كتب - أحمد الشعراني تشهد القنوات الفضائية حالة من الطوارئ في الوقت الحالي استعدادا لاستقبال الموسم الدرامي الرمضاني والخروج منه بتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، وفي سبيل ذلك فرضت عدة قنوات شروطا خاصة لقبول عرض المسلسلات على شاشتها من أجل الفوز ب«الماراثون الكبير»، الأمر الذي تسبب في خروج عدد من النجوم من المنافسة بحسب مصادر مطلعة. معايير خاصة وعلمت «التحرير» من مصادر خاصة أن جميع القنوات الفضائية والتي لديها خريطة درامية وبرامجية خلال العام وبالأخص في شهر رمضان، بدأت تدقق في اختيار الأعمال الدرامية، وبعضها شكل لجانا لقراءة السيناريوهات الخاصة بالمسلسلات التي تتعاقد عليها، بحيث يكون السيناريو والمحتوى الدرامي هو الفيصل في اختيار العمل. وحددت قنوات «DMC» و«CBC» و«النهار» و«الحياة» و«ON E»، شروطا اتفقت فيما بينها على الالتزام بها في اختيار الأعمال الدرامية والخريطة الرمضانية، من بينها عدم شراء أي مسلسل درامي تتعدى ميزانيته 70 مليون جنيه، وألا يتعدى قيمة المحتوى المشترى خلال شهر رمضان من مسلسلات وبرامج وغيرها مبلغ 230 مليون جنيه. التغيرات الكبيرة في القنوات المصرية هذا العام لم تبتعد عن مضماره أيضا المجموعة السعودية «mbc» بسبب التخبطات التي تعيشها مؤخرا بعد اعتقال صاحبها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، غير أن الإدارة الجديدة للقناة تحاول أن تثبت أن خريطتها تسير كما هي دون تأثر بالأحداث السياسية في المملكة، واعتادت قنوات «mbc» خاصة «mbc مصر» المنافسة بقوة في الموسم الرمضاني بمجموعة من المسلسلات لكبار النجوم ومجموعة البرامج المميزة التي تقدمها على شاشاتها خلال الشهر الكريم. الفكرة قبل النجم وقال الكاتب يسري الفخراني المسؤول عن المحتوى الدرامي في مجموعة «d.media» ورئيس قناة «dmc» دراما، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، إن قناته تسعى لتطوير المحتوى الدرامي وصولا للقيمة من خلال «القصة والفكرة والمعالجة»، ووضعت استراتيجية للعمل عليها من العام الماضي، وأوضح أن تلك الاستراتيجية اعتمادها الرئيسي ينصب على المحتوى الذي يعده المعيار الأول في التفضيل بين الأعمال الدرامية، وتابع: «نهتم بتقديم الأعمال التي يحتاجها المشاهد بطريقة معالجة مختلفة وحديثة وبناء عليه فنحن نختار العمل قبل اختيار النجم أو أبطال المسلسل». وعن التكلفة الإنتاجية للمسلسلات قال الفخراني: «حاليا أصبحت تذهب للمحتوى وليست لنجوم العمل، فنحن حريصون على ظهور العمل بشكل جيد وجديد على مستوى الإخراج والصورة والديكور والموضوعات المهمة، على عكس ما كان يحدث بذهاب الجزء الأكبر من التكلفة الإنتاجية لنجم العمل». وأضاف رئيس القناة: «DMC ترى أن المجتمع المصري والعربي لديه من الموضوعات والقضايا المهمة وتحويلها لأشكال درامية، ولذلك نحن لم نتجه لشراء مسلسلات الفورمات المقتبسة من الخارج لأننا لدينا فائض من الأفكار والقضايا»، وعن نجوم شاشة قناته في رمضان، ذكر الفخراني: «نعمل دائما على تقديم الوجوه الجديدة في السيناريو والإخراج والتمثيل وهو أمر مطلوب هذه الفترة لاستمرار هذه الصناعة في مصر، بالإضافة إن من الهموم التي نحملها في DMC هو استمرار أكل العيش بالنسبة للعاملين في صناعة الدراما على كافة المستويات». درس الخسارة مصادر داخل قناة «ON E» كشفت أنها قررت التدقيق في شراء السيناريو أو على أقل تقدير في المعالجة الدرامية أولا والتفضيل بين المسلسلات بناء على ذلك وإهمال مبدأ «النجم أولا» بسبب تكبد القنوات الكثير من الخسائر المادية السنوات الماضية، ولذلك اتجه البعض هذا العام لتنفيذ مسلسلاته من روايات لكُتاب كبار. المشهد الدرامي الرمضاني لم تكتمل أركانه بعد، إذ شهد اضطرابا بعد خروج عدد كبير من النجوم من الماراثون الدرامي لأسباب كثيرة بعضها تخص بيع المسلسل وتسويقه، من بين هؤلاء الفنانة منى زكي التي كان من المقرر أن تخوض السباق الرمضاني بمسلسل «إيزيس» وذلك لأن المسلسل يحتاج ميزانية ضخمة، وخرج مبكرا الفنان شريف سلامة والذي كان يستعد للمشاركة بمسلسل «مصر الجديدة» وذلك بسبب ارتفاع التكلفة الإنتاجية أيضا. ومن بين المسلسلات التي لم يكن يتوقع أحد خروجها هو مسلسل «الزيبق 2» لكريم عبد العزيز وشريف منير والذي جاء بعد النجاح الكبير الذي حققة الجزء الأول من المسلسل الذي عُرض رمضان الماضي، وقالت مصادر ل "التحرير" إن المنتج وائل عبد الله قرر عدم المجازفة واستكمال المسلسل نظرا لعدم حصوله على المبلغ الذي كان يقدره لبيع عرضه على القنوات، وقرر أن يتوقف عن تصوير المسلسل على الرغم من بدء التصوير وبناء ديكورات كبيرة له باستوديو الأهرام كلفت المنتج خمسة ملايين جنيه، وأيضًا هناك تنبؤات بخروج الفنانة غادة عبد الرازق من السباق الرمضاني، نظرا لتأجيل موعد التصوير لأكثر من مرة حيث من المقرر أن تشارك بمسلسل «ضد مجهول». وتعرضت قنوات فضائية لخسارة فادحة في الموسم الرمضاني الماضي بسبب شراء مسلسلات بمبالغ كبيرة لم تحقق عائدا مربحا لها، ومن بينها «أون إي» التي استحوزت عليها شركة «إيجل كابيتال» من «إعلام المصريين» وأوضحت أنها ستعيد خريطة عمل القناة وترشيد الإنفاق على برامجها بسبب الخسائر التي منيت بها في عهد الإدارة السابقة، وأعلنت «إيجل» أيضا عن نيتها التوسع في شراء مجموعة من القنوات في الفترة المقبلة، كما سبقت «فالكون» بالاستحواز على شبكة قنوات الحياة، وتولت الإعلامية هالة سرحان رئاسة القناة، وأعلنت عن وضع خريطة إعلامية جديدة خلال الفترة المقبلة.