قال الموسيقار هاني مهنا، إن ذكريات كثيرة جمعته بكوكب الشرق أم كلثوم، مؤكدًا انها كانت بمثابة "فتوة غناء"، وكأنها تقول للفنانات لا تغنوا، وأنها أفضل مطربة في إدارة صوتها، إذ كانت تعرف جيدًا في أي وقت تعيد "كوبليهات" الأغاني من عدمها من خلال وصلات بينها وبين الجمهور في الحفلات. وتحدث مهنا، في حواره مع الإذاعية هند رضا، عبر برنامج "لسه فاكر" على إذاعة "نجوم إف إم"، عن جوانب من حياة أسطورة الغناء الراحلة، قائلًا: "جلسنا كثيرًا خارج أعمال الغناء، وكانت تعشق الطعام السوري، وكنا نلتقي عند سيدة سورية في الزمالك، وكانت لديها ثقافة عالية جدًا وتتحدث مع الجالسين في كل الأمور، وكانوا أطباء ومثقفين، وكانت قارئة فظيعة". وكشف الموسيقار الكبير، عن قصة تعارفه على أم كلثوم، موضحًا: "معرفتي بها كانت مع أغنية (ليلة حب)، وكنت عائدًا من بيروت ومعي الأورج الخاص بي، ولكن تم حجزه في الجمرك، وكان يجب أن أحضر 7 موافقات من 7 جهات في مصر، وكل موافقة تأخذ لها شهرين ولا ثلاثة، وفي البروفة الأولى كان هناك أورج صغير، وصديق لنا في الفرقة قال لها على قصة الأورج المحجوز، ورويت لها بدوري قصة الموافقات، وكأن الأمر يريد قرار جمهوري". وتابع: "تركتني وتحدثت في الهاتف مع شخص، وعادت وقالت لي غدًا تستلم الأورج من قرية البضائع، وسمعتها تقول لأحد أشكر لي سيادة المشير، وعلمت أنها كانت تحدث وزير المالية". وأشار مهنا، إلى طقوس أم كلثوم، استعدادًا للحفلات وعلاقة ذلك باتهامها ب"شم الحشيش"، قائلًا: "كانت لديها طقوس، أنها تجلس في غرفتها قبل الصعود على المسرح لكي تقرأ القرآن لمدة ساعة وربع، والجلسة اللي كانت تجلسها على المسرح ليست وجاهة، ولكن كانت تترعب من الجمهور، ولذلك كانت تجلس حتى تنتهي الفرقة من اللحن الأول"، مؤكدًا صحفيين مغرضين اتهموا كوكب الشرق وقتها، بأنها "كانت تشم حشيش، وكله كان كلام عبثي". يذكر أن هناك ادعاءات اتهمت المطربة الراخلة أم كلثوم، بوضع مخدر الأفيون في منديلها أثناء إحياء الحفلات، كي تقوى على الغناء لفترات طويلة قد تتجاوز السبع ساعات. وفي لقاء إذاعي قديم، قرر المذيع أن يسأل أم كلثوم، عن سر هذا المدنيل الذي رافقها طوال سنوات مجدها، والتي أكدت أنها كانت تشعر برهبة وقلق عند مواجهة الجمهور، موضحة: «كل الواحد ما يكبر كل ما يحس بخوف من الجمهور، يعني أنا حاسة إن أنا بمسك منديلي لأن كل ما تترفع الستارة إيديا تعرق، لأني بخاف من الجمهور».
وأكدت أنها لم تكن تشعر بهذه الرهبة عندما كانت طفلة، لافتة إلى أن فترة غنائها في الموالد لم يكن هناك منديلًا، بل إن أكثر ما كان يميزها هو «العُقال» على رأسها، لكن بعد لقائها بعمالقة التلحين والشعر أمثال الشيخ أبوالعلا حجازي، وكذلك بداية مرحلة الحفلات المباشرة مع الجمهور «حسيت بقى إني لازم أحاسب على الجمهور ده، وأخاف منه وأعمله حساب، لأن المُغني اللي مايعملش للجمهور حساب، الجمهور كمان مايعملوش حساب».