تواجه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، موجة انتقادات ومطالبات بإقالة وزير الخارجية، بوريس جونسون، بعد تصريحاته المثيرة للجدل عن ليبيا، والتي قال فيها إن مدينة سرت يمكن أن تكون مدينة جاذبة للسياح والاستثمارات إذا تمكنت من التخلص من جثث الموتى. واتهمت المعارضة وزير الخارجية بأنه "فج وقاس بشكل لا يصدق" في حديثه عن القتلى في معركة تحرير مدينة سرت الليبية من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي حديثه عن إمكانيات سرت، المدينة التي شهدت مقتل معمر القذافي، قال "هناك مجموعة من رجال الأعمال في المملكة المتحدة، رجال رائعين يريدون الاستثمار في سرت، على الساحل بالقرب من المكان الذي تم فيه القبض على القذافي وإعدامه. لديهم رؤية رائعة لتحويل سرت، بمساعدة السلطات المحلية، لتحويلها إلى دبي ثانية". وأضاف "الشيء الوحيد الذي عليهم القيام به هو التخلص من الجثث لتكون هذه الشركات هناك". وكانت هايدي إلين، النائبة عن حزب المحافظين، هي أول من طالبت بإقالة جونسون بسبب تصريحاته التي وصفتها ب"غير المقبولة". وأضافت إلين "هذه التصريحات غير مقبولة من أي فرد، فماذا لو كان وزير خارجية. يجب الإطاحة به من منصبه لهذا السبب، فهو لا يمثل حزبي". وانضمت لها سارة وولاستون، وهي من حزب المحافظين أيضا، مضيفة "السخرية من أناس ماتوا في ليبيا أمرا مخجلا، ونأسف لسماع ذلك من وزير خارجيتنا"، كما طالبته بالاعتذار والتفكير في مغادرة منصبه. وبدلا من الاعتذار، توجه جونسون إلى "تويتر" لمهاجمة منتقديه، قائلا "العار لمن ليس لديهم معرفة أو فهم بما يحدث في ليبيا، ويريدون اللعب بالسياسة في الواقع الخطير في سرت". وأوضح أن "هناك في الواقع صعوبة في التخلص من جثث مقاتلي داعش بسبب العبوات الناسفة والفخاخ المتفجرة. ولهذا السبب تلعب بريطانيا دورا رئيسيا في إعادة الإعمار، ولذلك قمت بزيارة ليبيا مرتين هذا العام دعما لها". من جهته، دافع داميان جرين، مساعد وزير الخارجية، عن التصريحات قائلا "كان عليه أن يختار الكلمات بعناية أكثر". وأضاف "أعتقد أننا جميعا بحاجة إلى أن نكون حذرين جدا في اختيارنا للكلمات. كما أن جونسون أوضح في سلسلة من التغريدات الوضع المعقد في ليبيا، أن الجثث التي كان يشير إليها هي لمقاتلي داعش المفخخين". من جانبها، قالت إميلي ثورنبيري وزيرة الخارجية في حكومة الظل "أقل من عام مضى على تحرير سرت من داعش، وهي معركة قتل فيها مئات الجنود الحكوميين، وفرض الحصار على آلاف المدنيين، وهي المرة الثانية منذ خمس سنوات التي شهدت فيها المدينة خسائر فادحة في الأرواح نتيجة للحرب الأهلية الليبية". "وأضافت "بالنسبة لبوريس جونسون التعمل مع هذه الوفيات هو المزاح، فهذه الجثث فقط هي مصدر إزعاج لرجال الأعمال البريطانيين، الذين يمكنهم تحويل المدينة إلى منتجع ساحلي". وتابعت "إذا صدرت هذه الكلمات من رجال الأعمال أنفسهم، فإنها تعتبر مسيئة بما يكفي، ولكن بالنسبة لوزير الخارجية فهي فضيحة". وأضافت "هناك وقت يجب أن يتوقف فيه المزاح، لأن بوريس جونسون يعتقد أن جثث هؤلاء الجنود الحكوميين الشجعان والمدنيين الأبرياء الذين قتلوا فى سرت موضوع مناسب للسخرية، فهو لا ينتمى إلى مكتب وزير الخارجية". وقال جو سوينسون، نائب زعيم الحزب الديموقراطى الليبرالى، "إن الدبلوماسية شرط أساسى لدور وزير الخارجية. التصريحات الفجة حول قضية بهذه الأهمية تثبت أنه غير مناسب للمنصب".