يحتفل اليوم الإثنين، عصام الحضري، حارس المنتخب الوطني، ونادي التعاون السعودي، بعيد ميلاده ال45، حيث إنه ولد في الخامس عشر من يناير لعام 1973، في قرية كفر البطيخ بمدينة دمياط. عصام الدين كمال توفيق الحضري، الذي بات مرشحًا لأن يصبح أكبر اللاعبين سنا في تاريخ كأس العالم، إذا شارك مع الفراعنة في المونديال الروسي الصيف المقبل، وعمره سيكون حينها 45 عامًا و5 أشهر، علما بأن الرقم القياسي الحالي يحتفظ به الحارس الكولومبي فاريد موندراجون (43 عامًا و9 أيام)، وبدأت حكايته مع كرة القدم في الشارع بعمر الست سنوات، وكان يلعب كرأس حربة مع أقرانه وجيرانه الأكبر منه سنًا في شوارع البلدة الهادئة. وفى إحدى تلك المباريات دفعته الصدفة وحدها لأن يلعب في مركز حراسة المرمى، والتي كانت نقطة الانطلاق لتغيير مجرى حياته، والذي أجاد اللعب في هذا المركز في تلك المباراة حتى أصبحوا يستعينوا به كحارس مرمى في كل مباريات فريقهم، لما يتميز به من شجاعة وجرأة في مواجهة الانفرادات. وكان والد الحضري، يتمنى وقتها أن يركز أصغر أبنائه عصام فى التعليم لكن عصام كان يرى مستقبله فى كرة القدم، وفعل الأب المستحيل مع عصام لكى يبعده عن كرة القدم و يركز فى التعليم حتى أنه كان يحرق ملابس كرة القدم الخاصة به أمام عينيه. عصام الحضري حصل على دبلوم الزراعة بفضل كرة القدم حيث تقدم للمدرسة لأن فريقها كان يشارك في دوري المدارس، وكان فريق مدرسة الزراعة يفوز بالدوري في كل بطولة يشارك فيها الفريق، وكان الحضري يلعب في مركز حراسة المرمى به وكان دوما ما يلفت الأنظار إليه، وتنبأ له أساتذته ف المدرسة بمستقبل كبير في كرة القدم حتى أن البعض منهم ساعده على الانضمام إلى صفوف فريق ناشئي استاد دمياط وقتها. - البداية فى ذلك الوقت وصل والد عصام إلى مرحلة اليأس من إجبار عصام على ترك لعب كرة القدم، وكان سلاحه الأخير هو رفض انضمام عصام إلى فريق ناشئى استاد دمياط بل وقطع عنه المصروف حتى لا يذهب إلى مدينة دمياط، وكان عمر عصام حينها 14 عامًا، إلا أن عصام رفض الاستسلام، وكان يسير يوميا 7 كيلومترات ذهابًا من مدينة كفر البطيخ إلى محافظة دمياط ليلحق بتدريبات الفريق. وفي دمياط تدرب الحضري في جميع المراحل السنية في مركز شباب استاد دمياط، حيث لعب في البداية ناشئين درجة ثانية ثم ناشئين درجة أولى وسعى خلال تلك الفترة عدد من الأندية لضمه مثل نادي بلدية المحلة والمريخ وبورفؤاد، إلا أنه استمر مع ناشئين استاد دمياط الذي يعتبر مصنع توريد لاعبي نادي دمياط، وبالفعل بعدها طلب مسئولو نادي دمياط انضمام «السد العالي» إلى صفوف الفريق الأول ولعب مع نادي دمياط ثلاث مواسم 91-92 و 92-93 و 94-95. وعقب انضمام عصام بدأ والده في الاقتناع بأنه قد يكون بالفعل صاحب موهبة، وخلال تلك الفترة حصل عصام الحضري، على دبلوم الزراعة وقضى فترة تجنيده مع نادي دمياط حيث التحق بالسرية الرياضية في القوات المسلحة وشارك في مباريات هامة ذاع من خلاله صيته الأمر الذي طمأن والده وأسرته. - التألق والانضمام للمنتخب يقول فكري صالح مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني السابق، إنه أول من اكتشف عصام الحضري، وكان ذلك أثناء تدريبه لمنتخب مصر الأولمبي عام 1995 حيث كان الحضري يبلغ من العمر وقتها 22 عامًا، وكان حارسًا لمرمي نادي دمياط، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، وتصادف في ذلك الوقت أن زاره الكابتن محمد البساطي مدرب حراس مرمى دمياط، وقال له إن لديه حارسًا "خامة طيبة ومبشرة"، طالبًا منه مشاهدته ورؤيته على الطبيعة، مضيفًا أنه استقل سيارته وسافر من الإسماعيلية إلى دمياط لمشاهدة مباراة الفريق مع المريخ في الدرجة الثانية، والتي انتهت بفوز المريخ بهدف دون رد وشاهد بنفسه تألق الحضري لذا على الفور قرر ضمه للمنتخب الأولمبي. ويضيف صالح: "أبلغت الهولندي رود كرول المدير الفني للمنتخب الأولمبي حينها بضمي للحضري وكان ترتيبه العاشر، وسط حراس آخرين أبرزهم عبد الواحد السيد حارس الزمالك ومصطفى كمال حارس الأهلي وطارق سليمان حارس المقاولون ومدرب حراس الأهلي حاليًا، وخلال التدريبات أبهر الحضري الجميع بكفاءته وقدرته على الذود عن مرماه ببسالة، ولذلك كان قراري باختياره لحراسة مرمى المنتخب الأولمبي في المباراة الفاصلة والمؤهلة لأولمبياد 1996 بأتلانتا مع نيجيريا". وانتهت المباراة الأولى في لاجوس بفوز نيجيريا بثلاثة لأهداف لهدفين وكان يكفي مصر الفوز في مباراة العودة بهدف نظيف وبالفعل أحزر حازم إمام هدفًا لمصر وكادت المباراة تنتهي بذلك إلى أن أدرك المنتخب النيجيري هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ويصعد للأولمبياد ويفوز بذهبية كرة القدم بعد تغلبه على منتخب الأرجنتين (3-2). - الأهلي يقول فكري صالح إنه عقب نهاية المباراة وأثناء انصراف اللاعبين من معسكر المنتخب بالمركز الأولمبي بالمعادي، كان مندوبوا النادي الأهلي في المعسكر وعلى أبواب غرفة الحضري واصطحبوه بحقيبة ملابسه للنادي، وقرروا التعاقد معه رسميًا وضمه للفريق، ليكتب منذ تلك اللحظة تاريخًا له مع الشياطين الحمر استمر حتى رحيله عن النادي عام 2008. وانتقل عصام الحضري رسميًا لصفوف النادي الأهلي عام 1996، ليكون الحارس الاحتياطي بعد أحمد شوبير حارس المنتخب الوطني آنذاك، ولكن ذلك لم يمنعه من الاجتهاد ومواصلة التدريب والجد لاستغلال أول فرصة والتي كانت اللعب أمام المريخ بعد أقل من سنة واحدة إثر إصابة شوبير الذي اعتزل فيما بعد، وحافظ الحضري على مكانه كحارس مرمى أساسي لدى النادي الأهلي. وبعد ذلك، واصل الحضري كسب الثقة والمكانة مع ناديه والذي كان له كبير الأثر في فوزه بدوري أبطال إفريقيا عام 2001، ثم كلل هذا الإنجاز بهدف رائع في العام ذاته من ركلة حرة غير مباشرة من مسافة 80 متر في مرمى كايزر تشيفر الجنوب إفريقي في مسابقة كأس السوبر الإفريقية. وتوج وحش إفريقيا مع الأهلي على العديد من البطولات: حيث توج بالدوري 8 مرات، والكأس 4 مرات، والسوبر المصري 3 مرات، ودوري أبطال إفريقيا 4 مرات، والسوبر الإفريقي 3 مرات، وبطولة دوري أبطال العرب عام 1996، والسوبر العربي مرتين. - الرحيل لسيون انضم الحضري إلى نادي سيون السويسري، عقب حصوله على بطاقة لعب مؤقتة من الفيفا عقب سفره لسويسرا لبدء مشواره الاحترافي، دون موافقة النادي الأهلي، وذلك بعد أن رفض المارد الأحمر مناقشة العرض السويسري المقدم من نادي سيون بسبب ضعف المبلغ 400,000 دولار بالإضافة إلى نسبة 50% يحصل عليها النادى الأهلي في حال بيع عصام الحضري إلى نادى أوروبي آخر. وبعد تلك الخطوة قام الاتحاد الدولي لكرة القدم فرض عقوبة علي الحضري قيمتها 900 ألف يورو والإيقاف لمدة 4 شهور، ومنع سيون من قيد أي لاعب جديد لفترتين قيد متتالين نظرًا للأضرار التي تسببوا فيها للنادي الأهلي ورحيل اللاعب في منتصف الموسم الكروي وبدون إذن ناديه. ولعب الحضري مع سيون 37 مباراة، استقبل خلالها 57 هدفًا وتوج مع الفريق السويسري بلقب الكأس عام 2008-2009، ثم استطاع مسئولو النادي الإسماعيلي أن ينجحوا في ضم الحضري من نادى سيون السويسري بمبلغ 600 ألف يورو وشارك الحضري مع الدراويش في 66 مباراة سكنت شباكه خلالهم 52 هدفًا. وبعد فترته في الإسماعيلي، انضم الحضري لصفوف نادي الزمالك في يوليو 2011، وشارك مع أبناء ميت عقبة في 4 مباريات استقبل خلالهم 7 أهداف، ليرحل إلى نادي المريخ السوداني ويتوج معه بلقبي الدوري والكأس بعد مشاركاته معهم في 92 مباراة، ثم انتقل إلى الاتحاد السكندري ثم بعد ذلك توقف الدوري بعد مذبحة بورسعيد، ثم عاد مع وادي دجلة لموسم 2013 /2014. وعاد عصام مرة أخرى إلى الإسماعيلي في يوليو 2014، ثم رحل عن الدراويش مرة أخرى متجهًا إلى وادي دجلة في يوليو 2015، ثم حط الرحال به مؤخرًا في صفوف نادي التعاون السعودي، وخاض مع الفريق السعودي حتى الآن 19 مباراة واستقبلت شباكه 24 هدفًا. ودخل عصام الحضري مع فريق التعاون، تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، بتسجيله هدفا، في رباعية فريقه بمرمى الاتفاق، حيث أصبح الحضري أول حارس مرمى يسجل هدفا في مباراة في دوري المحترفين السعودي منذ أن سجل مبروك زايد أمام الرائد في 2010/2011، كما أصبح الحضري أول حارس مرمى أجنبي يسجل هدفا في تاريخ المسابقة. وعلى الصعيد الدولي بدأت مسيرة الحضري في 26 مارس لعام 1996، تحت قيادة الهولندي رود كرول، وكان عمره حينها 23 عامًا، وشهرين و11 يومًا، ومازال الحضري حتى الآن الحارس الأول للفراعنة، وخاض مع المنتخب 156 مباراة، وتوج مع الفراعنة على بطولة الألعاب الإفريقية عام 1995، وكأس الأمم 4 مرات، ودور الألعاب العربية عام 2007.