في شهر مايو الماضي، تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صوامع الغلال بقرية المراشدة التابعة لمركز الوقف شمال محافظة قنا، واستمع لمطالب حمام علي عمر، الذي لُقب ب"الفلاح الفصيح"، ووعد الرئيس بتوزيع ألف فدان كمنحة لفقراء القرية. وبعد انتهاء زيارة الرئيس، بدأ الأهالي في تقديم طلبات الحصول على هذه الأراضي، لكن رغم مرور 7 أشهر لم يتسلم المتقدمين أي قطع أرضي حتى الآن، رغم استيفائهم الشروط، ودفعهم رسوم التقديم التي وصلت إلى ألف جنيه في عملية الحجز. وتم تشكيل لجنة لتلقي طلبات الأهالي، وتمت الموافقة على 978 طلبا، ومنح كل شخص 2.5 فدان لترتفع المنحة إلى 2445 فدانا. من جانبه، طالب "الفلاح الفصيح" الحكومة والمحافظ بالكشف عن موعد تسليم الأراضي لأهالي القرية، لافتا بأن اللجنة المعنية لم تعلن أية مواعيد حتى الآن. وقال في تصريحات ل"التحرير"، إن أهالي القرية "كل يوم يسألوني متى نتسلم الأرض، ولا أستطيع إجابتهم.. معرفش موقعها فين"، لافتا بأنه حاول الحصول على رد وافٍ من المحافظ لكنه لم يحصل على "معلومة واضحة"، حسب قوله. وأوضح أحمد علي، أحد أهالي قرية المراشدة، أن الوحدة المحلية لمركز الوقف لا تعرف أين ذهبت الأموال التي تم دفعها كرسوم طلبات التقديم، علاوة على عدم تلقيهم أي رد حول موعد تسلم أو موقع تلك الأراضي. من جانبه، قال الدكتور قدري الشعيني، رئيس مركز الوقف، إن دور الوحدة المحلية اقتصر على تلقي الطلبات، بينما تتولى الجهات المعنية المتابعة والفحص، مؤكدا "لا أعلم شيئاً عن موقع الأرض أو موعد تسليمها". كما أكد المهندس عبد العظيم حسن، مدير عام حماية الأراضي بمديرية الزراعة في قنا، أن الرقابة الإدارية والقوات المسلحة ووزارة الزراعة مسؤولون عن تلك الأراضي، مشيرا إلى توافر 500 فدان فقط من المنحة التي أعلن عنها الرئيس، ويجري حصر باقي المساحات الفارغة.