كتب - محمد الشاملي: في جلسة أسرية اجتمع الأهل والأقارب لقراءة الفاتحة وإتمام خطبة "حازم" على "سارة"، لتنطلق الأفراح والزغاريد، أعقبها بشهر "كتب الكتاب" والاتفاق على مشتملات "القائمة" التي كانت بمثابة السيف الذي قطع حبل الوصال بين العائلتين في ظل رفض أهل العريس بعض بنودها، لكن الأمور بدت أكثر سرعة من سباق الماراثون نحو حفل الزفاف الذي كان محطة اللقاء الأخيرة بين أسرتي الزوجين طوال 11 شهرا هي مدة الزيجة التي انتهت بجريمة قتل أضحت حديث الساعة بمحافظة الجيزة. مساء الخميس الماضي، طالبت صاحبة ال27 عاما من والدتها الحاجة إيمان شراء ملابس جديدة لزوجها كهدية له مع اقتراب احتفالهما بأول "عيد زفاف"، وراحت تطالبها بالصبر عليه على أمل تغير تصرفاته محل رفض الجميع خلال الأونة الأخيرة خاصة بعدما رُزقا ب"إيمان" ابنة ال23 يوما. ودعت خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة -التي عملت كصحفية في 3 مؤسسات- والدتها في المساء على أمل اللقاء في الصباح "أنا هقوله على المفاجأة بكرة واني كمان صلحتله الكمبيوتر"، فقبلت الجدة حفيدتها، وتركت ابنتها لتأخذ قسطا من الراحة متوجهة إلى شقتها المقابلة لها لكنها لم تكن تعلم أنه اللقاء الأخير. استيقظت الأم في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي، راحت تقوم ببعض الأعمال المنزلية، ومع دقات الساعة الثامنة ثمة صوت استغاثة "الحقوني بموت"، فخرجت لاكتشاف مصدرها وسألت جارتها في الطابق السادس فأجابتها "ماعرفش.. تلاقيها الست اللي في الرابع جوزها على طول بيضربها"، لتستكمل بعدها ما كانت تقوم به بالمنزل بقبضة في الصدر لم تعلم سببها آنذاك. عقب مرور نحو نصف ساعة، سمعت والدة سارة صوت جرس الباب، وفوجئت أن الزائر والدة زوج ابنتها تتصبب عرقا "أول مرة تزورني منذ حفل الزفاف"، لتتذكر أن أهل الزوج قاطعوا ابنتها عقب خلاف وقع على مشتملات "قائمة الزواج". طالبت والدة سارة حماة ابنتها بالدخول "إحنا زارنا النبي النهاردة" فوجدتها فرصة لتهدئة الأجواء المشحونة بين العائلتين، لكن الأخيرة طالبتها بالمجي رفقتها لتفقد شقة الزوجين "بخبط على سارة ماحدش بيفتح"، فأخبرتها أنهم لم يستيقظوا بعد "استني اجبلك حاجة ساقعة". وعقب حديث مقتضب عن أحوال الأسرة، همت والدة "حازم" بالخروج من الشقة رفقة والدة سارة، وفوجئتا ب 3 شرطيين يطرقون باب شقة سارة بقوة طلبوا منهما العودة إلى الشقة، لكن والدة العروس -التي لم تكمل عامها الأول في الزواج بعد- بادرت بالسؤال "أنا عاوزة بنتي لو سمحت"، فأخبرها أحدهم أنها توجهت إلى قسم شرطة أبو النمرس لتحرير محضر "الحقي اقفي جنبها.. جوزها ضربها". استنجدت والدة سارة بنجلها "مصطفى"، وذهبا إلى ديوان القسم الذي يبعد أمتار قليلة، لكن قلبها حدثها في الطريق أن الأمور ليست على ما يرام لتصرخ فجأة سارة اتقتلت يا مصطفى"، الذي طالبها بانتظار ما سيخبرهما به رجال الشرطة. طوال 4 ساعات متواصلة، احتجزت الأم في إحدى مكاتب القسم لا تدري "أين سارة، ولماذا تم احتجازها؟"، وجاءت الإجابة فور خروجها عندما وقعت عيناها على زوج ابنتها "حازم" صاحب ال33 عاما مقيد اليدين في حراسة الأمن "بنتك جوزها قتلها وذبح بنته يا حاجة.. ورايحين نمثل الجريمة". وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على مسامع الأم، راجية ربها أن يكون الأمر "كابوس"، لكن رئيس المباحث أجلسها بمكتبه وقص عليها تفاصيل الجريمة، وأن "حازم" قتل "سارة" ب20 طعنة، وفصل رأس رضيعته "إيمان" التي لم يفرح بقدومها لأنها "أنثى" كما أنها على اسم حماته التي لم تنقطع المشكلات بينهما. "التحرير" انتقلت إلى شارع أحمد رياض بقرية ترسا، المكان اتشح بالسواد، منازل قديمة متراصة، الجميع يبحث عن إجابة السؤال الذي بات حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "ليه حازم قتل مراته وبنته بالطريقة دي؟". داخل شقة بسيطة بالطابق الخامس، جلست والدة سارة رفقة بعض سيدات العائلة "يارتني رفضت الجوازة دي زي عرسان كتير قبله، وكانت بنتي كملت تعليمها"، لتروي بداية المشكلات التي نشأت بين العائلتين عقب "كتب الكتاب" الذي جاء عقب شهر من "الخطوبة". "بنتي كانت بتشتكي من جوزها من شهر العسل لأنه ماكنش بيهتم بيها ولا بيصرف عليها"، تقول الأم إن 600 جنيه كانت مصروف ابنتها الشهري "كمان كان بيسرقه منها ويستلف فلوس"، لافتة بأنه كان يعمل "كبابجي" في مطعم شهير بالمهندسين، بيد أنه أخفى عليهم عمله في مطعم آخر في المساء، حتى وصل الحال بابنتها لطلب الطلاق "أنا متجوزة حيوان يا ماما". يلتقط حمدي مبروك "والد سارة" أطراف الحديث، بالتأكيد على أنهم فوجئوا بأن "حازم" هارب منحكم بالحبس بقضية (ضرب)، مشيرا إلى أنه عندما سأل عنه بمنطقة سكنه بساقية مكي أخبرته جارته "شاب كويس وناس طيبين". تعدل الأم من جلستها، شاخصة ببصرها نحو منضدة تحمل صورا لابنتها، محاولة مغالبة دموعها "أنا غلطانة.. فرحت بالجوازة علشان بنتي هتعيش جنبي"، متذكرة ليلة الدخلة عندما قبل "حازم" قدميها "ونعم التربية.. أنا ماشوفتش حد زيها"، موضحة أنهم اكتشفوا لاحقا انفصاله عن زوجته الأولى عقب أسبوع من الزفاف لشكه في سلوكها. ثوان معدودة، مرَّ فيها شريط الذكريات سريعا، للتذكر والدة سارة تفاصيل اليوم الذي سبق ولادة ابنتها "خرب الدنيا لما عرف اني هدخلها مستشفى خاص لدرجة انه شتمنا كلنا"، مشيرة إلى أن الصدمة كانت بحصوله على مشغولات زوجته الذهبية بحجة بيعها وتغطية تكاليف عملية الوضع "أبوها صارف ألف جنيه، وأخوها جاب حاجات ب600، وأنا اللي تحملت التكاليف كلها.. منه لله". وبسؤال الأم عن رواية المتهم خلال التحقيقات، مرجعا سبب جريمته لشكه في سلوك زوجته وأنها كانت "تبوس وتحضن أخوها دايما"، دخلت في نوبة من البكاء صارخة "حسبي الله ونعم الوكيل"، مشددة على أن سارة كانت مسؤولة عن رعاية شقيقها "مصطفى" في طفولته "كنت بسيبلها البزازة ترضعه". واتهمت الحاجة إيمان والدة زوج ابنتها بالتورط في الجريمة، لتؤكد جارتها على حديثها "سمعت أمه بتقوله الصبح أنا خلصت كل حاجة بلغ الحكومة - بحسب حديثها - ليؤكد شقيقها "مصطفى" أن رواية المتهم عارية من الصحة "لازم ياخد إعدام"، بينما يشدد الأب على أنه لن يتلقى واجب العزاء حتى صدور حكم بإعدام الجاني "مش هيب حق بنتي.. كانت وردة مفتحة".