في منتصف عام 2011 دخل نظام "القبة الحديدية" للدفاع الجوي حيز التشغيل، كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل، بتكلفة تخطت 210 مليون دولار. أبدى النظام فعالية في صد بعد هجمات صواريخ المقاومة الفلسطينية، وصواريخ حزب الله، إلا أن فعاليته بدأت في تحقيق خسائر مادية لإسرائيل. حيث صرح قائد قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية، أن الإطلاق غير الضروري لصواريخ اعتراضية من نظام "القبة الحديدية" مساء الأحد كان نتيجة "الحساسية المفرطة" للنظام، ولم يكن ناتجًا عن خطأ بشري أو فني. وأشارت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن بطاريات "القبة الحديدية" الدفاعية في جنوب إسرائيل أطلقت، في وقت متأخر من ليل الأحد، حوالي 20 صاروخًا، تكلف كل منها حوالي 50 ألف دولار، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون دولار. وهو ما أدى بدوره إلى إطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء المنطقة، مما دفع إلى إسراع الآلاف من السكان إلى الملاجئ قبل منتصف الليل. وأشار الجنرال زفيكا هيموفيتش، إلى أن النظام أخطأ في الكشف عن طلقات الرصاص القادمة من قطاع غزة، واعتبرها صواريخ قادمة موجهة نحو مدينة "زيكيم" جنوب إسرائيل. وأضاف هيموفيتش للصحفيين، إن هذا لم يكن خطأ في النظام، ولكن نتيجة برمجته ليكون أكثر حساسية في ضوء الاضطرابات الحالية في المنطقة. وأكمل هيموفيتش، أن سلاح الجو "يحاول إحداث توازن" بين إبقاء "القبة الحديدية" وأنظمة الدفاع الجوي الأخرى حساسة بقدر الإمكان، وتجنب الإنذارات الكاذبة وعمليات الإطلاق غير الضرورية، كما حدث يوم الأحد. وقالت الصحيفة العبرية، إنه بالإضافة إلى كون مثل هذه الإنذارات الكاذبة، إهدارًا لصواريخ القبة الحديدية، فإنه قد تؤدي أيضًا إلى إضعاف حساسية الإسرائيليين، مما يقلل من احتمال أن يأخذوا صافرات الإنذار على محمل الجد. من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إنها لم تكن المرة الأولى من نوعها، ففي نوفمبر الماضي، انطلقت صافرات الإنذار الكاذبة في تل أبيب، بعد اتهام إسرائيل بشن هجمات جوية ضد سوريا. وأضافت أن جنوب إسرائيل شهد أيضًا إنطلاق صافرات إنذار كاذبة، تسببت في هرب السكان إلى الملاجئ، لكنه لم تحدث عمليات إطلاق صواريخ اعتراضية دون أدنى تهديد من قبل، ووصفت ما حدث بأنه أمر "محرج". وعلى الرغم من عدم إطلاق أي صواريخ، رد الجيش الإسرائيلي على الإنذار الكاذب بقذائف الدبابات التي استهدفت موقعين لحركة حماس في شمال قطاع غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. ويبدو أن إطلاق صافرات الإنذار، وإطلاق صواريخ "القبة الحديدية" في وقت متأخر من الليل، كان نتيجة للمناورات التي تعقدها حركة حماس باستخدام الذخيرة الحية في غزة يوم الأحد.