يقدم النجم المصري حسين الشحات، المحترف ضمن صفوف نادي العين، مستويات مميزة برفقة فريقه على ملاعب الإمارات، حيث ثبت أقدامه في دوري الخليج العربي سريعًا، بعد أن سار على درب النجومية في صفوف العين بشكل متسارع للغاية، ليقدم «الجناح الطائر» واحدًا من أجمل عروضه أمام الوحدة في «الجولة 18»، حينما سجل هدفًا وصنع 3 أهداف أخرى، ليسهم بصورة مباشرة في 4 من أصل 6 أهداف أحرزها «الزعيم»، وحسم من خلالها مواجهة «القمة»، ويقترب من حصد لقب دوري الخليج العربي. وتوج النجم المصري، بلقب أفضل لاعب في الجولة ال18 من عمر مسابقة الدوري الإماراتي، بعد أن تفوق على ياسين البخيت لاعب نادي دبا الفجيرة، ومارسيلو لاعب النصر، في الاستفتاء الجماهيري الذي طرحته شبكة قنوات «أبو ظبي» الرياضية لاختيار اللاعب الأفضل في الجولة ال18، لتعد هذه المرة الرابعة التي يتوج فيها حسين الشحات بلقب «لاعب الجولة» منذ انضمامه لصفوف العين خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة قادمًا من المقاصة على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. وسجل حسين الشحات هدفًا وصنع 3 أهداف أخرى في فوز العين على الوحدة بستة أهداف مقابل هدفين، في مباراة الكلاسيكو التى جمعتهما الخميس، بملعب «هزاع بن زايد»، ضمن منافسات الجولة ال18 من عمر مسابقة الدوري الإماراتي، ليقترب الفريق العيناوي من حصد اللقب، بعدما نجح في توسيع الفارق مع الوحدة أقرب منافسيه إلى 4 نقاط. ونجح حسين الشحات في حجز مكان داخل قلوب جماهير العين الإماراتي بعد المستويات الرائعة التي ظهر عليها مع الفريق بمختلف المسابقات الإماراتية والآسيوية، وتفوق ليس لأنه لاعب سريع على الأطراف، ولكنه يقوم أيضًا بأدوار متعددة، افتقدها العين لوقت طويل على الجهة اليمنى، حيث يجيد اللاعب القيام بأدوار دفاعية، واستخدمه المدرب زوران في مركز الظهير الأيمن، كما أنه يسهم بشكل جيد هجوميا بسرعته العالية، إلى جانب توغلاته داخل المنطقة مستخدمًا مهاراته المميزة في تجاوز المدافعين، كما أنه يقوم بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، في حال دعت الحاجة لذلك. ويبدو أن الرقم 7 حمل المفعول السحري لتألق اللاعب، حيث نجح في سبع مباريات خاضها مع «البنفسج» في الدوري، نجح فى تسجيل 7 أهداف، إلى جانب صناعة 9 أهداف أخرى لزملائه، ليؤكد أنه إحدى أفضل الصفقات هذا الموسم في سماء الإمارات، بالنظر إلى القيمة المالية المتوسطة التي دفعها العين للحصول على خدماته. وأكد وليد سالم النجم السابق للعين، وذلك نقلًا عن جريدة «الاتحاد» الإماراتية في تقرير لها نشر صباح اليوم الأحد، أن الانسجام السريع للشحات مع الفريق قاده للتألق، قائلًا: ربما كونه عربيا ومن مصر تحديدا، فإن التواصل مع اللاعبين جاء سهلاً وسريعا، والعين دائما منذ القدم الجو عائلي داخل صفوفه وفي المدينة، وبالتالي هناك تقارب بين اللاعبين، وتواصل مع الجميع، إلى جانب العمل الإداري الذي جعل اللاعب يدخل الأجواء بصورة سريعة للغاية، وينجح في ترك بصمته على أرضية الملعب. واعتبر أن اللاعب نجح في سد فراغ على الجهة اليمنى، خلفه رحيل الكولومبي أسبريلا، حيث إن البرازيلي دوجلاس اجتهد وسجل أهدافا، إلا أن أسلوبه جاء متقاربا للسويدي بيرج، بينما الشحات يقوم بدور مهم جناحا أو ظهيرا أيمن، وهو ما جعل العين يقدم مستويات أقوى في الدور الثاني مقارنة بالدور الأول. من جانبه، قال شهاب أحمد لاعب العين سابقا، إن الشحات يعتبر صفقة يطلق عليها «ضربة معلم»، وقال: لا أعرف من قام باختياره، إلا أنه بالتأكيد صفقة ناجحة على المقاييس كافة، حيث كسب قلوب الجماهير منذ أول مباراة خاضها مع الفريق أمام الوصل واستمر بالتركيز نفسه والرغبة. واعتبر أن الشحات لاعب «جوكر» يجيد اللعب في أي مركز يختاره له المدرب، وبالتالي هو من نوعية اللاعبين الذين يريدهم جميع المدربين في صفوفهم، ومن ناحية أخرى فإن الشحات لاعب ذكي وطموح وهذا ما جعله يحصد النجاح سريعا، وقال: إنه من أفضل صفقات اللاعبين الذين تعاقد معهم الفريق مؤخرا، وانصهاره في منظومة الفريق سريعا ساعده على تقديم هذه المستويات القوية. واعتبر البرتغالي كاجودا صاحب المسيرة التدريبية في ملاعبنا وفي الملاعب المصرية أيضا، أن ما يميز الشحات على غرار اللاعبين المتألقين خارج مصر حاليا ومنهم محمد صلاح ومحمد النني، أن العقلية الحالية لديه مختلفة عن نجوم قطبي الأهلي والزمالك، حيث إن غاية اللاعب من الاحتراف في العين، هو العمل على إثبات الذات، والتطلع للمضي قدما نحو آفاق أكبر في مسيرته، عوضا عن مجرد الاحتراف الخارجي لمدة عام ثم العودة مجددا، حيث سيكون مكانه مضمونا في قائمة الفريقين، وهو ما ترجمه على أرضية الميدان، من خلال كونه محترفا حقيقيا عبر الاجتهاد الذي يبدو واضحا في المباريات، حيث إنه يقوم بجهد مضاعف في التدريبات، والتزامه للعمل على رفع مستوياته، إلى جانب استيعابه طريقة لعب الفريق سريعا والتفكير دائما فى الهجوم عند استلام الكرة، كما هو أسلوب العين الذي يبحث عن الهجوم وتسجيل الأهداف. وأشاد المعلق الإماراتي المعروف، علي سعيد الكعبي، بالمستوى المميز الذي يقدمه المصري الدولي برفقة العين منذ قدومه لصفوفه، مؤكدا أنه صفقة الموسم بدون منازع. أما الشحات، فقال إن كلمات الشكر والتقدير ليست كافية لجمهور البنفسجي صاحب الدور المؤثر في نتيجة مباراة الديربي، وذلك من خلال التشجيع المثالي والمتواصل طوال عمر المباراة وإن كان هناك نجم حقيقي للمواجهة فشخصيا أمنح جمهور العين لقب رجل المباراة الذي استحقه عن جدارة واستحقاق. وحول النسبة التي يمنحها لفريقه بعد الفوز في الديربي، قال: أعتقد أنني سأتفق تماما مع المدرب القدير زوران ماميتش، فالنسبة هي صفر%، لأن كرة القدم لا تعترف بمعطيات التقارير والتوقعات، بقدر العطاء وإظهار روح القتال، والمؤكد أن المراحل المقبلة هي الأهم حاليا ومطالبون بالفوز في أربع مباريات لحسم اللقب، الأمر الذي يتطلب مؤازرة دائمة من الجماهير لأن جميع مواجهات الفريق المقبلة لا تقل أهمية عن مباراة الديربي. وتعليقا على سؤال حول الفوز الكبير، قال: المؤكد أن الفوز والخسارة أمر طبيعي في عالم كرة القدم فلقد خسرنا الجولة 17 أمام الشارقة وعدنا في الجولة الماضية أمام الوحدة ولكن يبقى الأمر الأهم هو الفوز وحصد النقاط الثلاث والخسارة لن تقلل إطلاقا من قيمة فريق الوحدة، والمؤكد أن جمهور الفريقين على المدرجات منح الدافع القوي للاعبين على الأرض لتقديم أفضل أداء وأعتقد أن كلمة شكر قليلة في حق جماهير الناديين. واستطرد الشحات: مباراة الوحدة انتهت بالنسبة لنا ونفكر حاليا في مواجهة الاستقلال ونتمنى أن نحظى بمساندة أكبر من جمهور الوفاء العيناوي في استاد هزاع بن زايد التحفة المعمارية الرائعة مع كل الأمنيات الصادقة بالتوفيق لفريقي في تحقيق أهدافه بالموسم الكروي الحالي. كما نجح اللاعب فى لفت أنظار دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الكرة الأرجنتينية، والذى يتولى تدريب فريق الفجيرة الإماراتي، الذي أكد أن تحركات اللاعب المصري داخل أرض الملعب كان لها مفعول السحر في فتح الطريق أمام لاعبي العين للوصول إلى شباك الوحدة 6 مرات. وهناك من يرى أن حسين الشحات لا يقل عن محمد صلاح المحترف في نادى ليفربول الإنجليزى، من حيث المهارات الفردية والتهديفية، ويستحق اللعب في دوريات أوروبا، وليس في الدوري الإماراتي، على الرغم من أنه من أفضل الدوريات العربية والآسيوية. وفي النهاية فإن حسين الشحات بإمكانه التألق حال احترافه في أوروبا، فهو يمتلك جميع المقومات التي تؤهله لتحقيق ذلك والسير على خطى محمد صلاح الذى بات يتصدر عناوين الصحافة الإنجليزية والأوروبية جراء تألقه مع "الريدز" هذا الموسم، حيث الالتزام والانضباط والتحرك الجيد داخل أرض الملعب والقدرة على استغلال نقاط الضعف لدى المنافس.