يبدو أن نادي الزمالك وجماهيره كُتب عليهم أن يدفعوا ثمن الصراعات والتصرفات الصبيانية بين رؤساء النادي، فالرئيس السابق ممدوح عباس والرئيس الحالي مرتضى منصور لا يمر يوم إلا وهناك أزمة أبطالها الثنائي وكل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر ليبرئ نفسه. وآخر التصرفات الصبيانية التي تسبب في أزمة وموقف محرج لجماهير الزمالك واسم النادي ما قام به مرتضى منصور خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر اليوم، بإعلان قرار مجلس الإدارة بمنح المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية والرئيس الشرفي للنادي الأهلي الرئاسة الشرفية للقلعة البيضاء -دون أن يطلبها الأخير- ردا على الرسالة التي كتبها ممدوح عباس عبر حسابه على "تويتر"، وجاء فيها: "إلى السيد تركي بن شيخ، مصر ليست المرتزقة التي يذهبون إليكم، ويتسولون ويفرشون لكم الأرض رملا وحريرا.. مصر أكبر من هذا ومصر أكبر من هؤلاء الأقزام.. أتحدث عن نادي الزمالك.. نادي الزمالك ليس للبيع ولن تكون رئيسا شرفيا للنادي ما بقيت أنا على قيد الحياة وامشي مهلا فمصر لا تشترى ولن تشترى وعيب". لم يفوت مرتضى منصور الفرصة، حيث لم تمر 48 ساعة على رسالة ممدوح عباس حتى أعلن منحه الرئاسة الشرفية لتركي آل الشيخ "نكاية" في عباس، إلا أن الرئيس الشرفي للأهلي صدم رئيس الزمالك ومجلس إدارته ووضعهم في موقف محرج، بعد أن أصدر بيانا رسميا اعتذر فيه عن قبول الرئاسة الشرفية للزمالك، مؤكدا حبه وعشقه للنادي الأهلي. وجاء نص البيان كالتالي: "يعرب مكتب معالي المستشار تركي آل الشيخ عن تقديره لكل المشاعر التي خرجت عن أعضاء ومجلس إدارة ورئيس نادي الزمالك، والتي هي بالتأكيد محل احترام وتقدير، إلا أن معالي المستشار يعتذر عن قبوله الرئاسة الشرفية لنادي الزمالك، كونه أحد محبي وعاشقي النادي الأهلي قبل أن يكون رئيسا شرفيا له.. وإذ ينتهز المكتب هذه الفرصة ليؤكد باسم معالي المستشار تركي آل الشيخ عن تمنياته لكل الفرق المصرية والعربية بالتوفيق وتحقيق أفضل النتائج". المثير للدهشة أن الأيام الماضية كانت تشهد حالة من الاستقرار داخل نادي الزمالك وتحديدا منذ الفوز على الأهلي في لقاء القمة بهدفين مقابل هدف في ختام مباريات الدوري الممتاز، وهو الأمر الذي أثار الأزمات داخل جدران القلعة الحمراء حيث تعرض بعدها الأهلي لفضيحة الخروج من دور ال8 ببطولة كأس مصر بعد الخسارة من الأسيوطي الصاعد حديثا من دوري الدرجة الثانية وتبعها الحديث عن رحيل حسام البدري المدير الفني للفريق والبحث عن مدير فني بديل وهو ما أعلن عنه تركي آل الشيخ عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" حيث أكد استعداده لدعم الفريق بجهاز فني عالمي ولاعبين على أعلى مستوى من أجل تخطي الكبوة التي يمر بها، ما أثار حالة من الغضب بين جماهير القلعة الجمراء التي رأت أن هذا يعد تدخلا في شئون النادي وصبت الجماهير غضبها على مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمود الخطيب. وجاء تعادل الأهلي مع الترجي التونسي دون أهداف في دوري أبطال إفريقيا ليشعل الأوضاع داخل القلعة الحمراء وتعالت الأصوات المطالبة برحيل البدري، وباتت أزمات الأهلي حديث مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت هذه الأزمات مثار سخرية جماهير الزمالك، كل هذا كان مرتضى منصور سببا رئيسيا فيه بعدما حرم الأهلي من أهم لاعبيه "عبدالله السعيد"، وهي المعركة التي انتصر فيها رئيس الزمالك ماديا ومعنويا، حيث تم التوصل لاتفاق مع تركي آل الشيخ بتحمل راتب المدير الفني الجديد للفريق ودعم الزمالك بصفقات سوبر مقابل إنهاء أزمة توقيع السعيد للقلعة البيضاء. ورغم أن رئيس الزمالك حقق أكثر من انتصار في الأزمات اللأخيرة سواء عبدالله السعيد أو ما يتعلق باللجنة المالية التي كانت تدير النادي الفترة الماضية، فإنه أبى أن يستمر الهدوء وأن يستغل تعثر منافسه، حيث تسبب بقراره الأخير غير المفهوم وغير المبرر في تحويل دفة السخرية عليه وعلى ناديه بعد أن فوجئت الجماهير المصرية صباح اليوم بمنح الرئاسة الشرفية للنادي لتركي آل الشيخ تبعها القرار الصادم من الأخير برفض هذه العضوية حتى وإن بدا بيان الاعتذار مهذبا إلا أنه أظهر ضعف وخنوع مجلس إدارة الزمالك وفتح عليهم النار من جماهير النادي على مواقع التواصل الاجتماعي. ما يحدث من تصرفات صبيانية وغير مدروسة من مسؤولي الزمالك يدفعنا للتساؤل: لماذا هان هذا النادي الكبير وهذه المؤسسة الرياضية العملاقة على القائمين على إدارته والمنتمين له؟