ما زالت إسرائيل تحاول استمالة الدول لإقناعها بنقل سفاراتها إلى القدس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أثار احتجاجًا عربيا ودوليا نقل السفارة من تل أبيب. نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيفي حوطبلي اجتمعت اليوم الأحد، بالسفراء المعتمدين من دول أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا بالوزارة، في محاولة لإقناعهم بنقل سفارات بلادهم إلى القدس. وقالت "حوطبلي" لسفراء الدول، وفقًا للقناة السابعة العبرية: إن "هناك دولا سارت على درب الرئيس الأمريكي في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدأت في اتخاذ خطوات نحو نقل السفارة إلى القدس". حملة إسرائيلية هذه ليست المحاولة الأولى من جانب إسرائيل، فقد كشفت الخارجية الإسرائيلية عن حملة تقوم بها لاستمالة عدد من الدول حول العالم لنقل سفاراتهم من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، وهناك توقعات باستجابة بلدان مثل جنوب السودان والفلبين ورومانيا. جاءت الحملة بعد قرار رئيس جواتيمالا جيمي موراليس بنقل سفارة بلاده إلى القدس، حيث أعلنت تسيبي هوتوفلي نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل تتواصل مع عشر دول على الأقل لتنقل سفاراتها. وقالت هوتوفلي ل"الإذاعة الإسرائيلية العامة": "نحن على اتصال بعشر دول على الأقل بعضها في أوروبا لتنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس". ولم تكشف المسؤولة الإسرائيلية أسماء الدول التي قد تتخذ هذه الخطوة، مكتفية بالقول: إن "إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، سيخلق تيارًا لم نر سوى مقدماته حتى الآن". من جهته، لم يستغرب الكاتب والمحلل السياسي التركي عمر فاروق قورقماز قرار رئيس جواتيمالا، واصفًا جواتيمالا ودولا أخرى بأنها "دول فقيرة مسكينة وغلبانة تتحكم فيها أمريكا بالمساعدات"، حسب تعبيره. دول متوقعة كانت مصادر دبلوماسية قد توقعت بأن هندوراس والفلبين ورومانياوجنوب السودان بين الدول الذي قد تتخذ هذه الخطوة. وأوضحت المصادر أن الأمر يقتصر حاليًا على اتصالات ولا يشمل مفاوضات ملموسة لنقل سفارات هذه الدول إلى القدس في موعد وشيك. وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تحذو المزيد من الدول حذو "جواتيمالا"، وقال: "حسنا هذه هي ثاني دولة، وأكرر إنها ليست سوى البداية، وهذا مهم"، ولم يكشف نتنياهو أو هوتوفلي أسماء الدول التي ترغب في نقل سفارتها إلى القدس. وحسب تقديرات إسرائيلية، نشرها موقع "والا" الإسرائيلي فإن من بين الدول التي ستبادر لذات الخطوة، رومانيا وسلوفاكيا، حيث أعلن رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، أن رئيسي برلمانيين في العالم، أبلغاه أن دولتيهما في الطريق للاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال. استمرار الانتفاضة تأتي محاولة استقطاب إسرائيل للدول، في الوقت الذي لا يزال الشارع الفلسطيني ينتفض لنصرة القدس، فقد دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في رام الله والبيرة اليوم إلى اعتبار الثلاثاء والجمعة المقبلين يومين للتصعيد الميداني والشعبي، تنديدًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يدخل أسبوعه العاشر. وأشارت القوى، في بيانها إلى اعتبار الثلاثاء المقبل يوما للتصعيد الميداني على كافة نقاط الاحتكاك مع الاحتلال ومستوطنيه، تأكيدًا على حق الشعب في المقاومة، واستمرارًا للفعل الشعبي المقاوم رفضًا لإعلان ترامب، وكل إجراءات الاحتلال العدوانية. كما دعت إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل للتصعيد الشعبي في كافة المناطق والمواقع، ردا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وهو يوم تصعيد شامل في كل مواقع الاحتكاك في الريف والقرى والبلدات، يتم فيه قطع الطرق أمام المستوطنين، وتشويش حياتهم بكل الإمكانات المتاحة. من جانبه شدد خليل الحية القيادى في حركة حماس الفلسطينية، على ضرورة حشد الطاقات ومحاصرة السفارات الصهيونية والأمريكية في العواصم العربية والإسلامية، ردًا على القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن مدينة القدسالمحتلة.