يومًا بعد يوم، تنكشف العلاقة بين ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران وجماعة الإخوان الإرهابية التي تدعمها قطر، فكلتاهما تسعى إلى تدمير المنطقة العربية من أجل تحقيق مطامعهما، في الوقت الذي يواصل التحالف العربي تنفيذ ضربات استباقية بحق قياداتهما لتقليص تمددهما. ليس غريبًا على جماعة الإخوان المنطوية تحت لواء حزب الإصلاح التستر وراء ميليشيات إيران، من أجل تحقيق أهدافها، حيث بدأت في ممارسة انتهاكات ضد الشعب المكبل من ناحية والمتاجرة بالسياسة من ناحية أخرى. كما استغلت الجماعة الإرهابية حالة الارتباك في المشهد اليمني بين التيارات السياسية، ونجحت في ترسيخ قاعدتها بين أبناء الشعب باسم الدين. ونجح "الإخوان" في الانقضاض على السلطة وتجنيد الآلاف وتثبيتهم في أركان الدولة، من أجل السيطرة على مجريات الأمور، ورغم ذلك خرجت الجماعة في أكثر من تصريح تنفي علاقتها بميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وأن ما تنتهجه من سياسات لا تمثل عقيدتها، بل إنها تدعم التحالف العربي في تحركاته من أجل إعادة الاستقرار. المثير في الأمر، الأنباء التي يتم ترديدها عن استغلال التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية إخوان اليمن، لإعادة علاقاتهم بدول الخليج العربي، ورفع الجماعة من قوائم الإرهاب، حسب سكاي نيوز. مساعي التنظيم الدولي للعودة مجددًا إلى الساحة جاءت بعد العلاقات الوطيدة التي جمعت القيادي الإخواني محمد عبد الله اليدومي، بكل من السعودية والإمارات خاصة أن الأخير أعلن دعمه للتحالف العربي للهروب من ادعاءات ارتباطه بميليشيات إيران. لكن ما كشفت عنه المعارضة القطرية كان بداية لتساقط أوراق التوت، حيث أظهرت صورة تجمع بين القيادي الحوثي محمد عبد السلام وعدد من الإعلاميين التابعين للإخوان في تركيا. العلاقة التي جمعت بين الحوثي وإخوان تركيا، أكبر دليل على الدور التخريبي الذي تقوم به تركيا أيضًا في زعزعة استقرار المنطقة العربية عامة واليمن خاصة، وذلك عبر مساعي حلفاء الشر للسيطرة على مفاصل الدولة. الأيديولوجية التي تنتهجها جماعة الإخوان، لم تحقق أهدافها في اليمن الذي عانى من ويلات الحرب على مدار 4 سنوات، خاصة أن الجماعة فشلت في دول عديدة، ولم تحقق سوى الخراب والدمار واستنزاف مقدرات الدول والتنكيل بشعبها، ومثال ذلك ما يحدث في تركيا. حيث تحولت تركيا إلى سجن كبير للمعارضة الرافضة لسياسات السلطان العثماني رجب طيب أردوغان، ووصل الأمر إلى استخدام ثروات البلد في حروب مُدوية ضد الأكراد في كل من سوريا والعراق بذريعة تهديدهم للأمن القومي. وحينما سعت أنقرة إلى تقديم الدعم إلى إخوان اليمن من أجل السيطرة عليها مجددًا، وجدت التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتصدى بكل حزم للمؤامرة، وبدأ في توجيه ضربات إلى مواقع تمركز جماعات الحوثي المدعومة من إيران. مؤخرًا، قامت مدفعية التحالف العربي، بتدمير 12 هدفا متنوعا، ما بين أوكار وثكنات للحوثيين داخل الحدود اليمنية، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا، وتدمير مواقع للذخائر والأسلحة والطاقة الشمسية التي استخدمها الحوثيون لتوليد الطاقة الكهربائية. في حين وجه طيران التالف ضربات قوية لميليشيات الحوثيين، ما أسفر عن مقتل نحو 90 من ميليشيات الحوثي على جبهة الساحل الغربي خلال 24 ساعة. الخطوات الاستباقية التي أقدم عليها التحالف العربي من أجل منع تمدد ميليشيات إيران في المنطقة، حازت على إشادات عديدة ودعم دولي أيضًا، خاصة بعد تأييد مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدةالأمريكية تحركات المملكة ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن. وبينما يواصل التحالف العربي تطهيره للأراضي اليمينية من ميليشيات الشر الإيرانية الحوثية، حمل الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، على عاتقه إنعاش الاقتصاد في البلد المنهار، وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين. وقام بإيداع 3 مليارات دولار في البنك المركزي اليمني لرفع المعاناة عن الشعب، الذي عانى من التجويع والتنكيل والتعذيب وحتى القتل على يد الحوثيين، وصولا إلى نهب إيرادات البنك المركزي، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية. ما نود الإشارة إليه هو أن اليمن سيظل ساحة للاقتتال بين الخير والشر، وأنه لا سبيل لإعادة الأمور إلى نصابها مجددًا سوى بالحوار السياسي أو انسحاب ميليشيات إيران من المنطقة بأكملها من أجل بناء وطن جديد.