قالت الأممالمتحدة، اليوم الجمعة، إن الأطفال يشكلون نحو النصف من بين 2.6 مليون شخص نزحوا في العراق، بسبب الحرب التي استمرت 3 أعوام على تنظيم داعش الإرهابي، وإن العنف المستمر يعرقل جهود تخفيف معاناتهم. وذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" أنه بينما أعلنت الحكومة العراقية، ديسمبر الماضي، النصر على التنظيم بعدما استردت تقريبا كل الأراضي التي استولى عليها في عام 2014، فإن استمرار القصف والهجمات يجعل من الصعب إعادة بناء حياة النازحين. وأوضح بيتر هوكينز، كبير ممثلي يونيسيف لدى العراق: "نعتقد أنه نتيجة للصراع وغياب الاستثمار على مدار أعوام والفقر، هناك 4 ملايين طفل يحتاجون العون الآن في أنحاء العراق". وأضاف هوكينز، في مؤتمر صحفي في جنيف عبر الهاتف من بغداد، أن هناك 1.3 مليون طفل ضمن 2.6 مليون نازح نتيجة القتال الذي كان مدمرا عادة مع داعش. وقال جيرت كابيليري، المدير الإقليمي ليونيسيف، في بيان: "على الرغم من انتهاء القتال في عدة مناطق، لا يزال العنف مستمرا في مناطق أخرى، وفي الأسبوع الحالي فقط وقعت 3 تفجيرات في بغداد". وتابع كابيليري: "العنف لا يقتل ويشوه الأطفال فقط، إنه يدمر المدارس والمستشفيات والمنازل والطرق، إنه يمزق النسيج الاجتماعي المتنوع وثقافة التسامح التي تحافظ على تماسك المجتمعات". وذكر هوكينز أن يونيسيف تساعد أطفالا يشتبه في انتمائهم لداعش، المحتجزين حاليا، عن طريق توفير رعاية ومساعدة قانونية، وتحاول لم شمل آخرين مع أسرهم بمن فيهم الموجودون في الخارج. وأصبحت قضية نزوح المدنيين من المناطق السنية التي كانت خاضعة لسيطرة داعش أحدث نقطة خلافية في النزاع السياسي ذي الصبغة الطائفية في العراق. ويضغط السياسيون السنة لتأجيل انتخابات برلمانية مقررة، في مايو الماضي، لإتاحة الفرصة أمام النازحين للعودة إلى بلداتهم للإدلاء بأصواتهم. ويصر سياسيون شيعة ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 12 مايو الماضي. ودعت الولاياتالمتحدة، أمس الخميس، لإجراء الانتخابات في وقتها وقالت إن تأجيلها سيشكل سابقة خطيرة ويقوض الدستور ويضر بالتطور الديمقراطي في العراق في الأمد البعيد".