قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن :موسكو لن تعترف بكوريا الشمالية كدولة نووية، لكنه حذّر من أن الأزمة الكورية لا يمكن حلها بالضغط والعقوبات فقط ولا بد من إيجاد تسوية دبلوماسية". وأكد "بوتين" عقب محادثاته مع نظيره الكوري الجنوبي "مون جيه إن" في مدينة فلاديفوستوك الروسية، أن موسكو تعتبر التجارب النووية الكورية الشمالية، انتهاكا للقرارات الدولية، وأن روسيا لن تعترف بوضع هذا البلد النووي، لكنه لفت إلى تجنب الاعتماد على الضغط والعقوبات فحسب في التعامل مع بيونج يانج ومحاولة حشرها في الزاوية. وحث الرئيس الروسي جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس، وتفادي الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد التوتر، كما دعا الشركاء الدوليين إلى الاهتمام بخريطة الطريق الروسية الصينية المشتركة لحل الأزمة الكورية. من جانبه، أعلن رئيس كوريا الجنوبية أنه اتفق مع نظيره الروسي، خلال مباحثاتهما، على ضرورة تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، والإبقاء على الاتصالات الاستراتيجية بين البلدين بشأن الأزمة الكورية. وقال: إن "الرئيس الروسي أعرب عن تفهمه ودعمه لجهود حكومة كوريا الجنوبية الرامية إلى إحلال السلام الثابت في شبه الجزيرة الكورية وتحسين العلاقات بين الكوريتين، وهو ما يثير ارتياحي، وبناءً على هذا التفاهم، سنعمل على توطيد الاتصالات الاستراتيجية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتسوية أزمة كوريا الشمالية". وكانت روسيا قد هددت مؤخرًا بأنها ستتخذ إجراءات ذات طابع عسكري ضد قيام الولاياتالمتحدة بنشر منظومات "ثاد" الصاروخية في كوريا الجنوبية واليابان، وذلك بعد أن ظهرت معلومات تؤكد زيادة تسليح كوريا الجنوبية بسبب النشاطات العسكرية غير المسبوقة لجارتها الشمالية. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو قد تكون مضطرة لاتخاذ إجراءات جوابية بطابع عسكري لخلق توازن مع نشر أنظمة الصواريخ الأمريكية "ثاد" في كوريا الجنوبية واليابان. من جهة أخرى، وقعَت روسياوكوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفستوك الروسية، حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وجاء توقيع حزمة الوثائق بعد محادثات عقدها بوتين مع مون جيه إن، الذي يشارك في المنتدى برفقة وفد يضم مسؤولين ورجال أعمال من مختلف المجالات. وتمس الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة مجالات مختلفة، بدءا من الاتصالات ووصولا إلى التجارة، وأبرزها مذكرة تفاهم وقعت لتشجيع وتيسير الاستثمار والتجارة بين البلدين ودعم الصادرات، والتعاون في مجال الابتكارات. وأكد بوتين أن كوريا الجنوبية تعد شريكا تجاريا واقتصاديا رئيسيا لروسيا، مشيرا إلى أن مباحثاته مع رئيس كوريا الجنوبية كانت بناءة. وأضاف أن البلدين اتفقا على تكثيف عمل المنصات المالية والاستثمارية المشتركة بقيمة مليار دولار، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين، كما أشاد الرئيس بوتين بمستوى التجارة بين روسياوكوريا الجنوبية، حيث قال: إن "التبادل التجاري قفز في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 50% إلى 10 مليارات دولار". وبلغ حجم التجارة بين البلدين، العام الماضي، نحو 15 مليار دولار، منها 10 مليارات دولار صادرات روسيا إلى كوريا الجنوبية، مقابل واردات بقيمة 5 مليارات دولار، كما تدرس روسياوكوريا الجنوبية، بحسب الرئيس الروسي، مسألة زيادة توريدات الغاز الطبيعي المسال، حيث قال بوتين "لقد أكدنا ارتياحنا للتطور الناجح للتعاون في مجال الطاقة، حيث أن الشركات الكورية الجنوبية تشارك في مشاريع "سخالين1" و"سخالين2"، وتجري دراسة زيادة شراء الغاز الطبيعي المسال". من جانبه، أشاد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه بعلاقات بلاده مع روسيا، وأكد أن كوريا الجنوبية ستطور مشاريع مع روسيا بمشاركة كوريا الشمالية، حيث قال "لقد اتفقنا على تعزيز القاعدة لتنفيذ مشروعات ثلاثية الأطراف تشمل الكوريتين وروسيا، وتهدف لربط شبه الجزيرة الكورية والشرق الأقصى الروسي".