يترقب العالم بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص، قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الثاني عشر من الشهر الجارى، بشأن الاتفاق النووي الإيراني، حيث يخشى الاتحاد الأوروبى التداعيات السلبية التي قد تؤثر على الاقتصاد والأمن في أوروبا، كما أن الانسحاب من الاتفاق النووى يثير مخاوفهم من حرب محتملة في الشرق الأوسط قد تعيد العالم إلى مرحلة التصعيد. صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت في تقريرها اليوم الأحد، إن هذا القرار بمثابة مخاطرة كبيرة، مضيفة أنه في ضوء هذه المخاطر، تسعى العواصم الأوروبية إلى التوصل إلى حل وسط لإرضاء ترامب وإنقاذ الصفقة من خلال معالجة شكاوى الرئيس حول الصفقة. وتتمثل هذه المحاولات في الزيارة التي قام بها كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن، بغرض جعل ترامب يستمر في الاتفاق أو إعطائه المزيد من الوقت لصيانته وإجراء التعديلات عليه. ويرى خبراء في الشؤون السياسية الأوروبية، أن اتخاذ ترامب القرار بالانسحاب من الاتفاق سينذر بسيناريو رعب لأوروبا نتيجة قيام حرب، تكون فيها أوروبا ضمن مدى الصواريخ الإيرانية، ما يشكل ضربة قوية للاتحاد الأوروبي. بدوره، اعتبر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، فولفجانج إيشنجر، أن مزاعم إسرائيل بشأن إيران ليست سبباً لوضع الاتفاق على المحك، وسيكون من الخطأ الخروج منه، والمطلوب التوصل إلى حل وسط، محذراً من أنه في حال إنهاء الصفقة فإن خطر الحرب في الشرق الأوسط سيزداد بشكل ملحوظ، خصوصاً على الحدود السورية مع الاحتلال، وبالتالي فإن على برلين أن تأخذ زمام المبادرة فوراً مع لندن وباريس، وتعقد قمة لتجنب التصعيد. وفي هذا السياق، يوجه بعض المحللين اللوم إلى الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لأن سياسته ساهمت في الاستقرار الهش في الشرق الأوسط، قائلين إن الأسلحة النووية ليست سوى جزء من سياسة إيران العدوانية، وهي فكرة صحيحة إنما التطبيق خاطئ لأنه يفتقد إلى العمق الاستراتيجي وبعد النظر. حيث تتناول وثيقة الاتفاق، المكونة من 159 صفحة، الجوانب المادية للاتفاق مثل العقوبات المفروضة على إيران، لكنها تهمل الجانب الاستراتيجي والحد من سياسة إيران الإمبريالية، ومنعها أو على الأقل التخفيف من الآثار المدمرة للتدخل الإيراني في الشرق الأوسط. يذكر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال أمس السبت، إنه سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء المقبل في موسكو لبحث قضايا إقليمية. فيما أشارت العديد من التقارير إلى أن نتنياهو سيسعى للضغط على روسيا والقوى العالمية لإلغاء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، مع اقتراب موعد 12 مايو، الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا الغرض. وكان نتنياهو قد كشف في وقت سابق، أن إيران ما زالت مستمرة في تطوير برنامجها النووي السري، مشيراً إلى أنه تقاسم المعلومات حول ذلك الأمر مع الولاياتالمتحدة.