جدًا داخل لوكيشن التصوير، لا تشعر بهما، كنت أول مرة اجتمع مع «ظافر» فى شغل؛ فنان مهذب وراقي جدًا، أما «أمينة» فتجمعني بها صداقة منذ أكثر من 7 سنوات، وسبق والتقينا فى عملين من قبل، وأعشق العمل معها، وبالنسبة للتصوير فهو مستمر حتى 20 رمضان المقبل. - تابعت عرض «ليالي أوجيني»؟ لا أحب أن أشاهد نفسي على الشاشة، لأني بتعصب من نفسي جدًا، بتحول إلى ناقد شريرة وألوم وأعاتب لنفسي، ليه عملت كده.. وكان فيه أفضل من ده.. لكني فى المقابل أتابع ردود أفعال المشاهدين، وعندما يكون هناك إشادة بمشهد ما، فى ذلك الوقت أشاهده فقط. - ماذا عن النقد السلبي؟ كنت بازعل فى البداية، لكن اتعلمت أني لن أستطيع إرضاء جميع الأذواق فى النهاية، وهناك من يعجبه أدائي وآخرون لا. - كيف تجدين المنافسة وسط 30 مسلسلا أخرى؟ هناك منافسة قوية، والعديد من الأعمال متحمسة جدًا لمتابعتها منها «أبو عمر المصري»، «طايع»، «بالحجم العائلي» و«اختفاء»، لكني أجد أن «ليالي أوجيني» فى حتة أخرى بعيدة عن الجميع، ورغم ده لدي رهبة شديدة «زي ما بيقولوا كده بطني بتلعب»، لأني تعبت جدًا فى دور «صوفيا» ونفسى يعجب الجمهور. - هل تجدين أن التواجد فى موسم رمضان ضروري؟ لا أعلم، لكنى أحب إحساس التواجد فى شهر رمضان، لأنه الموسم الدرامي الأبرز على مدار العام، ويتابعه الملايين فى الوطن العربي، لذلك باكون متأكدة إن الجمهور يتابع، وأنتظر ردود الأفعال على الدور والمسلسل. - بعيدًا عن التمثيل.. ماذا تفعلين فى حياتك؟ لو معنديش تصوير باقعد فى البيت مع الأولاد، بطبخ وبلعب رياضة وبقرأ وبحب أتفرج على أفلام كثير، وبقابل أصحابي وعائلتي، لدي علاقات وصحاب كتير من الوسط بنتقابل بشكل مستمر.