تحتضن القاهرة، اليوم الثلاثاء، قمة مصرية أوغندية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الأوغندى يوري موسيفيني، الذي سيصل مصر في وقت لاحق في زيارة قصيرة، تتناول مباحثات القمة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وإقامة مزيد من المشروعات المشتركة. لقاء القمة المرتقب اليوم بين الرئيسين المصرى والأوغندى هو الرابع من نوعه إذ تتسم العلاقات الثنائية والتاريخية بين البلدين بالإيجابية والتطور، وما شهدته تلك العلاقات من طفرة خلال السنوات الأربع الماضية عكستها الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، ففي عام 2017 جاء لقاء ثنائي خلال زيارة الرئيس السيسي لأوغندا للمشاركة في أعمال قمة دول حوض النيل، وفي عام 2016 قام السيسي بأول زيارة رئاسية لأوغندا أكدت العلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين منذ قرون، وكانت بمثابة نقطة انطلاق جديدة فى العلاقات الثنائية، وفي عام 2014 استقبل السيسي، موسيفيني، في نيويورك على هامش أعمال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة. خطوة مهمة تعد القمة المصرية الأوغندية خطوة مهمة على طريق تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تطورت بشكل إيجابي منذ وصول السيسي إلى السلطة فى يونيو عام 2014، حيث التقت رغبته في استعادة الدور المصري الفاعل في القارة السمراء مع الرؤية الإصلاحية التى يتبناها موسيفني للتنمية في بلاده، وتكتسب زيارة موسيفيني للقاهرة أهمية خاصة على ضوء تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين والمصالح والتحديات المشتركة والمصالح الكبيرة والمتنوعة التي تربطهما على كافة الأصعدة خاصة في مجالات التعاون المائي والزراعة والصناعات الصغيرة، على أساس مبدأ المشاركة، ومجابهة التحديات التي تعوق انسياب حركة التجارة المتبادلة، ومن أهمها عدم وجود طرق برية مباشرة تربط الدولتين. وتمارس أوغندا دورا فاعلا في إطار التنظيمات الإقليمية التي تتمتع بعضويتها، سواء على مستوى التنظيم القاري (الاتحاد الإفريقى)، أو التنظيمات الإقليمية الفرعية، وتعتبر واحدة من أهم الدول الإفريقية التي يشكل توثيق العلاقات معها، مدخلا مهما لتعزيز المصالح المصيرية المشتركة، وهي واحدة من دول حوض النيل، التي تحتفظ بخطوط اتصال قوية مع دول البحيرات العظمى والقرن الإفريقي، وصاحبة تجربة مهمة فى التنمية مزجت بين الاعتماد على الذات، والانفتاح على العالم، وهو ما حولها من دولة حبيسة، إلى ثالث أكبر اقتصاد نام فى شرق القارة الإفريقية. وسبق عقد القمة، لقاءات مكثفة على مدى يومين بين مسئولي البلدين تحت مظلة الدورة الثانية للجنة الوزارية التى اختتمت، أمس الإثنين، أعمالها برئاسة سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الأوغندى وسام كوتيسا، ومشاركة وزيري الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، والطيران المدني، وعدد من كبار المسئولين بالجهات الحكومية المصرية، وكل من وزراء الطاقة والنقل والزراعة والصناعة والدفاع من الجانب الأوغندي، وأكد الجانبان، في ختام اجتماعهما، أنه من خلال التعاون المشترك بين مصر وأوغندا يمكن دعم الاستقرار والسلام والأمن في القارة الإفريقية، بما يملكانه من تأثير إقليمي ودولي في هذا الصدد من أجل مستقبل أفضل لأبناء القارة السمراء. مصر مهتمة بتعزيز العلاقات تولي مصر أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع دول القارة الإفريقية بما يرسخ هوية وانتماء مصر الإفريقي، ويترجم الاهتمام الحالي المتنامي بالعلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية، وتطورت العلاقات بشكل إيجابي منذ وصول السيسي إلى السلطة، في يونيو 2014، حرصا منه على استعادة دور مصر التاريخي والريادي الفاعل في القارة السمراء، ما تجلى في حرصه على حضور المنتديات والقمم الإفريقية وزيارات متبادلة لمسئولين مصريين وأفارقة. وتشهد العلاقات المصرية الأوغندية في الآونة الأخيرة زخما خاصا، إذ تولي مصر أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع أوغندا، وفي ضوء الرؤية الإصلاحية التي يتبناها الرئيس الأوغندي موسيفني للتنمية في بلاده، فإن مصر حريصة على مواصلة دورها النشط في الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى سبل إقامة مزيد من المشروعات المشتركة في أوغندا، أخذا في الاعتبار عمل العديد من الشركات المصرية بالسوق الأوغندية في مختلف القطاعات. علاقات قوية ومتينة تتسم العلاقات الأوغندية المصرية بالقوة والمتانة، يصقلها تطابق وجهات النظر البلدين بشأن العديد من القضايا والدولية، فضلا عن التعاون والتنسيق بينهما في القضايا الإقليمية على رأسها قضية المياه ومحاربة الإرهاب والأزمات الإقليمية، وتلتزم مصر بدعم العلاقات الثنائية مع أوغندا، وبحث كافة السبل لتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما، مستندة في ذلك إلى رؤيتها القائمة على دعم التنمية هناك في إطار التعاون جنوب جنوب. وتثمن أوغندا الدور الهام الذى تلعبه مصر في تدريب العناصر الأوغندية في مجال مكافحة الإرهاب، بما يعزز قدراتها في مكافحة الإرهاب، وتحظى كمبالا بفرص تدريب عظيمة في أرقى الكليات العسكرية المصرية، بهدف تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن بين البلدين، ويمتد التعاون الثنائي إلى مجالات التبادل التجاري والزراعة والتعليم والتدريب. ويضاف إلى ذلك أهمية التنسيق بين الدولتين في إطار قضايا العمل الإفريقي المشترك، ويأتي في مقدمتها تدعيم الرؤية الإفريقية لإصلاح مجلس الأمن الدولي، بما يضمن حصول إفريقيا على مقعدين دائمين مشفوعين بحق الفيتو، و3 مقاعد غير دائمة أخرى، وكذا إزالة العقبات التى تعترض إنشاء القوة الإفريقية الجاهزة للانتشار السريع، والتي أضحى قيامها ضرورة ملحة، في ضوء تواتر التدخلات الأجنبية في القارة.