اعتمد مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الجمعة الماضية، خمسة قرارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. من جانبها، حذرت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة من أنها تفقد صبرها، وهددت مرة أخرى بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد أن تبنت الهيئة التي تتخذ من جنيف مقرا لها القرارات التي قدمتها منظمة التعاون الإسلامي. حيث نقلت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، عن السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي التي قالت في بيان إن المجلس "متحيز بشكل فادح ضد إسرائيل"، مشيرة إلى أنه اعتمد ثلاثة قرارات فقط تستهدف كوريا الشمالية وإيران وسوريا. وأضافت "عندما يعامل مجلس حقوق الإنسان إسرائيل بصورة أسوأ من كوريا الشمالية وإيران وسوريا، فإن المجلس يصبح أحمق ولا يستحق اسمه". اقرأ أيضًا: صائب عريقات يهاجم نيكي هالي: «اخرسي» وأكدت السفيرة الأمريكية "صبرنا له حدود، إجراءات المنظمة اليوم يوضح أنها تفتقر إلى المصداقية اللازمة لتكون المدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان". وقد حذرت هالي على مدار العام الماضي مرارا من أن الولاياتالمتحدة مستعدة للانسحاب من المجلس المكون من 47 عضوا، وأنشئ في عام 2006 لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم. وفي فبراير الماضي، انتقدت هالي تقرير مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الذي ضم 206 شركات لها علاقات مع المستوطنات الإسرائيلية، ووصف المسؤولون الإسرائيليون التقرير بأنه "قائمة سوداء" وقالوا إنه جزء من محاولة لمقاطعة الدولة اليهودية. جاء هذا التقرير استجابة لقرار اعتمده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2016 يدعو إلى إنشاء قاعدة بيانات لجميع الشركات التي تتعامل مع المستوطنات الإسرائيلية، والتي تعتبرها الأممالمتحدة غير قانونية بموجب القانون الدولي. ولم تكن تلك المرة الأولى التي تهاجم فيه الولاياتالمتحدة إحدى هيئات الأممالمتحدة لصالح إسرائيل: الانسحاب من "اليونسكو": في الثاني عشر من أكتوبر الماضي، أعلنت الولاياتالمتحدة انسحابها بشكل رسمي من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بسبب ما أسمته "التحيز المستمر ضد إسرائيل". اقرأ المزيد: أمريكا تنسحب من عضوية «اليونسكو» بسبب إسرائيل حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن "القرار يعكس قلق الولاياتالمتحدة تجاه ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظمة، وتجاه استمرار الانحياز ضد إسرائيل في اليونسكو". وكانت منظمة اليونسكو قد أعلنت المدينة القديمة في الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة "منطقة محمية" تابعة للتراث العالمي بالنظر لكونها "موقعا ذا أهمية عالمية استثنائية في خطر". من جانبها وصفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القرار الذي يحرمها من تنفيذ مخططات تهويد المدينة، ب"القرار السخيف" الذي ينفي التاريخ اليهودي للمدينة. يذكر أن الولاياتالمتحدة ألغت في عام 2011 مساهمتها في ميزانية اليونسكو، احتجاجًا على قبول عضوية فلسطين في المنظمة كعضو كامل. الفيتو الأمريكي لخدمة إسرائيل: لم تتوان الولاياتالمتحدة عن استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لحماية المصالح الإسرائيلية، حيث استخدمت إسرائيل حق النقض 43 مرة لحماية إسرائيل. كان آخرها في 18 ديسمبر الماضي ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، المشروع المصري حاز على تأييد 14 دولة من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن الدولي. اقرأ المزيد: «سبعة فيتو أمريكي».. خدمت إسرائيل ودمّرت القضية الفلسطينية وبعد انتقال القرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، لجأت الولاياتالمتحدة إلى استخدام أسلوب التهديد باتخاذ إجراءات ضد الدول التي ستصوت لصالح القرار، وأن أمريكا ستقطع المساعدات عنها. وأعلنت بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، أنها ستجرى تخفيضات كبيرة فى ميزانية الأممالمتحدة خلال السنوات المالية القادمة، حيث قالت البعثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة إن ميزانية الأممالمتحدة للعام (2018-2019) ستكون أقل بنحو 285 مليون دولار من ميزانية العامين الماضيين.