"عملية عفرين بدأت عمليًا على الأرض لمواجهة الأكراد.. ومنبج ستكون التالية".. هذا ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، خلال مؤتمر صحفي. شبكة "سي إن إن" الأمريكية أشارت إلى أن العملية التركية على عفرين تفتح جبهة جديدة في الصراع السوري الذي استمر على مدار سبع سنوات، كما أنه يمنح تنظيم "داعش" الفرصة لالتقاط أنفاسه مرة أخرى، بعد أن بدأ في الانهيار، عقب تضييق الخناق عليه من معظم الأطراف في الحرب السورية، وكذلك بالنظر للدور الذي لعبته القوات الكردية في الحرب ضد التنظيم. كانت تركيا قد حذرت أكثر من مرة أنها لن تتسامح في سيطرة ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية على المزيد من المناطق الحدودية. وقالت الشبكة الأمريكية، اليوم الاثنين: إن "ما يحدث على أرض الواقع هو أن دولة عضو في الناتو (تركيا) تحاول القضاء على جماعة دُرِبت وسُلِحت على يد دولة أخرى عضو في الحلف (أمريكا)". فبالنسبة للرئيس التركي أردوغان فوحدات حماية الشعب الكردية، لا تفرق تمامًا عن حزب العمال الكردستاني - الجماعة الانفصالية في تركيا. كانت قد بدأت عملية "غصن الزيتون"، الأحد بمشاركة نحو 13 ألف جندي تركي، بمعاونة من قوات الجيش السوري الحر. واستغلت تركيا قواتها الموجودة في إدلب لمراقبة واحدة من "مناطق عدم التصعيد" الأربع التي تم الاتفاق عليها مع روسيا وإيران في مؤتمر آستانة لتخفيف حدة القتال في سوريا، لفتح جبهة جديدة ضد الأكراد. وأخطرت أنقرة كل من الولاياتالمتحدةوروسيا بالعملية قبل بدئها، حيث قام رئيس الأركان التركي خلوصي أكار بزيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي، لضمان عدم حدوث عواقب للعملية التركية، نظرًا لامتلاك روسيا قوات دفاع جوي قوية في شمال سوريا. ولفت عدد من المحللين إلى أنه من المحتمل أن تكون صفقة وُقعت بين أنقرةوموسكو، نصت على أن تساعد تركياموسكو في مناطق عدم التصعيد، مقابل أن تطلق العنان للقوات التركية في عفرين. من جانبها اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية روسيا بخيانتها، حيث قالت في بيان الأحد الماضي: "نُحمِّل روسيا مسئولية هذه الهجمات، وكذلك أي مجازر يتعرض لها المدنيون". وأوضحت "سي إن إن" أن الأمور تعتمد الآن على أي مدى سيمتد الهجوم، وإذا كان الهدف هو خلق منطقة محايدة على الحدود، فسيتم احتواء الصراع، أما إذا حاولت تركيا السيطرة على المدينة، وأن تبدأ في عملية ثانية للسيطرة على مدينة منبج في الشرق، فمن المحتمل أن تندلع حرب أخرى داخل سوريا، وهو ما أعلنت عنه تركيا بالفعل. معهد دراسات الحرب في واشنطن قال: إن "العملية التركية تهدد باندلاع حرب أوسع بين تركيا والأكراد، وهو ما يقضي على جهود الولاياتالمتحدة لتهدئة الأوضاع في شمال سوريا، ويدفعها إلى إعادة النظر في دعمها لوحدات حماية الشعب". فيما أكدت الشبكة الأمريكية أن عملية "غصن الزيتون" من الممكن أن تسمح للجماعات الجهادية في إدلب وتنظيم داعش لإعادة تنظيم صفوفهم مرة أخرى. ففي الأسبوع الماضي شن مقاتلو "داعش" هجومًا مفاجئًا في جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل وأسر عدد من مقاتلي نظام الأسد، كما نشرت صورًا لعملية إعدام 3 أشخاص قيل "إنهم من القوات الحكومية". واختتمت الوكالة بالقول: إنه "بعد الانخفاض التدريجي للعنف في سوريا العام الماضي، والقضاء على "داعش" في الرقة ودير الزور، يمكن للعملية التركية في شمال سوريا أن تشعل صراعًا أوسع نطاقًا يجُر إليه فصائل متعددة".