منذ الوهلة الأولى لفتح أي كتالوج أو كتيب يتعق بأحد موديلات السيارات، يبحث البعض عن الوسائد الهوائية، والتي يظنون أنها ستكون المنقذ الأول لهم في الحوادث أو الاصطدامات القوية أثناء القيادة وغيرها، إلا أنها كانت السبب في وفاة العديد من الأشخاص، آخرهم أحد الشباب في مدينة نصر، استقل سيارته وعند اصطدامه بشيء ما خرجت كبسولة الوسائد الهوائية لتقوم هي بذبح رأسه بدل من أن تكون المنقذ لها من الاصطدامات، الأمر الذي فتح الباب أمام وصول أصداء فضيحة شركة تاكاتا اليابانية لمصر في الوقت الحالي. فضيحة تاكاتا والتي يعرفها العالم منذ سنوات طويلة، تعد واحدة من أشهر الفضائح التي تتعلق بعملية تصنيع السيارات بشكل كامل، فالأضرار التي لحقت بالشركات اليابانية العاملة في تصنيع السيارات، مثل ميتسوبيشي وهوندا وغيرهما، حيث تخلصت شركة تاكاتا اليابانية تدريجيا من استخدام نترات الأمونيوم، تلك المادة الكيميائية التي أثارت الجدل في نفخ الوسائد الهوائية في الأونة الأخيرة، والتي بدورها أدت إلى العديد من المشكلات الفنية على مستوى الحوادث. وعلى الرغم من كون الشركة اليابانية قد احتاجت وقت طويل لتتوصل إلى السبب الجذري وراء العيب في نفخ الوسائد الهوائية، حتى مع اعتراف البعض أن الرطوبة تتسبب في إفساد الوقود الدفعي لمادة نترات الأومنيوم، والتي بدورها تتم عملية نفخ الوسائد الهوائية بقوة عالية للغاية تؤدي إلى تمزق المنطقة المعدنية التي تتواجد فيها الوسائد وترسل الشظايا في المقصورة مما يصيب السائقين. ومن جانبه أعلن كيفن كينيدي نائب الرئيس التنفيذي للشركة في فرع أمريكا الشمالية إلى أن تاكاتا تعمل حاليا مع الشركات المصنعة للسيارات للوصول إلى تقنية جديدة لنفخ الوسائد الهوائية لا تحتوي على مادة نترات الأمونوم. وفي تبعات ظهور تلك العيوب الخطيرة الخاصة بالوسائد الهوائية التي صنعتها تاكاتا اليابانية، واصلت شركة "هوندا" اليابانية، دفع ثمن تعاونها مع نظيرتها المتخصصة في إنتاج الوسائد الهوائية للسيارات "تاكاتا"، باستدعاء عدد كبير من موديلاتها في الصين، حيث قامت باستدعاء ما يقترب من ربع مليون سيارة لإصلاح بعض العيوب الخاصة بالوسائد الهوائية، والتي ظهرت قبل عدة سنوات في العديد من الشركات التي تتعامل مع "تاكاتا". ويعد هذا الاستدعاء أحد أكبر الإجراءات التي قامت بها الشركة اليابانية على مدى السنوات الأخيرة لإصلاح بعض العيوب في سياراتها الموجودة فعليًا في الأسواق العالمية، وتشاركها في ذلك عدد من الشركات اليابانية الكبرى مثل "نيسان" و"تويوتا". ومن جانبها استدعت تويوتا اليابانية، 15 ألف سيارة، لعلاج مشكلات خاصة بالوسائد الهوائية التي أنتجتها شركة "تاكاتا" اليابانية الشهيرة، لتستمر معاناة الكيانات المصنعة للسيارات في بلادها. وجاء استدعاء هذا العدد الكبير من موديلاتها المباعة فعليا في عدد من الأسواق العالمية لإصلاح عيوب الوسائد الهوائية القاتلة، وذلك عن طريق تغيير القطع المعيبة في وسائدها الهوائية، ويأتي هذا الإجراء ضمن مجموعة من القرارات التي اتخذتها شركات السيارات اليابانية، من بينها "تويوتا" و"هوندا" لعلاج مشكلات الوسائد الهوائية في موديلاتها التي قامت "تاكاتا" بتصنيعها. واستمرت معاناة تاكاتا خلال الفترة الماضية، إلا أنها آثرت السلامة بعد أن تقدمت شركة صناعة الوسائد الهوائية المتعثرة “تاكاتا” بطلب لإشهار الإفلاس في اليابان خلال يناير من العام الماضي، وذلك في أعقاب سحب عالمي واسع النطاق للوسائد الهوائية . وقالت الشركة اليابانية في بيان إن شركة “كي سافتي سيستمز” الأمريكية لصناعة قطع غيار السيارات، المملوكة لشركة “نينجبو جويسون إلكترونيك” الصينية، سترعى عملية التحول في تاكاتا.