شهدت إسرائيل، مساء أمس، ليلة عاصفة جدا، وتم تشغيل منظومة القبة الحديدية التي أطلقت عددا من الصواريخ الاعتراضية في سماء مستوطنات غلاف غزة، لكن الصواريخ الاعتراضية سقطت دوت أن تعترض شيئا، وهو ما دفع قيادة الجيش الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق حول أسباب تشغيل المنظومة، وهل كان ذلك ناتجا عن خطأ بشري أو خطأ تقني. يقول الجيش الإسرائيلي، إن إطلاق هذا العدد من الصواريخ لم يكن نتيجة خطأ بشري أو خلل تقني في تفعيل منظومة الصواريخ الاعتراضية، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي، تسفيكا حايموفيتش، قوله إن إطلاق الصواريخ جاء بسبب رصد المنظومة لطلقات رشاشة من تدريبات حركة حماس، وتعاملت المنظومة مع تلك الطلقات على أنها صواريخ وهو ما أدى إلى تفعيلها. وأكد حايموفيتش، أن حساسية المنظومة الشديدة التي وصلت إلى رصد طلقات السلاح الرشاش، كانت أحد أسباب تكلفة إطلاق نحو 20 صاروخا، يبلغ سعر الصاروخ الواحد منها حوالي 100 ألف دولار. وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي أن مشغلي القبة الحديدية عملوا بمهنية عندما عاينوا إطلاق الرشاشات كصواريخ تهدد المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وقال: "بعد استكمال التحقيق الأولي تبين أنه لم يكن الحديث عن خطا أو خلل تقني، وإنما نتيجة أكثر من اللازم للمنظومة، التي تم ضبطها بموجب تقييم الوضع في الساحة، ولفت إلى أنه تمت معاينه المنظومة الصاروخية للتعامل مع المخاطر والتهديدات وأنه ضمن هذه المعادلة فإن حماية المواطنين تتفوق على أي عامل آخر. وشدد على أن "القبة الحديدية" تعاملت مع إطلاق الرشاشات على أنه إطلاق قذائف صاروخية، لافتا إلى أن هذا الأمر بالنسبة للدفاعات الجوية الإسرائيلية يمثل تهديدا صاروخيا باتجاه منطقة وقاعدة زيكيم. وهذا ما رصدته المنظومة، ولذلك تقرر إطلاق الصواريخ الاعتراضية. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد تقدر بنحو 100 ألف دولار، ما يعني أن تكلفة الصواريخ التي أطلقتها القبة الحديدية نتيجة طلقات الرشاش تجاوزت 2 مليون دولار. وأشار العسكري إلى أن المدة الزمنية لرد الفعل، مثلما حدث يوم أمس، هو 5 ثوان، وكان يتوجب خلالها اتخاذ القرار، الأمر الذي يتطلب شجاعة ومهنية، بحسب قوله. وأطلقت صافرات الإنذار، أمس الأحد، في "المجلس الإقليمي شاعار هنيجيف" و"مجلس حوف أشكلون" و"سديروت"، وتحدثت التقارير الأولية عن سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة، ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نفى ذلك في بيان لاحق، وتبين أن الحديث عن أجزاء من الصواريخ الاعتراضية.