يوما تلو الآخر تنكشف أحلام هيلاري كلينتون المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكيف كانت تخطط للفوز في الانتخابات الرئاسية منذ أن كانت وزيرة للخارجية في أثناء ولاية الرئيس السابق باراك أوباما. نشر موقع "فير أوبزرفير" الأمريكي، تقريرا تضمن جملة من المقابلات حول نوايا الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا قبل شنها حملة عسكرية ضد ليبيا. وأوضح الموقع الأمريكي في تقرير بعنوان "قراءات في قاموس الشيطان اليومي"، للباحث السياسي جلال هرشاوي، كيف كانت الحرب الليبية مثالية، بالنسبة لهيلاري كلينتون. الباحث السياسي والمطلع على كواليس الحرب التي تم شنها على ليبيا، قال: إن "هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، كانت لديها نوايا سرية قبل شن حربها على ليبيا". اقرأ أيضًا: ليبيا ما بعد القذافي.. المرأة تتحرر من القيود وتواجه الإرهاب وأوضح هرشاوي أن كلينتون كانت ترغب في أن تشن ما وصفته لمقربين منها "الحرب المثالية الليبرالية" على ليبيا، أي أن تتمكن من شن حرب سهلة ونظيفة وتحقق نتائج مثالية ملموسة، مثل قتل رأس النظام في ليبيا معمر القذافي، ومعاقبة من تراهم مخطئين بالشكل المناسب والصحيح. أما عن الدوافع، فقال المحلل السياسي: إن "كلينتون كانت بالفعل شرعت في حملتها للرئاسة الأمريكية، وكانت تسعى لأن تثبت أنه بصفتها زوجة رئيس سابق ووزيرة خارجية يمكنها أن تشن تلك الحرب المثالية، وتخرج بأكبر المكاسب في أسرع وقت". وفيما يتعلق بباقي أطراف الحرب، فأوضح تقرير للكاتب والباحث الأمريكي بيتر إساكسون، أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كان بمثابة "سمسار الفساد"، نظرًا للعمليات المشبوهة العديدة التي تورط فيها، حسب ما نشره موقع "أوبين سورس انفستيجات" المتخصص في التحقيقات الاستقصائية الأمريكي. ونوه التقرير بأن ساركوزي كان ينظر إلى الحرب في ليبيا على أنها فرصة ذهبية لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولها "أن تلك الحرب ستكون بمجرد دعاية مجانية لطائرات الرافال الفرنسية، التي لم تتمكن من تحقيق أي مبيعات آنذاك قبل تلك العمليات". وثانيا أن يتدارك أخطاءه السابقة التي وقع فيها خلال ثورتي مصر وتونس، وسعى أن يظهر كأنه مؤيد للديمقراطية، للتغطية على العلاقات المريبة والصفقات المشبوهة التي كان يبرمها مع القذافي نفسه. اقرأ أيضًا: عاد لينتقم.. القذافي يضع ساركوزي خلف القضبان الكاتب الأمريكي أكد أنه يمكن أن تكون تلك الحرب "مثالية" بالنسبة لساركوزي، لكن "المثالية" هنا بالنسبة للرئيس الفرنسي هي حرب "مؤيدة للديمقراطية"، حتى لو كان يعلم أنها مزيفة، وحرب للترويج للسلاح ولدفن أي تاريخ علاقات أسود يمكن أن ينغص على ساركوزي حياته. ونشر التقرير نص رسالة بريد إلكتروني مرسلة من الصحفي والمحلل الأمريكي سيدني بلومنتال، الذي يوصف بالمقرب من هيلاري كلينتون والمساعد السابق للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، أرسلها إلى كلينتون، قبيل الإعلان عن الحرب في ليبيا. وقال بلومنتال في تلك الرسالة: "من الأسباب الرئيسية لحرص ساركوزي على تلك الحرب، هو التخلص من صديقه السابق القذافي". كما أبلغ بلومنتال كلينتون أنه يعلم خطة القذافي السرية التي يستهدف فيها فضح علاقاته المالية المشبوهة مع ساركوزي لعقابه على خوض تلك الحرب. يذكر أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خضع لتحقيق رسمي بعد توجيه اتهامات إليه بمزاعم تلقيه أموالا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية، ووجه القضاء الفرنسي اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية، وتتعلق التهم التي يحقق بها معه ب"التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية"، و"إخفاء أموال عامة ليبية" و"الفساد السلبي".