قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن حرب اليمن فرضت على المملكة العربية السعودية ولم تسعَ إليها. وأضاف الجبير، في كلمته أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، اليوم الخميس، وفقا لقناة "العربية الحدث" الإخبارية: "الملف اليمني يشكل قلقا كبيرا للمملكة السعودية، وهي حرب لم نسع لها ولا نريدها بل هي فرضت علينا"، مؤكدا تمسك بلاده بالحل السياسي في اليمن. وذكر أن المملكة تسعى إلى التواصل بشكل أكبر مع كافة الأطراف الدولية للتأثير على الحوثيين وإنهاء الحرب، لافتا إلى أن الحوثيين يحولون من وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتهم وهو ما سبب المجاعة في اليمن، بالإضافة إلى حصولهم على الصواريخ الباليستية من إيران وزراعة الألغام في اليمن. وتابع وزير خارجية السعودية أنهم أطلقوا نحو 100 صاروخ تجاه الأراضي السعودية بالإضافة إلى استخدام 200 آخرين داخل اليمن، معربا عن توقعه بعودة الحوثيين إلى دائرة المفاوضات من جديد في نهاية تلك الحرب. وعن الملف السوري، أوضح وزير الخارجية أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية التسوية السياسية والتعاون مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والجانب الروسي، للضغط على الحكومة السورية من أجل جدية المباحثات وإعادة الإعمار البلاد. وعن العراق، قال الوزير إنه تم فتح صفحة جديدة مع العراق العام الماضي بفتح قنصلية للملكة العربية السعودية بمدينة البصرة، لافتا إلى عزم المملكة فتح قنصلية أخرى في مدينة النجف العراقية. وأضاف أنه تم تشكيل مجلس تنسيقي بين الدولتين إلى جانب فتح الحدود مع العراق والطيران التجاري بين البلدين، مشيرا إلى جهود المملكة تأتي في إطار منع ظهور تنظيم "داعش" مرة أخرى بالعراق. وبشأن العلاقات مع قطر، نوه الجبير بأن الدول الغربية تنظر إلى قطر على أنها دولة صغيرة لديها جامعات أجنبية ومتاحف، لافتا إلى أن هناك جانبا مظلما في قطر هو السماح لجمع أموال الإرهابيين وإيجاد منصات إعلامية تحريضية. وطالب الوزير السعودي، قطر بالتوقف عن كل ما يؤثر على العلاقات بين البلدين من أجل عودتها إلى طبيعتها، لافتا إلى أنه تم توقيع اتفاق مع الولاياتالمتحدة لوقف تمويل الإرهاب قبل سنوات، لكنه لم ينفذ ورفضت دولة قطر الدخول في اتفاقيات دولية. وأوضح أن قطر أوقفت تمويلها لجبهة النصرة وحركة حماس ما سمح للحكومة الفلسطينية أن تسيطر على قطاع غزة، قائلا: "هذه تطورات إيجابية، ونريد من قطر أن يفعلوا المزيد من أجل استعادة العلاقات الطيبة". وأشار إلى أن "داعش" من الممكن أن يخرج من ليبيا على دول الساحل، لافتا إلى أنه لابد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة من أجل استقرار ليبيا ودول الساحل ومكافحة التنظيم، وأنه تم التعهد من قبل المملكة بمليون يورو من أجل دعم ذلك، بالإضافة إلى الاجتماع مع دول قيادات الساحل من أجل التشاور في المساعدات التي يحتاجونها والمعدات. وأوضح الجبير أن السعودية لديها علاقات تاريخية مع كثير من دول أوروبا سواء كانت المملكة المتحدة وفرنسا والمانيا والدول الاسكندنافية، قائلا: "إنه تم تعيين ممثل دائم في الاتحاد الأوروبي، وننوي أن نكثف هذه الحوارات مع الاتحاد الأوروبي من أجل التعاون في مختلف المجالات". وأكد أن السعودية لديها تحفظات على الاتفاق النووي مع إيران، لافتا إلى أن الشرط الذي يسمح لإيران أن تخصب قدر ما تحتاجه خلال 8 سنوات أو أكثر أمر خطير؛ لأن لديهم 50 ألف مفاعلا سيمكنهم من تصنيع قنبلة نووية خلال أسابيع وهذا أمر غير مقبول. وقال الجبير: "الاتفاق النووي ضعيف ويجب أن يشمل المواقع العسكرية غير المعلنة حيث يشمل الآن فقط المواقع المعلنة، ونحن بحاجة لتعديل هذا البند"، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي بحد ذاته لا يكفي لتعديل السلوك العدائي من إيران ولا بد من استخدام بند خاص للتدخل الإيراني في اليمن. وأضاف: "شهدنا أعمالا إرهابية منذ عام 1979 في إيران، حيث التزمت مع حزب الله ودعمته وقامت بعمليات إرهابية في أوروبا ودمرت معبدا يهوديا في الأرجنتين، كما نفذت إيران عدد من الاغتيالات وشن هجمات على السفارات بما يعد انتهاكا للقانون الدولي"، مشيرا إلى أنه علينا التعاون كي نلزم إيران بعدم التدخل في دول المنطقة، مؤكدا أن الثورة انتهت وعلي إيران أن تتوقف عما تفعله. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، قال الجبير إن المساعدات الإنسانية بدأت في الوصول إليها من كل الموانيء والمعابر المفتوحة، ونعمل على زيادة القدرات في بعض الموانيء مثل المخا والحديدة، كما تتم عمليات التفتيش بشكل أكثر صرامة في حين أن هناك من يستهدف عمليات الإعمار من الداخل وليس عبر طيران التحالف. وأضاف: "نريد أن تنتهي هذه الأزمة لكنها لن تنتهي بسيطرة الحوثيين على اليمن، فهم جزء من العملية السياسية ولهم دور فيها ولكن ليس لهم الحق في التحكم بدولة لا يشكلون جزء كبير منها، ونؤمن بأن استخدام الضغط العسكري والخسائر التي يتكبدها الحوثيين هي ما ستدفعهم للعودة إلى مائدة التفاوض". وذكر: "لدينا قرار 2254 الذي ينص على أنه لا حل إلا عبر عملية سياسية ودستور جديد لسوريا وإعداد انتخابات، كي يقرر السوريين مستقبلهم إلا أن العنصر الأساسي لذلك هو وقف الاقتتال، وهذا ما حاولنا أن ندفع الروس للتدخل من أجله على أن يحافظ النظام على هذه التهدئة. واختتم: "هناك تغيرات مهولة وهدفنا هو تحسين الوضع الداخلي في السعودية في كل المجالات بما فيها مجال حقوق الإنسان".