ملاحظات فى الدرس المنهجى السادات واستدعاء الفكر الدينى المحافظ فى مواجهة الخطاب الناصرى حول الدين المقاربة السلطوية للدين فى السياسة الساداتية، شكلت استمرارية لوظائفه فى ظل ثورة يوليو، مع تحوير أيديولوجى يعتمد على الفكر الدينى النقلى الرسمى وتأويلاته المحافظة فى النكوص عن التأويلات اليسارية/ الاشتراكية للدين، ومن مواجهة القوى الرجعية المعادية للثورة إلى مواجهة القوى اليسارية، والناصرية ومن مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، إلى التوافق الجزئى معها، وتوظيفها مع الأزهر فى مواجهة الماركسية والناصرية وبعض الليبراليين. ومن سياسة خارجية غير منحازة إلى تخفيض العلاقات مع الاتحاد السوفيتى، والتحالف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدول الغربية، والدول العربية النفطية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج المحافظة. أدت هذه السياسة الدينية فى عهد الرئيس الأسبق أنور السادات إلى فرض بيئة دينية محافظة أدت إلى تمدد الجماعات الإسلامية السياسية فى المجتمع، ثم نشوب الصراع معها مجددًا، وأدت إلى اغتياله فى 6 أكتوبر 1981. إن نظرة على مقاربات الفكر الدينى فى هذه المرحلة تشير إلى ما يلى: 1- هيمنة التأويلات الدينية الوضعية والاجتماعية المحافظة والسياسية على غيرها من التأويلات، وبروز نسبى لخطاب التكفير الدينى إزاء الخصوم الفكريين، وتوظيف هذا الخطاب المتواطئ حينًا مع السلطة الحاكمة إزاء خصومه. 2- بروز بعض التمرينات التأويلية مع الثورة الإيرانية حول اليسار الإسلامى، لكنها لا تعدو سوى التبشير الدينى الأيديولوجى. 3- برزت مقاربة كلامية وسياسية حول التراث والتجديد لحسن حنفى. مقاربة الفكر الدينى فى عصر الركود السياسى نستطيع أن نقرر أن بعض بدايات النقد التاريخى والسياسى والمنهجى للفكر الدينى السياسى السائد فى مصر، بدأت فى ظل عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك وتمثلت فيما يلى: 1- ظهور دراسات سوسيو – سياسية وتاريخية حول قضايا محددة يطرحها الواقع الموضوعى حول قضايا الصراع بين الدين والدولة، والدين والسلطة والتنمية، والعلاقات الإسلامية – المسيحية، على نحو ما ظهر فى بعض كتبنا المصحف والسيف صراع الدين والدولة فى مصر، وعقل الأزمة، والعنف المحجب والوجه والقناع والنص والرصاص، وسياسات الأديان، والدين والدولة والطائفية، ومعالجة الجماعات الإسلامية فى التقرير الاستراتيجى العربى حول القوى المحجوبة عن الشرعية وصدور تقريرى الحالة الدينية فى مصر لتناول موضوعى لحالة الدين سياسيًا وسوسيولوجيا فى المجتمع المصرى. وهى مقاربات أسهمت فى حضور الدرس الأكاديمى للظواهر الدينية المسيسة والاجتماعية، من ناحية أخرى أسهمت فى تطور الفكر النقدى إزاء الفكر الدينى التقليدى والمحافظ والنقلى الطابع والسمات والتأويل. 2- بروز المقاربات السجالية حول الفكر الدينى النقلى المؤدلج للجماعات الإسلامية، السياسية من خلال كتابات فرج فودة السجالية، ونقده الحاد لبعض الآراء التأويلية لبعض مشايخ الأزهر والحركة الإسلامية السياسية. 3- ظهور كتابات نصر أبو زيد حول تحليل النص والخطاب الدينى السائد، وهو ما فتح الباب أمام التبشير بالمنهج التاريخى فى درس وتحليل النصوص الدينية، تم نقده للخطاب الدينى السائد فى بعض طروحاته فى كتابه نقد الخطاب الدينى. فى هذا الإطار انتقلت المقاربة نسبيًا من التأملات الفكرية النقدية إلى نقد مباشر للخطاب الدينى السياسى. 25 يناير وصعود سلطة الإخوان والسلفيين وما بعد: فى أعقاب الانتفاضة الثورية فى 25 يناير 2011، ووصول الإخوان والسلفيين إلى السلطة، برز سوء إدارة الدولة وعدم الكفاءة السياسية للنخبة الإسلامية الإخوانية والسلفية، وتجلى تمدد ثقافة وأفكار وخطابات الغلو والتزمت الدينى، ومحاولة منتجيها من المشايخ والإخوان والسلفيين، وسعيهم لإعادة صياغة الهندسة الاجتماعية المدنية المهجنة من خلال هندسة دينية محافظة ومتشددة وتميزية بين المسلمين، والمسيحيين، وبين الرجال والنساء، وإقصائية لآخرين لا يدينون بالإسلام أو المسيحية أو اليهودية. لا شك أن هذا التوجه الغلاب فى الحركة الإسلامية، السياسية -بمختلف مكوناتها- فى الهيمنة على الدولة والمجتمع وتديينهما، وإعادة هندستهما دينيًا، أدى إلى انكشاف للفكر الدينى النقلى بعد وصوله إلى السلطة، واضطرابه وفشله وغياب مهارات سياسية، وعدم استيعاب لثقافة الدولة الحديثة. هذا الانكشاف والاستعلاء والغطرسة السياسية، أدى إلى حالة نقدية وسياسية للفكر الدينى الإخوانى والسلفى، من بعض المفكرين والسياسيين والنشطاء حتى سقوط حكم الإخوان بعد 30 يونيو 2013. فى أعقاب هذا الحدث السياسى المركزى، قامت النخبة السياسية الحاكمة وعلى رأسها رئيس الجمهورية بالدعوة إلى ثورة دينية، ثم إلى تجديد الخطاب الدينى السائد، ولم تؤت الآثار المطلوبة منها حتى الآن. فى ظل الحالات الانتقالية الثلاث، لوحظ على مقاربة الفكر الدينى السلفى والإخوانى ما يلى: 1- السجال السياسى الدينى التأويلى إزاء الفكر الإخوانى، والسلفى وفتاوى مشايخهم على تعددهم. المقاربة السجالية ترمى إلى نقد الأفكار الوضعية الدينية، وإبراز تناقضاتها مع التطورات المعاصرة فى المجتمع والدولة والعالم، وقليلة الكتابات التى وظفت الدرس المنهجى فى العلوم الاجتماعية فى نقد الفكر والخطاب الدينى المسيطر. 2- ظهور بعض المجموعات الإلحادية على الواقع الافتراضى، وتصدى بعض نشطائهم لنقد الإسلام، والفكر الدينى النقلى السائد.