«روان راحت عند ربنا» عبارة خرجت ببراءة من طفلة في معرض إجابتها عن سؤال شقيقتها لها عن مكان أختهما الثالثة التي اختفت، في إشارة إلى وفاتها تعذيبًا تحت أقدام أب لا يعرف الرحمة وزوجته قاسية القلب. نجحت الأجهزة الأمنية بالقاهرة اليوم الأربعاء، في كشف لغز العثور على جثة طفلة أسفل كوبرى بصلاح سالم، وتبين أن والدها وزوجته عذباها حتى الموت بسبب تناولها وجبة غداء دون إذنهما. تعود الواقعة إلى تلقى قسم شرطة الخليفة بلاغا بالعثور على جثة طفلة أسفل كوبرى المقطم باتجاه صلاح سالم، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطفلة في العقد الأول من العمر "مجهولة الهوية" ترتدى ملابسها كاملة وملفوفة بقطعة من القماش وبها إصابات عبارة عن آثار حروق وسحجات بالظهر والذراعين وتجمع دموي بالعينين، فتم نقلها إلى مشرحة النيابة. بوضع خطة لكشف ملابسات الحادث، ومن خلال النشر عن الجثة بأوصافها بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" وردت معلومات لفريق البحث من أحد المتواصلين بالموقع بتعرفه على صورة المجنى عليها، وبالفحص تبين أنها تدعى "روان إسلام فرج" 5 سنوات، مقيمة بمنطقة "السبعين فدان"، بدائرة قسم شرطة المقطم. وبإجراء التحريات أمكن التوصل إلى أن المجنى عليها تقيم مع والدها "إسلام فرج" 34 سنة، صاحب محل علافة وزوجته "أمل" 33 سنة، مشرفة بمدرسة بالمقطم وبصحبة شقيقتاها (نيفين 4 سنوات، تاليا، سنتان) وإخوتها من زوجة والدها كل من (حمزة 3 سنوات، جنا، 9 سنوات، ياسن 8 سنوات). بتكثيف التحريات أمكن التوصل إلى أن والدة المجنى عليها "هبة السيد" 36 سنة، ربة منزل ومقيمة بمحافظة دمياط، تركت مسكن الزوجية منذ حوالى 5 أشهر وأن كلا من الأول والثانية دائما التعدى بالضرب وتعذيب المجنى عليها وشقيقتيها ومعاملة أولاد الثانية معاملة كريمة وأنهما وراء إحداث ما بها من إصابات أدت إلى وفاتها. كما أشارت التحريات إلى عدم قيام والد ووالدة المجنى عليها بقيدها أو أي من شقيقتيها بدفاتر المواليد أو إلحاقهن بمراحل التعليم الأساسى. بتقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهمان أسفر أحدها عن ضبطهما وبمواجهتهما بالمعلومات والتحريات أيداها واعترفا بارتكاب الجريمة، وقرر الأول أنه بتاريخ 13 مارس الجارى وعقب توجه المتهمة الثانية لعملها تاركة المجنى عليها وشقيقتيها بصحبته اكتشف قيامهن بتناول وجبة غذائية سبق أن أعدتها المتهمة الثانية، مما أثار حفيظته فقام بالتعدي عليهن بالضرب بقصد التأديب وانتقاما منهن لعدم الامتثال لأوامره بعدم تناول الطعام. وعقب عودة المتهمة الثانية قامت بالتعدي عليهن بالضرب وتعدت على المجنى عليها باستخدام "جاكوش" وقيدتهن بالحبال لذات السبب وفى وقت لاحق فوجئا بإصابة المجنى عليها بحالة إعياء شديد ووجود إفرازات تخرج من فمها فحاولا إسعافها عن طريق الاتصال بأحد الصيادلة وطلب منهما الأخير إحضار الفتاة للصيدلية -مقر عمله- لمشاهدتها إلا أنها توفيت فقاما بوضعها داخل ملاءة ووضعها في جوال وقاما بالتخلص منها بمكان العثور باستخدام سيارة ماركة سوزوكي ربع نقل "ملك المتهم الأول". وبمواجهة المتهمة الثانية بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدتها وبمناظرة شقيقتى المجنى عليها، كل من(تاليا، نيفين) تبين إصابتهما بكدمات وسحجات وتجمعات دموية بأماكن متفرقة بالجسم من آثار التعدى عليهما بالضرب وتم بإرشادهما ضبط سلك كهربائي، حبل غسيل، مجموعة من العصى، مفتاح إنجليزى، جاكوش (المستخدمة في ضرب وتعذيب المجنى عليها وشقيقتيها) وكذا السيارة المستخدمة فى نقل الجثة والتخلص منها.