يبدو أننا لن نشهد نهاية قريبة للفضائح التي تطارد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة في 2016. فبعد التحقيقات التي يقودها المستشار الخاص روبرت مولر، في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب، ظهرت قضية جديدة، تلعب فيها شركة بريطانية دور البطولة. حيث قال موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي، إن شركة استشارات سياسية بريطانية، عملت لصالح الحملة الانتخابية لترامب، كشفت عن اعتمادها سرا على منظمات وأعضاء كبار في لجنة العمل السياسي، لنشر إعلانات في الولاياتالمتحدة دون ربطها بحملة ترامب. حيث تنكر مراسلو القناة الرابعة البريطانية، في هيئة عملاء محتملين لشركة "كامبريدج أناليتكا" وقاموا بتسجيل تصريحات ألكسندر نيكس المدير التنفيذي للشركة سرا. وقال نيكس للمراسلين المتنكرين "لا توجد أدلة، ولا توجد معاملات ورقية، لا يوجد شيء على الإطلاق"، مؤكدًا أن الحيل "القذرة" لشركته لن يتم كشفها أبدًا. وأضاف أن "كامبريدج أناليتكا" تستخدم رسائل بريد إلكتروني مشفرة، ومبرمجة لتدمير نفسها بعد مرور وقت معين، وتباهى بأن السياسيين الأمريكيين في لجان الكونجرس الأمريكي، لم يكونوا بالذكاء الكافي لكشفهم. وادعى نيكس أن شركته كانت تدير حملة ترامب الانتخابية بشكل شبه كامل، قائلًا "كنا ندير الحملة الإلكترونية والتليفزيونية، ووفرنا المعلومات لباقي أقسام الحملة"، وأشار إلى أنه التقى بترامب أكثر من مرة. وصرحت "ريبيكا ميرسر" واحدة من كبار المستثمرين في شركة "كامبريدج أناليتكا"، والممولة للحزب الجمهوري بأنها تقف في صف الشركة في الاتهامات الموجهة لها بإساءة استخدام 50 مليون ملف شخصي على موقع "فيسبوك". وأشار الموقع الأمريكي إلى أن ستيف بانون كبير الخبراء الاستراتيجيين السابق للرئيس ترامب، كان مستثمرا في الشركة، وعضوا سابقا في مجلس إدارتها. وقال مارك تيرنبول المدير العام ل"كامبريدج أناليتكا" للمراسلين المتنكرين، إن شركته هي من ابتكرت حملة "احبسوا هيلاري المحتالة" الإعلامية، مضيفًا "لقد ابتكرنا هذا الهتاف، والمئات من الهتافات الأخرى ونشرناها على الإنترنت". وأنشأت صفحة على موقع "فيسبوك" بنفس الاسم، وموقعًا إلكترونيا، ذكر فيه أنه أحد مشاريع حملة "أمريكا أولًا"، التابعة للجنة العمل السياسي، والتي تمولها عائلة "ميرسر" أحد المستثمرين في "كامبريدج أناليتكا". من جانبه أكد متحدث باسم "كامبريدج أناليتكا" أن الشركة "كانت واضحة تماما بشأن عملنا في كل من الحملات السياسية ولجان العمل السياسي، بما في ذلك الإعلان عن عملنا، وفقًا لمتطلبات لجنة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية". وقالت "كامبريدج أناليتكا" إنها أوقفت نيكس عن العمل بعد التسجيل له وهو يتفاخر باستعداد الشركة لاستخدام الرشاوى وبائعات الهوى، وغيرها من التكتيكات غير القانونية لتقويض المرشحين السياسيين. وكانت الشركة قد واجهت، الأسبوع الماضي، اتهامات بإساءة استخدام المعلومات التي تم استخلاصها من 50 ألف حساب على موقع التواصل "فيسبوك"، لاستهداف الناخبين الأمريكيين. ودفعت هذه الفضيحة البرلمان البريطاني إلى استدعاء مارك زوكربيرج المدير التنفيذي ل"فيسبوك" لاستجوابه بخصوص هذه الفضيحة، والتي تسببت في انهيار أسهم الشبكة الاجتماعية، وانخفاض ثروته بنحو تسعة مليارات دولار. وأخبر نيكس، الذي مثل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب في ديسمبر 2017، المراسلين المتنكرين، أنه لا داعي للقلق بشأن إشراف الكونجرس، قائلا إن الأعضاء الجمهوريين طرحوا ثلاثة أسئلة فقط، و"بعد خمس دقائق، انتهى الأمر".