هل يعود مشهد التحريض على الاقتتال الداخلي في ليبيا إلى الساحة مجددًا؟.. لطالما كان هذا التساؤل هو ما يشغل الرأي العام العالمي والشارع الليبي بالأحرى، خاصة أن البلاد على أعتاب عُرس ديمقراطي جديد. بالأمس، خرج مفتى الدم في ليبيا الصادق الغرياني للتحريض على العنف والإرهاب والحرب في البلد المفتت، والاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الليبي، لا سيما في طرابلس، والعمل على مواجهة الجيش الوطني الليبي. عُرف عن الصادق الغرياني أنه أحد حلفاء قطر، وهو ما يُوفر غطاءً للجماعات المتطرفة من أجل ارتكاب جرائم عنف ضد المدنيين والجيش الليبي بذريعة حماية الثورة. اقرأ أيضًا: «الحمدين» يسقط في براثن الإرهاب.. أدلة تثبت تورط قطر بتدمير ليبيا الدعوات التي أطلقها ذراع قطر التخريبية في الأراضي العربية الإفريقية، قوبلت برفض شعبي من أبناء الوطن، الأمر الذي يؤكد وعي أبناء الوطن، خاصة أن الحرب الممتدة منذ 7 سنوات لم تُخلف سوى الدمار والخراب وسفك دماء الأبرياء. المؤشرات الأولية تؤكد أن المفتي الصادق الغرياني يحرص على ترسيخ جماعة الإخوان في ليبيا والمجموعات المسلحة، وإعادتهم إلى المشهد مجددا، في الوقت الذي نجح الجيش الوطني بدعم من القبائل وأبناء الوطن في القضاء على عدد كبير من التنظيمات الإرهابية. وخير دليل على الدور التحريضي للغرياني، الخطاب الموجه ضد الجيش، والذي لا يختلف كثيرًا عما يُروجه تنظيم داعش الإرهابي لبث الفرقة بين أبناء الوطن من أجل تحقيق أهدافه الخاصة. حيث عكف مفتي الدم على توجيه دعوة إلى الشباب من أجل رفع السلاح في وجه قيادة المشير خليفة حفتر لإنقاذ ثورة 17 فبراير، وأيضًا مطالبته بالإفراج عن 2500 عنصر تكفيري من داخل سجون ليبيا. اقرأ أيضًا: الإرهاب يتساقط في ليبيا.. وزعيم «داعش» يعيد ترتيب صفوف التنظيم ليس غريبًا على الغرياني تحالفه مع جماعة الإخوان الإرهابية، من أجل بث سموم الفتنة بين أبناء الشعب العربي، والعمل أيضا على تهديد السلم والأمن المجتمعي. المثير في الأمر هو التزام المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، الصمت تجاه تجاوزات مفتي الدم، وتحريضه على ارتكاب أعمال عنف ونزع فتيل حرب أهلية، رغم وجود أدلة على دور قطر المشبوه في دعم الغرياني من أجل إثارة أزمة في الشارع الليبي. بالعودة إلى الوراء قليلا، نجد أن نظام "الحمدين" قدم دعما ماليا إلى عدد من المؤسسات الإعلامية التي تروج للأفكار المتطرفة لإحداث حالة من الفوضى في الأراضي الليبية، وهذا ما ظهر من خلال توفير الغطاء إلى قناة "التناصح" التي يمتلكها مفتي الدم. الأمر اللافت للنظر هو أن الغرياني حاول الإشادة بالدور القطري في الأزمة الليبية عبر القناة التي تُبث من تركيا، وتوجيه أبناء الشعب لدعم دورها في الأراضي الليبية، رغم وجود أدلة كثيرة على تورط الدوحة في زعزعة استقرار البلاد، وتقديم الدعم المالي للتنظيمات المتطرفة من أجل التأثير على دول الجوار وإبقاء حالة الانقسام بين أبناء الوطن. اقرأ أيضًا: «توحيد الفرقاء ودحر الإرهاب».. تحركات مصرية لإعادة التوازن إلى ليبيا وتعتبر مؤسسة التناصح الجناح الإعلامي لتحالف جماعة الإخوان الإرهابية والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، وللميليشيات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة أو القريبة منه، مثل مجالس شورى الثوار وسرايا الدفاع عن بنغازى والدروع، إضافة إلى "فجر ليبيا". المصادفة أن دول الرباعي العربي وضعت قناة "التناصح" ضمن الكيانات الإرهابية المدعومة من قطر، والتي تُحرض على الكراهية وبث الفتن. كانت جماعة الإخوان في ليبيا قد أعلنت تعيين الغرياني مفتيًا عامًا للديار الليبية في فبراير 2012، ومنحه صلاحيات واسعة، إضافة إلى توفير حصانة قضائية من أجل الترويج للأفكار الإرهابية. ما نحن بصدده، أن هناك مساعي حثيثة لإحداث فتنة في الشارع الليبي، ومن الضروري التصدى لتلك المؤامرات عن طريق التوحد تحت راية واحدة، وإنهاء حالة الانقسام بين أبناء الوطن.