في وسط التغيرات التي يشهدها الواقع الفرنسي، جاء ايمانويل ماكرون الرئيس الجديد للبلاد، بمثابة الأمل في تحقيق وعوده بالثورة على الأوضاع القائمة، إلا أن الوضع مازال كما هو، حيث عبر ماكرون خلال تدشينه سفينة سياحية في ميناء سان نازير غرب فرنسا، عن استياءه من شروط استيلاء شركة "فينكانتييري" الإيطالية على ترسانة سان نازير. وقالت وكالة أنباء "بلومبيرج" أن ماكرون أمر بإعادة النظر في شروط الصفقة، متعهدًا بحماية ما أسماه "الصناعة الإستراتيجية"، في خطوة وصفتها الوكالة بمحاولة للخروج من عباءة سابقيه. الأمر الذي تسبب في قلق في الجانب الإيطالي، ودفع وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، زيارة روما في الخامس من يونيو الجاري، لتلطيف الأجواء، ومن جانبه أوضح المتحدث الرسمي بإسم الرئاسة الفرنسية أن قرار الرئيس ليس تدخل في الصفقة، وإنما هو أقرب دفعة لتوجيه الصفقة في الطريق الذي يريده. وقال جونترام وولف المدير في معهد بروجل الإقتصادي في بروكسل "أن حماية الصناعة المحلية غريزة أساسية في الإدارة الفرنسية، ويبدو أن الرئيس الجديد ليس لديه مناعة ضد هذه الغريزة"، مضيفًَا "أنا لا أتوقع أن يختلف ماكرون كثيرًا عن سابقيه". وأبدى ماكرون قلقه من تحالف شركة "فينكانتييري" مع الجموعة المصرفية الإيطالية "تريسيتي" لتشكيل حصة مسيطرة في شركة "أس تي أكس" الفرنسية، الأمر الذي قد يشكل تهديد للعمال في المدينة الساحلية، أو نقل أسرار الصناعة لشركائها في الصين. ويذكر أن "فينكانتييري" اشترت حصة شركة "أس تي أكس البحرية" الكورية، والتي تبلغ نحو 48% من أسهم شركة "أس تي أكس" الفرنسية، فيما تسيطر المجموعة المصرفية "تريسيتي" علي 6% من أسهم الشركة. وأضافت الوكالة أن الخطر الأكبر الذي يواجه الرئيس الفرنسي يتمثل في استعادة ثقة المسؤولين الأوروبيين، والمستثمرين الأجانب الذين أبدوا ترحيبهم بفوزه، الذين يحتاجهم لتحقيق وعوده بتجديد الاقتصاد الفرنسي، وكذا ما قد تواجهه الشركات الفرنسية التي ترغب في الاستثمار في إيطاليا. وانتقد المدير التنفيذي لإحدى الشركات الفرنسية، تجاهل ماكرون للقواعد الحاكمة لتداول أسهم الشركات الفرنسية، الأمر الذي قد ينذر بالخطر على دوائر الاستثمار.