تبادلت روسيا وإسرائيل تحذيرات مبطنة عقب تفاقم الأوضاع في سوريا وإسقاط طائرتين لكل من إيران وإسرائيل. وأكدت روسيا أن أي تهديدات لقواتها العسكرية الموجودة في سوريا أمر غير مقبول. وقال بيان للخارجية الروسية إنه "من غير المقبول إطلاقا تهديد أرواح وأمن الجنود الروس الموجودين في سوريا". وتابعت الخارجية الروسية: "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع. ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة. ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات لحياة وأمن العسكريين الروس الموجودين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين". جاءت هذه التصريحات الروسية، تعليقا على قيام الطيران الإسرائيلي، ليلة 9 على 10 من فبراير الجاري بتوجيه ضربات صاروخية لأهداف في سوريا، وإسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية في منطقة الجولان، وكذلك إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار. من جانبه، أكد السفير الإسرائيلي لدى روسيا هاري كورين، اليوم السبت، ضرورة تعزيز التنسيق مع روسيا عسكريا وسياسيا لوقف التصعيد في المنطقة. وأكد كورين أن بلاده ستعرقل عند الحاجة الخطط العسكرية الإيرانية في الأراضي السورية ولبنان التي تستهدف إسرائيل. وأضاف بأن "النظام الإيراني، بالتعاون مع شركائه، مسلح بشكل جيد جدا. وإذا تحدث عن الخطط العسكرية الجديدة ضدنا فلا يمكننا إلا منعها. نحن جاهزون لاتخاذ إجراءات طارئة عند الحاجة. لكننا نأمل بألا نضطر لذلك". وقال هاري كورين: "إن التصعيد قد يؤدي إلى نهاية خطيرة جدا. هذا ما نناقشه مع الجانب الروسي.. ومن الواضح أن هذه القضية تتطلب تنسيقا شديدا مع روسيا سياسيا وعسكريا"، مشيرا إلى أن إسرائيل تنوي منع تحول سوريا إلى ميدان عسكري بالنسبة لإيران. كما أعرب عن اعتقاده بأن "روسيا هيهات أن تسمح لإيران بنشر قواتها البحرية بالقرب من القواعد الروسية في سوريا في اللاذقية وطرطوس". من جانبها نفت وزارة الخارجية الإيرانية أي دور لها في إرسال طائرة مسيرة إلى شمال إسرائيل، كما نفت أي دور لها في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية إن الوجود الإيراني في سوريا استشاري وبطلب من الحكومة السورية، مضيفة أن الادعاءات بإطلاق إيران طائرة مسيرة والوقوف وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية مثيرة للضحك ولا تستحق التعليق. وأكدت الخارجية الإيرانية أن من حق الجيش السوري الدفاع عن سوريا ضد أي عدوان خارجي، موضحة أنه لا يمكن لإسرائيل أن تغطي على اعتداءاتها وجرائمها عبر ما تثيره من أكاذيب ملفقة. وعلى الرغم من نفي طهران علاقتها بما يجري في سوريا، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن إسرائيل اليوم باتت تسمع صوت جنود الإسلام عند حدودها، مضيفا: "سنحقق نبوءة المرشد الأعلى بزوال إسرائيل قبل 20 عاما". وأشار إلى أن العالم الإسلامي سيشهد الانتصارات في المستقبل، قائلا: "على أمريكا وإسرائيل أن تنتظرا الهزائم والمصاعب؛ سنلاحقهما في كل مكان إلى أن يتركا العالم الإسلامي وشأنه". ودعا المسؤول الإيرانيالولاياتالمتحدة إلى ترك المنطقة قبل أن تمنى بالهزيمة، موضحا أن الوجود الأمريكي في سوريا غير قانوني. وقال: "إننا عازمون على المضي في تطوير منظومتنا الدفاعية، وعلى الأوروبيين أن يدركوا أنه لا علاقة للاتفاق النووي بتطوير منظومتنا الصاروخية"، مؤكدا أن إيران "قادرة على تدمير القواعد الأمريكية في المنطقة وتحويلها إلى جهنم لإسرائيل".