هل سخر الفراعنة الجن لحماية مقابرهم من عبث المصريين؟

"الحرائق المجهولة" ظاهرة انتشرت وتمددت لتُغطي قُرى عديدة في مراكز ومدن محافظة كفر الشيخ، لتثير الفزع والرعب بين الأهالي، خاصة مع استمرار بعضها أيامًا متعددة، وسط أحاديث عن اشتعالها وانطفائها دون أسباب، الأهالي دائما ما يسارعون باتهام الجن والعفاريت، فيما يؤكد بعض رجال الدين وغير التابعين للأزهر الشريف أن السبب وراء هذه الحرائق قيام بعض الأهالي بالتنقيب عن الآثار في ظل حالة صمت رهيب من قبل الأزهر لتوضيح حقيقة الأمر.
حرائق "البسطويسي" استمرت 7 أيام وعجز الجميع عن إطفائها
البداية كانت في شهر أبريل من العام الماضي، حيث اشتعلت النيران بعزبة "البسطويسي" التابعة لمركز سيدي سالم بكفر الشيخ لمدة 7 أيام متواصلة، والتهمت أساسات 8 منازل أصحابها يشتغلون بالزراعة وهم: حسان محمد زعتر، وزعتر محمد زعتر، وعلى عبدالستار على بسطويسي، وعلاء محمد أحمد، ويسري على عبدالمولى، وأحمد على عبدالمولى، وسلامة عبدالستار بسطويسي، وعبدالستار على بسطويسي.
أحد أهالي العزبة، ويدعى سلامة عبدالستار قال، إن اشتعال الحرائق بدأ باشتعال النيران فجأة في توك توك ملك لشخص من أهالي القرية يدعى "علي عبدالستار بسطويسي"، وظنً الجميع أنه حريق عارض، ولكن سرعان ماتعددت الحرائق المجهولة بصفة شبه يومية، حيث احترقت أكوام من القش مخزنة بجوار مسجد العزبة، تلاها احتراق عشة، وتوالت الحرائق في العزبة لتقضي على منزلين وعشة، بعدما اشتعلت النيران في مراتب الأسرّة على الرغم من أن المنازل مغلقة! مؤكدا أنه عندما يهتف الأهالى الله أكبر تنطفئ النيران.
محمد زعتر، وهو أحد الأهالي المتضررين ويعمل فلاحًا، قال إن النيران اشتعلت في منزله ومنزل أولاده الثلاثة ووالدتهم فجأة، حيث اشتعلت بشكل متتالٍ، دون أن يكون هناك سبب واضح لها، مرجحا أن يكون "المكان مسكونا بالجن بسبب وقوعهم أمام منطقة أثرية" -على حد زعمه- لافتا إلى أنهم تقدموا باستغاثات إلى مسئولي المحافظة وشيخ القرية الذين جاءوا ليتلوا معنا القرآن لنفاجأ باشتعال النيران في ركن آخر من المنزل.
رامى جبريل، وهو أحد أهالي القرية، قال إن الحرائق في القرية سببها الجن، وذلك بسبب قيام أحد الأهالى بالاستعانة برجل للتنقيب عن الآثار بزمام المنطقة، والذى قام بتحضير "جن" لمساعدته في الأمر، وبعد فترة انصرف الدجال، ولم يقم بصرف "الجن" -وهي الرواية التي لم يقم الأمن بنفيها أو تأكيدها- ويؤمن بها أهالى القرية، بعدما أشار أحد المشايخ إلى أن السبب أيضا هو البحث عن الآثار.
اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ، قرر حينها تشكيل لجنة برئاسة الدكتور علاء صادق، رئيس مركز ومدينة سيدي سالم، لصرف تعويضات عاجلة للمتضررين من إحراق منازلهم في عزبة فدان الفقي، حيث تم الدفع ب10 خيام لإيواء الأسر مع توفير احتياجاتهم، دون البحث عن أسباب هذه الحرائق.
عزبة "بسطويسي"، هى عزبة صغيرة وتتبع قرية " دمرو" إداريا، ولا يوجد بها أي مدرسة أو مؤسسة حكومية وهي عبارة عن تجمع سكني على أحد الطرق، ويعمل سكانها في الأراضى الزراعية وفي تشييد المباني.
حرائق "صندلا" بدأت بالوسادة وانتهت بحرق المنزل
لم يكن يتوقع يحيي السيد عيسي ابن قرية صندلا أن يشاهد بعينه النيران وهى تلتهم منزله دون فاعل معلوم، بعد أن شاهد بعينه النيران وهى تشتعل فى أثاث منزله دون أن تقربه النيران.
يحيي الذى يعمل موظفا بمستشفي العبور للتأمين الصحي، قال كنت جالسا في منزلي صباح الأحد الموافق 22 أغسطس الماضي، وفجأة اشتعلت النيران في وسادة فقمنا بإطفائها، ولكن سرعان ما اشتعلت النيران مرة أخرى في إحدى مراتب الأسرّة وباقي محتويات المنزل دون سبب، عندها بدأت النساء في الصراخ، ثم تكرر الأمر يوميًا بين 3 و4 مرات، ولمدة أسبوع والنيران متواصلة.
وتابع يحيي: بدأت أشك أن الجان وراء الحادث حسب ما أكد لي عدد من أهالي القرية، فذهبت إلى المشايخ في كفر الشيخ والمنصورة وسيدي سالم والإسكندرية، إلا أنهم فشلوا في السيطرة على الحرائق، فضلًا عن قيامهم بابتزازنا، إذ طلب بعض منهم دفع أموال لا نقوى عليها، إلا أنهم اتفقوا أن ما حدث سببه قيام أحد الأشخاص بالتنقيب عن الآثار في منطقة التل الأثري، وهو ما لم يحدث.
قرية "صندلا" من القري الكبيرة والتي يتبع لها العديد من العزب، حيث يوجد بها مدرستان ابتدائي وإعدادي، فضلا عن وجود مجمع أزهري، والمستوى التعليمي فيها متوسط.
حرائق "الأبعادية" تهمة جديدة ل"العفاريت"
سجلت الوحدة المحلية بقرية الإبعادية بمركز الحامول بكفر الشيخ، أول من أمس الإثنين، عدة حرائق اندلعت في منزل أسرة مكونة من 5 أفراد، دون معرفة أسبابها.
السيد الصيفي، وهو صاحب المنزل الذي شهد الحريق قال إنَّهم فوجئوا يوم الجمعة الماضية بالنيران تشتعل في واحدة من الشقق السكنية، فهرعنا لإطفائها ظنًا أن السبب ماس كهربائي أو عبث أحد الأطفال، وتمَّ إخماد الحريق بالمرتبة، إلا أنَّ الأمر تكرر دون سبب.
الصيفي، والذي يعمل فلاحًا، قال إن النيران اشتعلت أكثر من 11 مرة وأحضرنا عددًا من المشايخ الذين أكدوا وجود "جن" يفتعل الحرائق دون تقديم سبب لذلك، حتى أن الأطفال خرجوا مفزوعين، وخرجت الأسرة كلها للنوم في الشارع خوفا من اشتعال النيران أثناء النوم.
المهندس مدحت كامل، رئيس القرية، قال إن النيران لازالت تشتعل في 6 منازل متفرقة بالقرية دون وجود أي سبب واضح، مشيرا إلى أن المطافئ ظلت حتى فجر أمس الثلاثاء، تطفئ تلك الحرائق المجهولة السبب دون جدوى.
وتابع، كامل، ل"التحرير" أن المنازل ال6 ليست ملاصقة لبعضها ولكن بين كل منزل وآخر ما يقرب من 30 أو 40 مترًا، وما يزيد حيرتنا هو أن تلك الحرائق بمجرد إطفائها ماهى إلا دقائق وتعود للاشتعال مرة أخرى، وقد توصلنا مع التضامن الاجتماعي والمحافظة والصحة والإسعاف والشرطة لمواجهة تلك المشكلة.
الحماية المدنية تصف الحرائق ب"الظاهرة الغريبة": "مش عارفين عنها حاجة"
العميد رضا عبدالحميد، مدير الحماية المدنية بكفر الشيخ، وصف الحرائق المجهولة في الأبعادية وصندلا والبسطويسي ب"الظاهرة الغريبة والغامضة"، وأنه حتى الآن لا يعلم أحد مصدرها.
وأضاف مدير الحماية المدنية في تصريحات ل"التحرير" أنه لا يستطيع أحد أن يجزم أن الجن هو من يقوم بإشعال هذه الحرائق لصعوبة إثبات ذلك، وأنه لا يعلم أحد السبب حتى الآن، لافتا إلى أنه من المحتمل أن تكون بسبب "عقب سيجارة" أو غيره ، مؤكدا أن مرفق الحماية المدنية مستعد للتعامل مع هذه النوعية من الحرائق.
"الأوقاف" تطالب الأهالي بإثبات صلة الجن بالحرائق
الشيخ عبد الناصر بليح، مسئول بمديرية أوقاف كفر الشيخ قال إن الجن بريء براءة الذئب من دم بن يعقوب، وعلى أهالي القرية البحث في أسباب واقعية ومنطقية للحريق، وتابع أن الجن مخلوق للعبادة ومكلف كالإنسان، وليس من المعقول أن يسلط الله "عز وجل" الجن على الإنسان لأذيته، مطالبا من يدعي أن الجن وراء هذا الحريق أن يأتي بدليل علني يقبله العقل.