كتبت: مارينا ميلاد - تصوير: زهرة أشرف داخل كابينة زجاجية مكتوب عليها "لجنة الفتوى - مجمع البحوث الإسلامية"، لا تتسع مساحتها إلا لمكتب وكرسي، يجلس شيخ أزهري، في مقتبل العمر، يجيب على أسئلة الزائرين، الذين يسجل أسمائهم وأرقامهم في دفتر أمامه. اتخذت تلك الكابينة مساحة بجانب منافذ أخرى داخل محطة مترو الشهداء، منذ صباح اليوم الأربعاء، تنفيذا لاتفاق بين شركة المترو و"البحوث الإسلامية" قبل نحو شهرين، يهدف - بحسب أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمى لشركة مترو الأنفاق - إلى تلبية احتياجات الناس المعرفية وحاجاتهم إلى الإجابة عن أسئلتهم المرتبطة بواقع حياتهم، ولمواجهة الفتاوى "المضللة"، التي تحاول بعض التيارات "المتطرفة" الترويج لها. الشيخ محمد عبودة (25 سنة)، يعمل واعظا بالمجمع، ويتولى العمل في الفترة المسائية التي تبدأ من الثانية ظهرًا وحتى الثامنة مساءِ، ويستقبل القاصدين له بترحاب ملحوظ. يقول عبودة ل"التحرير": "أجتمع شهريا مع لجنة الفتوى لوضع خطة الوعظ والإرشاد، ونحدد هل ستكون في مدارس أم شركات أم نوادي أم مساجد، وهذه المرة كانت في مترو الأنفاق". قبل تلك التجربة، بثت اللجنة الوعظ عبر الإذاعة الداخلية لبعض محطات المترو، "كنا يوميًا نذهب بعد صلاة العصر إلى مكان الإذاعة في محطات المترو، ونلقي الوعظ، الذي كان أغلبه عن التعاون والمحبة والإخاء، وهو مالاقى استحسان كبير من شركة المترو ومن الجمهور؛فقررنا أن نتأخذ هذه الخطوة الجديدة"، يبيَّن "عبودة". خلال الأسبوع، وعلى فترتين صباحية ومسائية، يتناوب التواجد في الكابينة ٣٦ واعظا، وهم عدد أعضاء اللجنة، بجدول محدد، حيث يتواجد في كل فترة (مشرف، واثنان من الوعاظ). يقول عبودة إنه "لا مكان لخانة الديانة في هذه التجربة، بمعنى إنه يمكن لمسيحيين أن يسألوا على ما يريدون معرفته، وسيتم الرد عليهم وفقًا للمنهج الأزهري". يستقل أحمد عبد المحسن، المترو عبر محطة الشهداء يوميا، بحكم عمله في أحد المحال بشارع الجمهورية، القريب من المحطة، لكن اليوم تأخر قليلًا في المحطة، قاصدًا "الكابينة" للاستفسار عن بعض الأسئلة، التي يقول "إنه ظل فترة طويلة يبحث عن إجابتها". عبد المحسن، أشاد بالتجربة الجديدة، التي وصفتها بأنها "وسيلة سهلة لتوعية كثيرين لا يعرفون أشياء في الدين". يؤكد الشيخ عبودة على حديث الرجل: "الإقبال كبير من جانب المارين، ففي الفترة الواحدة نعطي من 70 - 100 فتوى.. هناك الكثير من المواطنين يريدون الاستفسار عن أشياء وليس لديهم وقت للذهاب إلى دار الإفتاء.. نحن بدأنا بمحطة الشهداء لأنها محطة مركزية وقريبة من محطة مصر، ويمر عليها جميع الفئات ومن جميع المحافظات لكن هناك خطة لتعميم هذه التجربة في كل المحطات الأخرى قريبا".