كتب- علي الزيني: «دخل ملاعب الإسكواش في عمر الثامنة بالصدفة، بعد أن كانت بدايته في ممارسة الرياضة بعيدة كل البعد عن الملاعب الزجاجية، بل كانت من خلال حمامات السباحة، وهو في عمر الخامسة في نادي سموحة، ولكن بمررو الوقت لم يشعر بشغفه تجاه السباحة، وألعاب الماء رغم إصرار أهله على استمراره فيها إلا أنه أصر على دخول عالم الإسكواش عندما تعرف عليها من خلال خاله الذي كان يهوى ممارسة اللعبة».. أنه محمد الشوربجي بطل العالم، الذي سريعًا ما أثبت ذاته في تلك اللعبة، حتى أصبح المصنف الأول عالميًا للرجال في الإسكواش، وذلك بعد فوزه ببطولتي هونج كونج وأمريكا، والمصنفتين بدرجة البلاتينيوم لدى الاتحاد الدولي للعبة. وتوج محمد الشوربجي، بلقب بطولة العالم التي تستضيفها مدينة مانشستر الإنجليزية، الأحد، وذلك بعد فوزه على شقيقه مروان الشوربجي بثلاثة أشواط مقابل شوطين، في المباراة النهائية، التي جاءت نتائج أشواطها : (11-5)، (9-11)، (11-7)، (9-11)، (11-6). - الخطوات الأولى لصناعة تاريخه محمد الشوربجي ولد في 12 يناير 1991 بالإسكندريه، وبدأ أولى خطواته في سن العاشرة عندما فاز ببطولة الجمهورية تحت 11 عامًا، بعد ذلك حصل على العديد من البطولات المحلية والدولية، كان أبرزها الفوز ببطولة إنجلترا للشباب ثلاث مرات في أعوام 2008 و2009 و2010، وذلك قبل الانتقال لمرحلة الكبار. وفي سن الخامسة عشر بدأ في طريقه للاحتراف عندما حصل على منحة دراسية بإنجلترا في مدرسة ميد فيلد، والتي تُعتبر من أفضل المدارس الرياضية والأكاديمية فى العالم، وحينها تدرب على يد واحد من أفضل مدربي الإسكواش في العالم والذي لايزال مدربه حتى الآن. - حياة حافلة بالإنجازات دائمًا ما يلقب الشوربجي ب"ملك اللعبة الجديد"، وقد استحق ذاك اللقب عن جدارة بعد فوزه بكل البطولات الكبرى التي أُقيمت حتى الآن من الموسم الخاص باللعبة حول العالم، حيث حقق 4 بطولات من أصل 6 بطولات هي الكبرى في عالم الإسكواش، واستطاع من بلوغ المباراة النهائية في البطولتين الأخرتين. فهو المصنف الأول عالميًا للرجال في الإسكواش، أي صاحب المركز الأول في تصنيف اللاعبين المحترفين منذ نوفمبر عام 2014، وقد حقق في مشواره أكثر من 14 لقبًا حتى الآن، وتم اختياره كأفضل لاعب ناشئ في عام 2009-2010، وحصل على بطولة العالم للناشئين مرتين الأولى في عام 2008 بسويسرا، والثانية بالهند في عام 2009. كما شارك مع الفريق المصري الحائز على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للفرق في 2011، ووصل لنهائي بطولة العالم للفردي مرتين في عامي 2012 و2014، وحصل في عام 2014 أيضًا على لقب بطولة أمريكا المفتوحة، والتي أهلته للوصول إلى قمة التصنيف العالمي في الإسكواش، وقبلها حقق بطولة المكسيك الدولية، وبطولة هونج كونج الدولية، وماليزيا وقطر الدوليتين. كما قاد ناديه سموحة الذي بدأ فيه كناشئ، وحصل على درع الدوري العام للرجال للمرة الأولى في تاريخ النادي السكندري، بالرغم من استعانت الأندية في هذا الدوري بعدد من لاعبي مصر المحترفين والغير منتمين لتلك الأندية. ويعتبر "الشوربجي" أصغر لاعب مصري يفوز ببطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش لعامين على التوالي، وبالتالي حافظ على هيمنته التامة على صدارة الإسكواش. واستطاع أن يحقق أول لقب رياضي له في عام 2016 بحسمه بطولة الأبطال، التي أقيمت في مدينة نيويورك في مطلع يناير الماضي، والذي يعتبر أصغر لاعب مصري يفوز بها، وذلك بعد هزيمته للإنجليزي المخضرم "نيك ماثيو" في المباراة النهائية. حقق محمد الشوربجى اللقب الأول ببطولة العالم فى تاريخه، حيث لم يسبق له التتويج بلقب البطولة من قبل، ويعد هذا هو التتويج الأول لمحمد الشوربجي في تاريخه ببطولة العالم رغم فوزه بالعديد من ألقاب البطولات الثماني الكبرى، ليكون المصرى الرابع الذى توج باللقب بعد عمرو شبانة أسطورة الإسكواش السابق والذى توج به 4 مرات أعوام 2003 و2005 و2007 و2009 ورامى عاشور قائد المنتخب المصري، والذي حقق اللقب 3 مرات أعوام 2008 و2012 و2014 وكريم عبد الجواد الذي حقق اللقب مرة واحدة في نسخته الأخيرة 2016. - دور أمه في حياته
بعد تأكده من الخسارة في اللحظات الأخيرة ببطولة قطر للإسكواش بالدور نصف النهائي لعام 2016، حولت والدة بطل العالم الأول في الإسكواش "محمد الشوربجي" هزيمته إلى انتصار. كل من بالملعب اقتنع بخسارته.. إلا والدته، "مدام بسمة" التي كان لها الفضل في تأهل "الشوربجي" إلى الدور النهائي بعد خسارته الشوطين الأول والثاني، وبعدما تمكن اليأس منه، فكان الشوط الثالث هو الحاسم للمباراة ضد أمهر لاعبي الإسكواش "نك ماثيو". "في هذا الوقت كنت بحاجة ماسة لمن يمنحني دفعة معنوية كبيرة من أجل الفوز، وهو ما فعلته والدتي"، هكذا وصف الشوربجي وقوف والدته بجانبه، وكأنها أحدثت مفعولًا كالسحر عليه، محذره إياه من اليأس، والمحاربة حتى آخر لحظة في المباراة، حتى لا ينتابه الندم بعدها بأنه كان بإمكانه بذل الجهد ولم يفعل، فحالفه الفوز وتغيرت النتيجة في ثوان وكأنها ألقت بتعويذتها عليه. هنا برز دور الأم في تحول أبنها إلى بطل حقيقي بمجرد دعمهم وإعطائهم الثقة والتشجيع، فيقول الشوربجي "فخور جدًا بوالدتي وما تقدمه لي من دعم ومؤارزة. لا أخجل من الحديث عن دور أمي في نجاحي، بل على العكس أرى ذلك نوعًا من الشجاعة في الوقت الذي يرفض فيه بعض الشباب النصح والإرشاد من أبويهما، خاصة الأم، بحجة أنهم أصبحوا كبارًا ويبحثون عن الاستقلالية كلمات مؤثرة وهامة يرددها محمد الشوربجي مع كل تتويج بلقب هام في مسيرته الحافلة بالإنجازات. - الملمح الإنساني من حياة "الشوربجي" فبجانب كون "الشوربجي" صاحب مكانة رياضية متميزة على مستوى العالم، إلا أن المقربين إليه وكل من تعامل معه، يؤكد على تواضعه وحسن خلقه، وأنه لا يهتم بشيء في حياته بقدر تدريباته وعائلته وأصدقائه المقربين كما أنه دائمًا ما يبدي اهتمامًا كبيرًا بناشئي الإسكواش في مسقط رأسه بمدينة الإسكندرية، حيث يحرص على لقائهم باستمرار وزيارة أندية كسبورتنج أو سموحة. - دور "جمال عوض" في مسيرته دائمًا ما يحرص "الشوربجي" على ذكر اسم الكابتن جمال عوض، بطل مصر وأحد أبطال العالم في الثمانينيات بالإسكواش، ودائمًا ما يؤكد "الشوربجي" بأن الكابتن جمال عوض له فضلًا كبيرًا عليه، وخصوصًا في بدايته، وذلك منذ أن شاهده أول مرة في عمر التاسعة وتنبأ له وقتها أنه سيصبح بطلًا للعالم، واستمر "عوض" من ذلك الوقت بإعطاء "الشوربجي" من خبراته.