استعدت الطرق الصوفية في محافظة أسوان للاحتفال بالليلة الختامية للمولد النبوي الشريف والتي تتميز بها المحافظة منذ زمن طويل, حيث تستقبل عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف المراكز والمحافظات في سرادقات ضخمة للاستماع للمنشدين المشهورين وعلي رأسهم ياسين التهامي وأمين الدشناوي وعاطف السوهاجي. وتعود احتفالات أسوان بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم إلي عشرات السنين, حيث تقام شوادر بيع الحلوي المعروفة بجوار سرادقات الطرق الصوفية, كما تحرص المحافظة علي إقامة سرادق ضخم داخل أرض المولد للاحتفال الرسمي الذي يحضره المحافظ والقيادات الشعبية والتنفيذية والطبيعية, بالإضافة إلي القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية التي تتبادل الكلمات في هذه المناسبة العطرة. وكانت مقار الاحتفال بمولد النبي في مدينة أسوان قد تنقلت بينأكثر من مكان, حيث بدأ في مناطق البركة والقطبي ومنشية النوبة ثم سوق الخميس و كورنيش النيل حديقة السلام ثم منطقة الطابية, وأخيرا وفي عهد اللواء سمير يوسف المحافظ السابق استقر الاحتفال بأرض المعارض قبالة المقابر الفاطمية جنوبالمدينة. وعن هذه الاحتفالات يقول سيد أبو بكر مغربي من القيادات الأسوانية إن احتفالات المولد النبوي في أسوان تختلف تماما عن أي محافظة أخري, فهي عادة قديمة ورثناها آبا عن جد, وتبدآ الاحتفالات من خلال إعداد وتجهيز شوادر بيع الحلوي البلدية التي كانت تصنع عن طريق متخصصين وذلك بداية من بزوغ هلال شهر ربيع الأول, وكان غالبية هذه الشوادر مملوكة للأعيان الذين يحرصون في الليلة الختامية ليلة الثاني عشر من ربيع علي إهداء ما يتبقي للأهل والأحباب والأصدقاء تجسيدا للتكافل الاجتماعي وصلة الرحم. ويتدخل يحيي السنقيدي بالمعاش ليوضح أن أهل أسوان يحرصون علي الوجود في المدينة في الليلة الكبيرة غدا مهما بعدت المسافات, ويبدأ الاحتفال بمسيرة الطرق الصوفية التي يطلقون عليها الزفة أو الدورة وتنطلق من أمام منزل شيخ الطرق الصوفية الحاج أمين سعد الدين, الذي يطلق لهم إشارة البدء في المسيرة عقب صلاة العصر لتمر في شوارع المدينة وسط زغاريد آلاف النساء وحتي تستقر في موقع الاحتفال, حيث تتجه كل طريقة بعد ذلك إلي السرادق الخاص بها لاستقبال المهنئين والمحتفلين كل حسب طريقته ومنشده المفضل حتي فجر الثاني عشر من ربيع الأول, ويضيف السنقيدي أن الزفة التي يشارك فيها ممثلون من جميع الطرق كانت في الماضي تضم ممثلين لكل طوائف الشعب والعمال والحرفيين ورجال الشرطة وفرق الخيالة والموسيقي وطلبة المدارس وقد اقتصرت الآن علي هذه الطرق فقط. وحول الإقبال علي شراء حلوي المولد النبوي هذا العام يشير أحمد يوسف خضيري- تاجر- إلي أن القوي الشرائية وحتي الآن متوسطة ومن المتوقع أن ترتفع اليوم وغدا. وقال إن أسعار الحلوي لم تختلف كثيرا عن العام الماضي موضحا أن الأسر تختلف في أذواقها فمنها من يفضل الحلوي البلدية المصنعة في أسوان كالهريسة والفولية والحمصية ومنهم من يفضل الحلوي الجاهزة والمعلبة. من جانبه أكد محمد حساني رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان أن الوحدة والأحياء قد انتهت تماما من تجهيز أرض المعارض, وذلك لاستقبال المواطنين واحتفالات الطرق الصوفية, حيث تم الاطمئنان علي جاهزية الإنارة وتوافر مياه الشرب وأعمال النظافة, كما تم توفير مولدات إضافية لضمان عدم انقطاع التيار في أيام الاحتفال التي ستنتهي غدا.