صوت أكراد العراق أمس، على استفتاء لتحديد مصير إقليمهم وانفصاله، وذلك وسط العديد من الأصوات الرافضة مثل حكومة بغدادوتركيا المجاورة، والحكومة السورية والمعارضة السورية على السواء، بينما سبقتها انتخابات الفيدرالية في شمال سوريا والتي هرع الأكراد فيها للإدلاء بأصواتهم لانتخاب ممثليهم. وقال إبراهيم كابان، الباحث والسياسي الكردي، إنه ليست هناك سيطرة لبغداد على إقليم كردستان العراق منذ عام 1991، إلى إعلان الفيدرالية مع تدخل القوات الأمريكية والتحالف الدولي لإسقاط النظام البائد عام 2003، وصولاً لما عليه الإقليم الآن من قوة اقتصادية وعسكرية، مشيرًا إلى أن معظم القضايا العالقة تهربت من تنفيذها حكومة بغداد سواء في مسألة عدم دفع مخصصات الإقليم المالية. وأكد كابان في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن رفض بغداد لإجراء هذا الاستفتاء يأتي بالتناغم مع المطامح التركية والتمدد الإيراني، لأنه مع وجود العرب السنة وتحالفهم الواضح مع إقليم كردستان العراق، وفي سوريا مع إدارة الحكم الذاتي في الشمال، برز نوع من التحالفات الجديدة تخشى منها إيرانوتركيا. وأوضح كابان أن التمدد الإيراني وسيطرته على سلطة بغداد ودمشق، والأطماح التركية وأحلامها في إعادة السلطنة العثمانية إلى سورياوالعراق، ليست من مصلحتهما وجود دولة كردية في الجوار، وأنه لا سيما سيكون لهذه الدولة التأثير المباشر في جذب القوى السنية ودفع الشعوب الكرد والعرب في كل من إيرانوتركيا إلى المطالبة بحقوقهم المشروعة. ونفى كابان إمكانية قيام تركياوإيران بعمل عسكري ضد أكراد العراق، في ظل الوضع الكردي المتفجر داخل كلا الدولتين، وتطورات القضية الكردية في سوريا والتي تتجه نحو الفيدرالية لا سيما بالتزامن مع استقلال كردستان العراق. ومن جانبه، قال هوشنج حسن، المقاتل في صفوف قوات وحدات الشعب الكردية في سوريا، إنه بعد عقود من ظلم الأنظمة الديكتاتورية في سوريا، يعد إجراء الانتخابات بهذه الطريقة خطوة مهمة، فجميع الشعوب والديانات في شمال سوريا تستطيع أن ترشح من يمثلها وأن تنتخب بحرية كاملة، حتى المرأة لها نصيب وافر من التمثيل في الترشح والانتخاب. ونفى حسن في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن يكون الاستفتاء على انفصال أكراد سوريا، وذلك لأن الاستفتاء يشارك فيه كل العرقيات من كرد وعرب وغيرهم من سكان شمال سوريا، مشيرًا إلى أنه ككردي يتمني قيام دولة الأكراد الكبرى، ولكن يمكن أن يكون ذلك بشكل كونفيدرالي بين الأقاليم الكردية في سورياوالعراقوتركيا، وليس بمفهوم الدولة القومية القديم الذي عفا عليه الزمن. وأكد حسن أن رفض تركيا لقيام الفيدرالية طبيعي، لخوفها من حقوق الأكراد المشروعة في تركيا، وهو نفس حال نظام الأسد وحزب البعث، الذي يريد إعادة الأحوال إلى كما كانت عليه قبل الثورة السورية.