يبدو أن إسرائيل لن تتوقف عن سياستها العدائية تجاه طهران في الأراضي السورية، على الرغم من التهديدات الإيرانية، إذ قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقريرها اليوم الأحد، إن "كلا من الحكومة والجيش الإسرائيلي يلتزمان بسياسة عدوانية تجاه إيران، معتبرين أن إسرائيل يجب أن تواصل العمل بأي طريقة ممكنة لوقف التوغل العسكري الإيراني في سوريا". وأوضحت الصحيفة، أنه حتى بعد الغارتين الأخيرتين اللتين قامت بهما إسرائيل في سوريا، في إبريل الماضي، وعلى الرغم من تهديدات إيران بالثأر، فلا يوجد أي علامة على حدوث أي تغيير في السياسة الإسرائيلية. ووفقا لتحليل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، تواصل إيران إرسال أنظمة أسلحة متطورة إلى سوريا، لكن لم يعد من الضروري أن يتم نقل هذه الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وبدلا من ذلك، يتم استخدامها لدعم العملية العسكرية الإيرانية في سوريا، بل وربما تهدف إلى إعداد رد عسكري إيراني ضد إسرائيل. ورأت الصحيفة، أن "طهران" تناقش الآن طبيعة الانتقام من إسرائيل، إلا أنها تنتظر الوقت المناسب فقط، فقد تكون مترددة في الرد قبل الانتهاء من الانتخابات البرلمانية في لبنان، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقع في 12 مايو الجاري، عما إذا كانت بلاده ستنسحب من الاتفاقية النووية مع إيران. فيما يقول رؤساء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إن سياستهم الحازمة والقوية بسبب الحاجة الملحة لمنع تحركات إيران المقبلة، وإظهار أن إسرائيل لن تقبل تعميق وجودها في سوريا. وبدون مثل هذه الخطوات الحاسمة، فهم يعتقدون أن "إيران" ستكون قادرة في غضون فترة زمنية قصيرة، على إنشاء شبكة من صواريخ وطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي في سوريا. بدوره، قال الكولونيل الأمريكي المتقاعد والمحاضر في كلية إليوت بجامعة جورج واشنطن، جاري أدرسون، إن "إيران تواصل لعبتها الخطرة في المنطقة". وأضاف أنه (لا يبدو أن القادة الإيرانيين مدركون لمخاطر هذه اللعبة؛ فمئات الأميال تفصل "إيران" عن سوريا، والعديد من الطرق والممرات التي تسلكها القوافل الإيرانية تعتبر أهدافا سهلة للطيران الإسرائيلي، ومن ثم فإن اندلاع مثل هذا الصراع سيعيد "طهران" إلى مربعها الأول، خاصة أن خطوط إمداد إسرائيل إلى داخل سوريا قصيرة؛ مما يوفر لها تفوقا كبيرا). بالنسبة للروس، يقول أدرسون، إنه من غير المحتمل أن يخاطروا بحرب إقليمية كبرى من أجل كسب رضا إيران، وستكون مساعدتهم للنظام السوري محدودة جدا، إن وجدت. أما بشأن الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإذا استطاعت إسرائيل إثبات وجود برنامج نووي إيراني سري، فإن على أمريكا أن تزيد من عقوباتها على إيران، لتوصل رسالة واضحة إلى المحافظين في طهران بأنه لن يكون بإمكانهم التحول إلى قوة عظمى في الشرق الأوسط. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن في مؤتمر صحفي له يوم الإثنين الماضي، حصول تل أبيب على 55 ألف وثيقة لبرنامج إيران النووي، تثبت وجود برنامج سري، مؤكدا أن "طهران" تكذب عندما تقول إنها أوقفت أنشطتها النووية.