كتب: ربيع السعدني مع تزايد أعداد الخريجين كل عام قررت إدارة التكليف التابعة لوزارة الصحة والسكان تخفيض أعداد الصيادلة المُكلفين بالعمل داخل مختلف قطاعات الصحة بالمحافظات إلى النصف هذا العام من خريجي دفعتي 2016 و2017 بعد أن كانت تقبل جميع الصيادلة المُسجلين على حركة التكليف السنوية من خريجي الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء. بعد انتهاء أزمة الوزارة مع الأطباء الجُدد المُكلفين عقب تقليص أعدادهم بصورة مفاجئة وغلق باب التسجيل أمام أطباء دفعة مارس 2016 واعتصام عدد كبير منهم داخل مقر النقابة العامة للأطباء ب "دار الحكمة"، بدأت من جديد بوادر أزمة أخرى مع جموع الصيادلة في ظل انخفاض أعداد الخريجين المقبولين منهم في حركة التكليف الجديدة الموزعة على وحدات الوزارة المختلفة بالمحافظات وبعض الجهات الأخرى كالتأمين الصحي والرقابة الدوائية والجامعات وغيرها. أكد الدكتور عصام عبدالحميد، أمين عام نقابة الصيادلة أنهم ناقشوا في أخر اجتماع لهم مع لجنة التكليف بوزارة الصحة والسكان أن الوزارة سوف تختار 9 آلاف صيدلي فقط ضمن حركة تكليف هذا العام من بين 15 ألف خريج بكليات الصيادلة على مستوى الجمهورية. يتم التكليف على أساس حركة واحدة في العام وفقًا للقرار رقم 38 لسنة 2008، حيث يتم توزيع الصيادلة المكلفين من خلال حركة تنسيق عام تتم علي أساس احتياجات الجهات الطالبة وترتيب الرغبات وطبقًا لقانون التكليف رقم 29 لسنة 1974 تكون مدة التكليف المقررة على الصيادلة عامين قابلة للتجديد يقضيها الصيدلي بعد تخرجه من إحدى الجامعات المصرية للعمل في أي جهة حكومية تابعة لوزارة الصحة والسكان، ويجوز لوزير الصحة إنهاء التكليف بعد مرور عام من مزاولة المهنة ويعد التكليف بمثابة فرصة عمل جيدة لكل صيدلي حديث التخرج يمكنه من خلالها أن يمارس عمله كصيدلي. لم تكن محاولات تخفيض أعداد الصيادلة المُكلفين للعمل في قطاعات الصحة هي الأولى هذا العام، إنما سبقتها محاولات أخرى في حركة تكليف دفعة 2015 حين رفضت الوزارة قبول أعداد كبيرة من خريجي الدفعة، وصوتت لجنة التكليف بالوزارة على قبول 4 آلاف صيدلي فقط من أصل 13 ألف صيدلي ممن تقدموا للتكليف. صيادلة على أبواب البطالة كما تأخر فتح الموقع عن الموعد المقرر له أكثر من أسبوعين لأسباب غير معلومة، ما أثار القلق عند كثير من الصيادلة الراغبين فى التكليف وأعلنوا رفضهم وتدخلت النقابة العامة للصيادلة حتى أعيد فتح أبواب التسجيل أمام الصيادلة من جديد. "البطالة في الصيادلة قادمة واللي مخدوع بالتكليف خدها كلمة وافتكرها.. لن تشم هذه الدفعة رائحة أي تكليف".. هكذا خاطب الدكتور زكريا أبو شادي، صيدلي زملاؤه في المهنة المُستبعدين من حركة التكليف هذا العام لتحذيرهم من القادم . وطالب أبو شادي بسرعة حدوث انتفاضة وثورة كبرى داخل المنظومة الصيدلانية في مصر لوقف حالة الفوضى الخلاقة المتعمدة داخل الصيدليات وسوق الدواء في مصر. ابحث عن صندوق النقد الدكتور محمد قابيل، أحد منسقي الصيادلة المحرومون من التكليف أكد أن هذا التوجه الجديد يأتي تمهيدًا لإلغاء حركة التكليف تدريجيًا من قطاع المهن الطبية لتقليص أعداد الموظفين بالجهاز الإداري للدولة وسوف يتم الإكتفاء بالمسابقات فقط، قائلًا: "يعنى مثلا لو محتاج ألف ينزل مسابقة ويعمل اختبارات ويختار من الألف فقط" وأضاف قابيل في تصريحات خاصة ل "التحرير" أنه سوف يتم إلغاء التكليف من قطاع المهن الطبية في غضون سنوات قليلة،استجابة لشروط صندوق النقد الدولى بتقليص أعداد العاملين بالجهاز الإدارى للدولة وخفض سن المعاش، لأن التكليف في الأساس غير إلزامي على الدولة وهي سلطة من حقها أن تستخدمها أو تتخلى عنها حسب احتياجاتها من القطاع الطبي كما حدث مثلًا مع المعلمين والبيطريين والمهندسين حين تم إلغاءه. كارثة ل 300 ألف صيدلي ومن جانبه وصف الدكتور محي عبيد، نقيب الصيادلة بعدم تعيين الصيادلة واختيار المعينين من طلبة الجامعات الخاصة الحاصلين على أرقام عالية يعد كارثة في حق أكثر من 300 ألف صيدلي على مستوى الجمهورية سوف تساهم في خلق أعدادًا هائلة من الصيادلة العاطلين. وأعلن عبيد في تصريحات خاصة ل "التحرير" أنه لن يقبل المساس بحقوق أي صيدلي وسوف يتم تصعيد الأمور حال الإستمرار في سياسة تقليص اعداد المكلفين عبر اتخاذ الطرق السلمية المشروعة.