لا تزال أزمة سد النهضة هى الشغل الشاغل للشعب المصرى والخبراء والمتخصصين فى المجال المائى، الأمر الذى دفع أحد الخبراء لأن يتنبأ بانهيار سد النهضة بحلول عام 2022 على غرار "سد كينيا"، بعد أن يتم اكتمال أعمال التخزين، واستند فى ذلك إلى أن الشركة القائمة على بناء سد النهضة هى من قامت ببناء سد كينيا، ووصف انهيار السد بالكارثة على مصر والسودان. "التحرير" تواصلت مع صاحب هذا التنبؤ الدكتور أحمد الشناوي وعدد من الخبراء فى هذا الشأن لمعرفة حقيقة الأمر. الشناوى: سد النهضة سوف ينهار الدكتور أحمد الشناوي، خبير موارد المياه وتصميمات السدود، قال إن بداية مفاوضات سد النهضة كانت فى عام 2014، وخرج وزير الرى حينها ليقول إن الوزارة تمكنت من حل 80% من مشاكل سد النهضة. وأضاف "الشناوى" فى تصريحات ل"التحرير" أنه من المتوقع انهيار سد النهضة بحلول عام 2022 بعد أن يتم ملؤه على ارتفاع 145م، على غرار سد كينيا الذي انهار قبل 3 أيام. وتابع "الشناوى" أن سد "سولاي" القريب من مدينة ناكورو في كينيا، انهار بسبب أمطار غزيرة، وهو مبني على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها، كما أن الشركة المسئولة عن بناء سد النهضة هى نفس الشركة المنفذة لسد كينيا، ما ينبئ بانهيار سد إثيوبيا بعد انتهاء ملئه، وأن هذا الانهيار ليس الأول ففى عام 2008 حدث نفس الأمر وغرق السودان وقامت كينيا بمقاضاة الشركة. كارثة على مصر والسودان وأوضح "الشناوى" أن انهيار سد النهضة يمثل كارثة وسوف يقضى على مصر والسودان تماماً، لأنه سوف يسبب تسونامي جديدا ويؤدى الى تدمير أكثر من 80 مليون نسمة هم سكان محافظات نهرالنيل، مشيرا إلى أن سد النهضة تعرض فى عام 2016 للانهيار جراء الأمطار الغزيرة وتسبب فى غرق السودان. ولفت إلى أن إسرائيل هى من تتحكم فى حكم إثيوبيا، لأنها ترغب فى أن تمدها مصر بمياه النيل، وفى حالة انهيار السد وغرق مصر والسودان ستكون إسرائيل أقرب ما يكون من مياه نهر النيل، معربا عن استغرابه من عدم أخذ اللجنة الفنية المسئولة عن مفاوضات سد النهضة بهذه الأمور. وأضاف: أى دولة منبع تؤثرعلى المياه وتغير فى موعد وصول المياه إلى الدول الأخرى، ووفق مجموعة من الخبراء فإن القانون يكفل لنا عددا من الحقوق فى بناء السد. شركة ساليني.. هي المنفذ وفي فبراير 2011 أعلنت إثيوبيا عن عزمها إنشاء سد بودر على النيل الأزرق، والذي يعرف أيضا بسد حداسه، على بعد 20-40 كم من الحدود السودانية بسعة تخزينية تقدر بنحو 16.5 مليار م³، وإسناده إلى شركة ساليني الإيطالية بالأمر المباشر، وأطلق عليه مشروع إكس، وسرعان ما تغير الاسم إلى سد الألفية الكبير، ووضع حجر الأساس في 2 إبريل 2011، ثم تغير الاسم للمرة الثالثة في نفس الشهر ليصبح سد النهضة الإثيوبي الكبير، وهذا السد هو أحد السدود الأربعة التي اقترحتها الدراسة الأمريكية عام 1964. ويقع سد النهضة في نهاية النيل الأزرق داخل الحدود الإثيوبية في منطقة بني شنقول-قماز، خط عرض 6:11 شمالاً، طول 9:35 شرقاً، على ارتفاع حوالي 500-600 متر فوق سطح البحر، ويصل متوسط الأمطار في منطقة السد إلى نحو 800 مم/سنوياً. انهيار السد..غير حقيقي الدكتور علاء الظواهري، عضو اللجنة الثلاثية لتقييم آثار سد النهضة، قال إن الحديث عن احتمالية انهيار سد النهضة بعد انهيار سد كينيا، لمجرد أن الشركة التى قامت بإنشاء سد كينيا هى نفس الشركة التى تقوم بتنفيذ سد النهضة، وأن التربة متقاربة كلام غير حقيقي لم نسمع به من قبل ومجرد تكهنات. وأضاف "الظواهرى" فى تصريحات خاصة ل"التحرير": لكل سد ظروفه الخاصة وتختلف من سد لآخر ومن تربة لأخرى، فمن الممكن أن ينهار سد وعدم انهيار آخر وعندما نحكم على شيء لا بد أن يكون هناك شواهد عليه مثل قياسات التربة أو وجود خلل فى أعمال البناء أو أن المنفذ لم يلتزم بالمعاييرالهندسية السليمة. وتابع "الظواهرى": بالتأكيد بناء سد النهضة سوف يؤثر على مصر لأن إقامة أى سد على الأنهار يؤدى إلى عدم اتزان فى نظام النهر ويسبب أضرارا متعددة، ومصر تحاول جاهدة تقليل هذه الأضرار بقدر الاستطاعة. وأشار إلى أن المفاوضات مصر مع إثيوبيا ما زالت مستمرة وسيكون هناك اجتماع فى الخامس عشر من الشهر الحالى فى أديس أبابا، وسوف نرى ما سيحدث لأن كل اجتماع له إيجابيات وسلبيات. وتبلغ تكلفة سد النهضة نحو 4.8 مليار دولار أمريكي، وقد تصل في نهاية المشروع إلى نحو 8 مليارات دولار أمريكي للتغلب على المشاكل الجيولوجية التي تواجه المشروع، وقد أسند هذا السد بالأمر المباشر إلى شركة ساليني الإيطالية. البنك الدولى رفض تمويله كان البنك الدولي قد رفض في السنوات الأخيرة تمويل مشروعات السدود المالية بصفة عامة نظراً لعدم اقتصادياتها في الوقت الحالي، بالإضافة إلى المشكلات السياسية التي تنبثق من جراء هذه المشروعات. كما أنه اتهم الخطة الإثيوبية للتوسع في توليد الطاقة بأنها غير واقعية. الدكتورعباس شراقى، مدير مركزالموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية، قال: لا يستطع أحد أن يتنبأ بموعد سقوط سد النهضة، لأننا إلى الآن لا نعلم موعد عمل سد النهضة. مخاطر جيولوجية وأضاف" شراقى" فى حديثه ل"التحرير": بالتأكيد هناك مخاطر كبيرة تحيط بسد النهضة، أبرزها على الفوالق الأرضية، والمشاكل الجيولوجية والارتفاع الشاهق له، والسعة التخزينية الكبيرة جداً، وهذا ما تم إثباته من خلال تقرير اللجنة الدولية لمعاينة السد. أما المقارنة مع سد النهضة فغير منطقية رغم أن الأخير فى منطقة جيولوجية بها كثير من المشاكل البيئية والجيولوجية التى تهدد السد، خصوصا أن إثيوبيا بالغت فى زيادة سعته 7 أضعاف من 11 إلى 74 مليار م3. سد باتل وتابع "شراقى": مقارنة مصير سد النهضة بسد كينيا أمر لا يصح حتى لا تسخر إثيوبيا منا، لأن سد باتل بكينيا انهار نتيجة سيول شديدة تحمل كتلا صخرية ضخمة اصطدمت بالحائط المسمى بالسد الذى تصل سعة تخزينه أقل من 200 مليون م3 وهى أقل من تصريف السد العالى فى يوم واحد. وهذه السدود غير مرخصة وهى بناء أهالى، وصاحب السد يملك 6 سدود أخرى بنفس الطريقة وتستخدم هذه السدود فى رى المزرعة. وأردف "شراقى": للأسف لا يوجد أى جديد فى ملف مفاوضات سد النهضة، وأتمنى أن يكون هناك تفاوض حقيقى وأن تتخلى إثيوبيا عن أسلوبها المعتاد طوال السنوات السبع فى المراوغة واستهلاك الوقت، لأن الاجتماع الأخير كان مجرد سد خانة وتم فى آخر ساعة فى الشهر. يقع السد في منطقة تغلب عليها الصخور المتحولة لحقبة ما قبل الكمبري، والتي تشبه في تكوينها جبال البحر الأحمر الغنية ببعض المعادن والعناصر الهامة مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس، بالإضافة إلى محاجر الرخام. هناك اختلاف في المواصفات وتختلف المواصفات الحالية لسد النهضة عن المواصفات التى وضعتها الدراسة الأمريكية التي أجريت عام 1964، والتى كانت تنص على أن ارتفاع السد نحو 84.5 م، وسعة التخزين 11.1 مليار م3، عند مستوى 575 م للبحيرة، وقد يزداد ارتفاع السد ليصل إلى 90 م، بسعة 13.3 مليار م3، عند مستوى 580 م للبحيرة. وفي سيناريوهات أخرى قد تصل سعة التخزين إلى 16.5 مليار م3، عند مستوى 590 م للبحيرة، أو 24.3 مليار م3، عند مستوى 600 م للبحيرة. الدكتورعادل نبهان، المتخصص في الشؤون الإفريقية، قال: لا توجد معلومة حقيقية تفيد بأن الشركة القائمة على تنفيذ سد النهضة هى نفس الشركة المسئولة عن سد كينيا، وإن صح هذا الأمر ليس من الضرورة أن ينهار سد النهضة كما انهار سد كينيا. وأضاف "نبهان" ل"التحرير": لدينا لجنة فنية تقوم بالمفاوضات مع إثيوبيا، ولو رأت أن سد النهضة معرض للانهيار بعد الانتهاء من تخزين المياه، فلن تترك الأمر يمر، لأن انهيار السد بعد التخزين يعد كارثة بكل المقاييس. توفير بدائل لإثيوبيا وتابع "نبهان": الحل الوحيد فى الوقت الراهن لحل أزمة سد النهضة هى أن تشرك مصر أطرافا خارجية دولية فى المفاوضات، وتقديم بدائل وحوافز أخرى لإثيوبيا من أجل أن تتمهل فى تخزين المياه وتطويل فترة التخزين. ولفت إلى أن السعودية لديها استثمارات كبيرة فى إثيوبيا والإمارات كذلك من المكن أن نستغل العلاقات القوية وأن نضغط على إثيوبيا من خلالها، لأنها تسابق الزمن من أجل الانتهاء من السد، ففى عام 2011 كانت البداية وفى عام 2018 قاربت على الانتهاء. وأشار إلى أن الحل العسكرى لن يجدى نفعا فى الفترة القادمة لأنه سوف يزيد من تعقيد الأمر. وطبقاً لتصريحات وزير الموارد المائية الإثيوبي فإن ارتفاع السد سوف يصل إلى 145م، بسعة تخزينية 62 م3، ازدادت إلى 67 م3 في تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي.