"عرفة" رجل يعمل باليومية عمره 33 سنة، اعتبر من 12 سنة فارقًا بينه وبين شقيقه الأصغر "محمود.ع" وشهرته "كوتة" 21 سنة، تفويضا كافيا بالوكالة والوصاية عليه وعلى تصرفاته، فأخذ يوجهه ويعنفه، بل ويعتدي عليه بالضرب المتكرر من حين لآخر، كلما أتى بفعل على غير رضاه، دون أن يتصور أن غلظته وعنفه لن يحتملهما شاب فى عمر الرجولة، حتى أيقن ذلك مؤخرًا لكن بعدما لفظ أخوه أنفاسه الأخيرة. تفاصيل جريمة «قابيل وهابيل» الأخيرة جرت أحداثها فى نطاق مركز الصف بالجيزة، إذ أقدم عامل باليومية على تكبيل شقيقه البالغ من العمر 21 سنة، وانهال عليه ضربًا بعصا خشبية غليظة "شومة"، يقينًا منه أن ذلك حق مكتسب له بتأديب أخيه على سوء سلوكه، فلم ينظر إلى الكسور والإصابات التى يلحقها بأخيه كل مرة يهوى بعصاه عليه، حتى بعدما انقطع صراخ وأنين المجني عليه، فبعد فترة طويلة من الضرب المبرح انتبه المتهم مؤخرًا إلى تورم جسد المجني عليه وتحوله إلى اللون الأزرق، علاوة على جروح مدممة ظهرت من أثر الضرب، فتوقف أخيرًا وحاول إفاقته لكنه لم يفلح، ففك قيود أخيه ونقله إلى المستشفى. وفى مستشفى اليوم الواحد بحلوان تبين للأطباء أن "محمود.ع" 21 عاما، عاطل وشهرته "كوتة" قد فارق الحياة فعليا بشبهة جنائية، إذ تبدو آثار التعدي عليه بالضرب جلية بين كسور وجروح وكدمات وتورم، فأخطروا الشرطة باستقبال قتيل، وبمناقشة أهل المتوفى تبين أن وراء الجريمة شقيق المجني عليه الأكبر. وألقى رجال الشرطة القبض على المتهم، وأقر بأنه ضرب شقيقه حتى الموت، مؤكدًا أنه لم يقصد إزهاق روحه، وإنما حاول فقط "تأديبه بسبب سوء سلوكه"، مضيفًا، على حد قوله: "كان عيل خفيف ومدلع ماستحملش ضرب الشومة"، وحرر رجال الشرطة محضرًا بالواقعة وأحالوه إلى النيابة للتحقيق.