كعادتها على مدار 50 سنة، استعدت 33 طريقة صوفية بمحافظة أسوان للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف حيث ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول يقول الشيخ محمد عبد العزيز، شيخ الطريقة الميرغنية، إنه رغم تغير الزمان والمكان، إلا أن أبناء أسوان والمحافظات المجاورة يحرصون على المجئ كل عام للاحتفال بذكرى مولد الحبيب المصطفى، وذلك بإقامة حلقات الذكر بحضور نخبة من كبار المنشدين من بينهم الشيخ ياسين التهامي، والشيخ أمين الدشناوي. ويضيف "عبد العزيز"، أن الاحتفالات تبدأ ظهر يوم 12 ربيع الأول، بما يطلق عليه المسيرة الصوفية التي يشارك فيها مشايخ الطرق الصوفية بأسوان ومحافظات الصعيد، حيث تتجمع كل الطرق بميدان المحطة، وتنطلق "الطوفة" بكورنيش النيل في موكب صوفي حاشد بواسطة الخيول والسيارات وأعلام الطرق الصوفية، ثم شارع صلاح الدين ومنه إلى منطقة الطابية وحتى نهاية المسيرة في موقع الاحتفالات بأرض المعارض. ويشير وكيل مديرية الأوقاف السابق، إلى أن المسيرة تشهد تفاعلا كبيرا من أهالي أسوان، الذين يصطفون على أرصفة الشوارع لمشاهدة الطرق الصوفية خلال مسيرتها، وتقوم الأسر وأصحاب المحلات بتوزيع الحلوى والمثلجات وبعض الأطعمة الأسوانية الشهيرة التي تعد خصيصا لهذه المناسبة من بينها "البليلة والأرز باللبن وغيرها" ابتهاجا بذكرى المولد النبوي. ويوضح أشرف أمين سعد الدين، شيخ عموم الطريقة الرفاعية، أن هذه الاحتفالات تعود لفترة الستينات حيث كانت تقام بمنطقة الطابية، قبل نقلها إلى موقعها الحالي بالقرب من مستشفى القوات المسلحة ومستشفى الحميات، لافتا بأن كل طريقة تقيم سرادق خاص بها لاستقبال المحبين والمريدين. ويؤكد "سعد الدين"، أن العديد من الأسر الأسوانية تحرص في هذه المناسبة على زيارة قبور موتاهم، والأضرحة التي تشهد إقبالا ملحوظا، مؤكدا أن الاحتفالات تستمر حتى فجر يوم الثاني عشر من ربيع الأول وسط حضور نحو 50 ألف شخص من أبناء أسوان والمحافظات المجاورة.