الفن ليس فقط الصورة البراقة، التي تظهر على الشاشات، ففي الكواليس يظهر مثل أي مهنة أخرى، بها الإيجابيات والسلبيات، حتى إن بعض الفنانين ندموا على دخوله، فبعد أن خططوا لمستقبلهم وحددوا آمالهم وطموحاتهم، تراجعوا عن استكمال مسيرتهم، ليختاروا مجالا جديدا يبحثون فيه عن تحقيق ذاتهم، فيما يتحمل آخرون ما يعانونه، ويواصلون طريقهم.. منه فضالي قالت الفنانة منة فضالي، إنها نادمة على دخولها مجال التمثيل؛ لأنها تعبت كثيرًا من مشكلات الوسط الفني، سواء أكانت مع أصحابها أو مع زملائها، مؤكدة أن أغلبية أهل الفن تحقد عليها لنجاحها في عملها. أضافت فضال، منذ أيام، خلال لقائها ببرنامج «مع دودي»، المذاع عبر فضائية «النهار» أن أكثر شيء يؤلمها هو تعرضها للخيانة من قبل أعز أصدقائها، مشيرة إلى أنها تخاف من الارتباط بأي شخص؛ لأن اختياراتها في الحب فاشلة. أحمد فلوكس في نوفمبر 2016، أعلن الفنان أحمد فلوكس رفضه التام دخول ابنه مجال الفن، معتبرًا أن التمثيل أسوأ مهنة في العالم، مضيفًا: «لن أسمح لابني بأن يواجه الصعوبات والمشاكل التي واجهتها في حياتي، أو يشعر بالتوتر والقلق والإرهاق بسبب ساعات التصوير الطويلة». تابع فلوكس حديثه: «والدي حذّرني أكثر من مرة، وطلب مني التراجع عن العمل في الفن، لكنني كنت عنيدا ورفضت التقيد بنصائحه، أنا نادم على دخول هذا المجال، لكن لا يمكنني الابتعاد عنه لعشقي له». رانيا محمود ياسين أما رانيا فلم تلتفت لنصيحة والدها الفنان القدير محمود ياسين، الذي طالبها بالابتعاد عن الوسط الفني وعدم دخول مجال التمثيل أكثر من مرة. أكدت رانيا خلال حوار صحفي أجري معها في ديسمبر 2015، أنها نادمة على دخولها مجال التمثيل، موضحة: «في هذا الوسط النجومية والشهرة والنجاح لا يتحققون من خلال الموهبة والاجتهاد فقط، فالعلاقات داخله تلعب دورًا مهمًا للغاية، والمنتجون يعطون قيمة للفنانات اللواتي يعتمدن على العري والابتذال». شذى حسون «كله متاعب وثرثرة وحروب».. هي أربع كلمات وصفت فيها الفنانة شذى الوسط الفني، مؤكدة أنها شعرت بالندم أكثر من مرة لعملها في هذا المجال. في مايو 2011، بكت شذى خلال لقائها برنامج «هلا وغلا»، الذي أذيع على قناة «أبو ظبي»، قائلة: «إنها نادمة لأنها شاركت في ستار أكاديمي 4، وتمنت لو محت هذه الحقبة من حياتها»، دون أن تبدي سببًا لما قالته، وبكاؤها الشديد دفع مقدمة البرنامج للخروج في فاصل إعلاني. دينا فؤاد عندما وجِّه للفنانة دينا فؤاد، سؤال عن موقفها من رغبة ابنتها في دخول مجال التمثيل، ردت، قائلةً: «أرفض تماما دخول ابنتي الوسط الفني، ولو طلبت ذلك سأقول لها الموضوع مرهق جدًا، والضريبة ثقيلة أوي»، مشيرة إلى مرورها بلحظات ندم على اختيارها هذا المجال للعمل به. أضافت دينا في حوارها مع برنامج «لسه فاكر»، المذاع على إذاعة «نجوم إف إم»: «إحنا عايشين في حرب دايمًا، وضريبة الشهرة والنجاح ثقيلة، ومش أي حد يقدر يتحملها، وبنتي زينة شخصية دلوعة غيري تماما، أنا ممكن أتحمل خبطات وصدمات بسبب دخولي في المجال ده، ويكفي إن الواحد لا ينام بسهولة بسبب التفكير المستمر». يوسف شعبان خلال حوار صحفي أجري معه أكتوبر 2017، وصف الفنان القدير الفن ب«النقمة» على جميع من دخلوه، قائلًا: «ندمت على دخولي هذا المجال»، منتقدًا تردي المناخ الفني في مصر خلال السنوات الماضية، بسبب إهمال الدولة في رعايتها لهذا المجال. واستطرد يوسف: «لا خدنا ملايين ولا نيلة، ونعيش بستر ربنا، وإذا كان الواحد شايل قرشين للزمن خلاص خلصوا، وبصراحة فى قصور من القيادة السياسية تجاهنا ، وللأسف معندناش قيادة فنية تقدر تعمل لنا حاجة، والقيادة السياسية لا بد أن تعى فائدة القوة الناعمة ووقوفها مع البلد». جمال عبد الحميد عبر جمال عبد الحميد، لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق -خلال حوار أجري معه في مايو 2015- عن ندمه الشديد لدخوله مجال التمثيل عقب اعتزاله كرة القدم فى إبريل عام 1994، موضحًا: «تلقيت عروضًا لتقديم أدوار سينمائية مختلفة، لكننى فضلت أن أشارك فى عملين فقط فى ذلك العام، وهما مسرحية (دقى يا مزيكا) مع سامى مغاورى ووفاء مكى ونوال أبو الفتوح ومحمد الشويحى، وحققت المسرحية آنذاك نجاحا كبيرا، وشاركت فى عمل آخر، وهو فيلم الصاغة مع الفنانة فيفى عبده وكمال الشناوى». وبعد 12 شهرا قضاها جمال داخل الوسط الفني، قرر العودة من جديد إلى الساحرة المستديرة كمدرب كرة قدم، نادمًا على عدم استغلاله هذه الشهور في تلقي دورات تدريبية في رومانيا وألمانيا في مجال التدريب الرياضي، وتولى مهمة تدريب أكثر من فريق بالدوري المصري، وكان آخرها نادي الفيوم.